وقع الزلزال…والتوقيت المناسب للشجعان فقط!

وقع الزلزال…والتوقيت المناسب للشجعان فقط!

 الثلاثاء 7 شباط 2023

ناصر قنديل

الزلزال الذي ضرب تركيا وسورية وأسقط آلاف الضحايا والمصابين وخلّف عشرات آلاف المشرّدين بلا مأوى، كارثة إنسانية موصوفة، والعالم الذي ينفق تريليونات من الدولارات على التسلح والحروب يرسل القروش لتركيا، لكنه يحجم عن إرسال شيء الى سورية، بل يواصل المكر والخبث والكيد والحقد عبر العقوبات والحصار، كما تقول بيانات التضامن المخادعة بالحديث عن مساعدة الشعب السوري، بدلاً من القول سورية، وعبر المؤسسات الإنسانية، كي يقولوا وليس عبر الحكومة السورية، وكي يقولوا ضمناً لا شيء، لأنهم يعلمون أنّ صناديق هذه المؤسسات خاوية وقد بدأت بالتقشف في مساعداتها التي كانت تقدّمها في العام الماضي، ولحق النازحين السوريين نصيب من هذا التقشف، وبالمقارنة بين العالم ما قبل الحضارة المدينة وعالم اليوم، نكتشف بسهولة أنّ المسمّى عالم ما قبل الحضارة المدنية كان أشدّ رحمة وأكثر شهامة، وأشدّ كرماً، عندما يتعلق الأمر بالكوارث الطبيعية، حتى في حالات الحروب، فتوضع الخلافات جانبا وتتحد الجهود لدرء الكارثة، بينما لا يرفّ جفن العالم المدّعي للحضارة ولا قلب، والمطلوب رفع العقوبات والحصار، وتخفيف وطأة الكارثة.

كلّ الذين يتهرّبون من الحقيقة السورية يخادعون أنفسهم، وهم في سرّهم يعلمون أنّ سورية سواء انتهت كارثة الزلزال عندها برقم 2000 ضحية أو عشرة آلاف ضحية، فهي ستعود وتتعافى وتقف على قدميها، كما دأبها دائماً، لكن دماء وأرواح هذا الفارق سوف يتمّ تقييدها في حساب لا يقفل على ذمة وضمائر كلّ الذين كان بوسعهم فعل شيء، ولم يفعلوه، ولنبدأ بالأمين العام للجامعة العربية مكتوم الصوت، ليكفّر عن جريمة رئاسته للوفد الذي ذهب يدعو لشنّ الحرب عليها، بعد قرار الجامعة تعليق عضويتها، لم لا يكون أول الواصلين الى دمشق يشرف بنفسه على الاتصالات الهادفة لحث الحكومات العربية على تسيير جسور جوية وقوافل بحرية وبرية لكلّ ما تحتاجه سورية في زمن الكارثة، سفن الوقود والمعدات الطبية والأدوية والمستشفيات الميدانية، والآليات الثقيلة لدعم جهود البحث والإنقاذ، والبيوت السريعة الإنشاء لإيواء المشرّدين، وأدوات التدفئة والألبسة والمطابخ الضخمة لتأمين الطعام، ومثله السؤال لكلّ حاكم عربي قادر ولم يفعل شيئا، خصوصاً في الدول العربية الغنية، وبالأخص في الخليج، وفي الطريق سؤال للحكومة اللبنانية، أليس ما تحتاجه سورية اليوم أكثر من وفد استكشافي للحاجات، هو إعلان تخصيص مطار القليعات ومرفأ طرابلس لاستقبال السفن والطائرات التي تحمل الإغاثة لسورية، والتي لا تستطيع التوجه إلى مطاراتها ومرافئها بسبب العقوبات، ومعلوم أنّ لبنان عندما يفعل ذلك لن يتعرّض لأيّ مساءلة أو أذى، وهو قادر ان يطلب من الأمم المتحدة تولي الإشراف على ما يصل عبر المطار والمرفأ نحو سورية، وربطه بزمن الكارثة.

لأنّ سورية عائدة وسوف تتعافى رغماً عن أنوف أعدائها، ولأنهم يعرفون ذلك، فالسؤال ماذا عن أميركا وأوروبا، أليس التوقيت مناسباً، بلغة المصالح بعيداً عن الضمائر الميتة، للتذرّع بالزلزال واعتباره توقيتاً مناسباً لاستثناء كلّ ما هو إغاثي وطبي وإنساني وغذائي ومنه الوقود وما يتصل بالبنى التحتية وإيواء النازحين والمشرّدين، من كلّ ما له صلة بالعقوبات، وقد سبق للأميركيين والأوروبيين أن كتبوا وحللوا عن مشاريع تفاوض مع سورية بفعل ذلك مقابل أثمان سياسية، فماذا سوف يخسرون إنْ فعلوا ذلك دون مقابل، وهم يعلمون أنهم سوف يربحون وضع القطار على السكة، لكسر الجليد وبدء الحديث مع سورية؟

بلغة المصلحة أيضاً أليست فرصة للسعودية ومصر اللتان تبحثان عن مدخل لبناء جسر جديد للعلاقة مع سورية، أن تصل وفود وزارية منهما على رأس قوافل الدعم والمستشفيات الميدانية، وقد سبق لهما خلال محنة مرفأ بيروت أن فعلا شيئاً مشابهاً، واعتبار التوقيت المناسب لفعل ذلك هو هذه البوابة الإنسانية؟

بمفهوم التوقيت المناسب، هو توقيت مناسب لتركيا لتسلم مناطق سيطرتها للدولة السورية، وهي تحتاج كلّ مقدراتها داخل تركيا في مواجهة الكارثة، وتحت إشراف لجنة رباعية سورية روسية إيرانية تركية تقام غرفة عمليات مشتركة، تفتح الطرق، وتدير فرق الإغاثة، في كلّ المناطق السورية، وهي فرصة للذين تورّطوا في الخروج عن حضن الوطن ليعودوا ويظهروا بعضاً من وطنية في زمن الكارثة.
التوقيت المناسب للشجعان فقط!

مساعدات عربية تصل إلى دمشق… وجسر جوي من الرياض

الأخبار  الثلاثاء 7 شباط 2023

بعد أن تركّزت مساعدات الدعم العربي والدولي بشكل رئيسي إلى تركيا التي عرضت 70 دولة إرسال مساعدات إليها بحسب الرئيس رجب طيب إردوغان، وصلت اليوم إلى سوريا، اليوم، طائرات من دول عربية عدّة، في إشارة إلى «خرق» للحصار الأميركي المفروض على سوريا عبر قانون «قيصر»، ما قد يساهم في مساعدة المناطق المنكوبة جراء الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا أمس.


ويأتي ذلك بالتزامن مع مواصلة عمليات البحث عن ناجين اليوم في ظلّ طقس شديد البرودة، بينما تجاوزت حصيلة ضحايا الزلزال المدمر أكثر من 7100، 1712 قتلوا في سوريا، و5434 شخصاً في تركيا.

وكان لافتاً موقف السلطات السعودية التي أمرت اليوم بـ«تسيير جسر جوّي وتقديم مساعدات صحية وإيوائية وغذائية ولوجستية لتخفيف آثار الزلزال على الشعبين السوري والتركي، وتنظيم حملة شعبية عبر منصة «ساهم» لمساعدة ضحايا الزلزال في سوريا وتركيا»، في حين لم تتطرق أمس إلى أي مساعدات.

وعمد العراق إلى الأمر نفسه، إذ فتحت بغداد ممراً جوياً مخصصاً للمساعدات الإنسانية وسترسل الوقود غداً الأربعاء. كما وصلت طائرتان عراقيتان إلى دمشق تحمل كل منهما 70 طناً من المواد الغذائية والبطانيات والإمدادات الطبية، من بين أشياء أخرى، بحسب وكالة «سانا».

ومن لبنان، توجّه فوج من الجيش اللبناني وفرق إنقاذ خاصة من لجنة الصليب الأحمر اللبناني إلى سوريا، بعد أن توجّهت أمس لمساعدة تركيا. وفتحت بيروت أجواءها وموانئها مع إعفاء شركات النقل الجوي والبحري الوافدة لأغراض إنسانية من الرسوم والضرائب، بحسب وزير الأشغال اللبناني، علي حمية.

وأفادت «سانا» أيضاً بوصول طائرة مصرية تحمل مساعدات لمتضرّري الزلزال، بعد توجيهات من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بإرسال 5 طائرات عسكرية محملة بمساعدات طبية عاجلة إلى سوريا وتركيا، وذلك في أعقاب اتصال هاتفي أجراه السيسي مع الرئيس السوري بشار الأسد.

ومن جانبها، أرسلت الإمارات طائرات نقلت «مساعدات طارئة» إلى كل من سوريا وتركيا، معلنةً تخصيص مساعدات إنسانية بقيمة 100 مليون دولار مناصفة بين البلدين. وقد وصلت طائرتان إماراتيتان محملتان بالمساعدات.

وأعلنت قطر إنشاء «مستشفى ميداني» وإرسال «فرق بحث وإنقاذ» إلى تركيا، واستعدادها إرسال 10 آلاف حاوية لتركيا، من دون التطرق إلى مساعدات لسوريا.

مغربياً، كانت الجزائر سبّاقة في الاستجابة لإغاثة المناطق المنكوبة في سوريا، إذ أرسلت منذ ليلة أمس وحتى اليوم 115 طناً من المنتجات الصيدلانية والغذائية والخيام إلى سوريا التي توجه إليها ليلاً فريق حماية مدنية جزائري مكون من 86 منقذاً، بحسب وزير الداخلية الجزائري إبراهيم مراد. وقد وصلت ثلاث طائرات جزائرية إلى مطار حلب الدولي، محملة بالمساعدات الطبية والغذائية والإنسانية، بحسب «سانا».

كذلك، أرسلت الجزائر إلى تركيا أمس 17 طناً من معدات التدخل فضلاً عن «مجموعة أولى من 89 عميلاً متخصصاً في إدارة المخاطر الكبرى»، وفقاً للعقيد في الحماية المدنية فاروق عاشور.

من جانبها، قررت تونس إرسال 60 منقذاً، 41 منهم لتركيا، بينهم أطباء، و19 إلى سوريا. كما سيتم إرسال أطباء من وزارة الصحة وفرق من الهلال الأحمر التونسي. وسترسل تونس أكثر من 15 طناً من المساعدات من البطانيات والأغذية وحليب الأطفال، 11 منها إلى تركيا و4 إلى سوريا.

كذلك، وصلت طائرة ليبية إلى مطار حلب الدولي تحمل مساعدات إغاثية للمتضررين، بعد أن أمر رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة بالإرسال «الفوري» لفريق بحث وإنقاذ مكون من 55 منقذاً تابعين للحماية المدنية والهندسة العسكرية وخمسة كلاب.

وجهّزت عمان أولى طائرات الإنقاذ التابعة للقوات الجوية الأردنية محملة بالمعدات الطبية واللوجستية، بالإضافة إلى فريق يضم 99 من عمال الإنقاذ وخمسة أطباء من الخدمات الطبية الملكية.

فيديولات متعلقة

مقالات متعلقة

%d bloggers like this: