اليمن علامة فارقة – اليمن تحيي يوم القدس: مع فلسطين ضد المطبّعين


اليمن تحيي يوم القدس: مع فلسطين ضد المطبّعين

 الأخبار الجمعة 29 نيسان 2022

أحيت العاصمة صنعاء والمحافظات الواقعة تحت سيطرة حركة «أنصار الله» يوم القدس العالمي في أكثر من 20 ساحة أكبرها في العاصمة صنعاء ومحافظات الحديدة وذمار وصعدة، تلبيةً لدعوة القيادة في صنعاء للمشاركة الفاعلة في هذه الذكرى السنوية.

وكانت مظاهر إحياء هذه اليوم قد بدأت قبل أسبوع ممثلة ببرامج توعوية ولقاءات قبلية وميدانية وندوات ثقافية جرت على مستوى المحافظات والمديريات.

بدوره، هاجم زعيم حركة «أنصار الله» عبد الملك الحوثي، عشية ذكرى القدس، السعودية والإمارات، متهماً الدولتين بالانبطاح.

وقال إن دول العدوان «هرولت نحو التطبيع مع دولة الكيان وتنكّرت لفلسطين وللحقائق وعادات الشعب الفلسطيني».

وأكد أن دول العدوان تسخِّر اليوم كل قدراتها من أجل إسرائيل، وتغير مناهجها بهدف خلق جيل موالي لتل أبيب.

وخاطب الحوثي «دول التطبيع الجدد» بالقول: «أنتم تقدمون لهم هذا العون على أنفسكم قبل أن يكون على أمتكم، وهذه خسارة رهيبة»، لافتاً إلى أن هذه النتيجة ستتجلى بعد فترة وتبين ما وصل إليه حال النظامين الإماراتي والسعودي اللذين يمنحون الإسرائيليين الجنسيات، ويعطونهم أكثر ما يعطون لشعوبهم.

من جهته، أكد رئيس حكومة صنعاء، عبد العزيز بن حبتور، في ختام المؤتمر العلمي الذي عقد تحت شعار «فلسطين… قضية الأمة المركزية» في صنعاء أن «الثورة الفلسطينية بعظمتها وبشهدائها وجرحاها ثورة تنحني لها كل الجباه والهامات».

تؤكد تجربة اليمن أن القضية أولاً وأخيراً في بلادنا العربية وحركة شعوبها، هي في القيادة وفهمها، فعندما تتوافر القيادة المدركة للحقائق والممسكة بزمام المبادرة بشجاعة، فإن الشعوب لا تتردد، وحجم المعارك التي يمكن خوضها والفوز بها معاً، من دولة منهكة وضعيفة الموارد وواقعة تحت الحرب الظالمة والحصار الجائر، كحال اليمن، رغم أن هذه المعارك تبدو في ظروف مختلفة فوق طاقة مجموعة دول مقتدرة، بينما هي في الواقع خارج سياق اهتمام وشعور القادة بالمسؤولية.

وحيَّا ممثل الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين ـــ مكتب اليمن، خالد خليفة، باسم الفصائل الفلسطينية المقاومة والشعب الفلسطيني، وأوضح أن الشعب الفلسطيني يعيش اليوم في زمن الانتفاضة والمقاومة.

ولفت إلى أن أبطال فلسطين استعادوا «أمجاد العمل الفدائي من النقب إلى تل أبيب والقدس، إلى جنين وبيت لحم، وكل شبر في أرض فلسطين في الضفة والقطاع».

كذلك، أكدت هيئة رئاسة مجلس النواب في صنعاء ثبات موقفها المناصر للقدس ومظلومية الشعب الفلسطيني.

وأشارت هيئة رئاسة مجلس النواب، في بيان لها بمناسبة يوم القدس العالمي، إلى أهمية إحياء روح التضامن والصمود في وجه مخططات التهويد والتصدي لكافة المؤامرات الصهيونية ومقاومة التطبيع بكافة أشكاله وصوره.

اليمن علامة فارقة

في كل يوم من أيام فلسطين يكون اليمن في المقدمة، وهذا ليس جديداً، ويتكرّر الأمر هذه الأيام مع إحياء يوم القدس. واليمن هو الدولة العربية الأشد انشغالاً بحرب لم تبق ولم تَذَر، وبفقر وحرمان وحصار أصاب البشر والحجر، وفي معاناة وانشغال بشؤون فقدان الوقود والكهرباء والماء والطبابة والمؤن ما لا يمكن أن يشبهه حال أي بلد؛ ولذلك أن يحضر اليمن، مجرد الحضور هو مأثرة تسجل لليمنيين، بأنهم لم يتخلّفوا عن الركب، ولم يسجلوا غياباً في يوم من أيام فلسطين، ولم ينسَوا التزامهم، ولم تأخذهم عن قضيتهم وعقيدتهم انشغالاتهم.

لكن اللافت والمفاجئ دائماً هو أن اليمن يكون طليعة الركب ومقدمة الحضور، فإن حسبت الأماكن التي تحيي أيام فلسطين في كل دولة بما فيها فلسطين، سيكون عدد أماكن الإحياء في اليمن أكثر، وإن حسبت أعداد المشاركين في الجموع المشاركة لكانت جموع اليمنيين أكثر، وإن حسبت درجة الحماسة التي تبديها الحناجر وعلامات الوجوه، لكانت أصوات اليمنيين هي الأعلى.

عندما يخرج قائد أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي يؤكد أن اليمن سيكون في طليعة الملتزمين بمعادلة محور المقاومة لحماية القدس بالتهديد بحرب إقليميّة، فهو لا يفعل ذلك منفصلا عن شعبه، ولا يحمله بقوة التزامه العقائدي ما لا يقبل اليمنيّون بحمله، وحملهم الخاص كبير وكبير جداً وثقيل وثقيل جداً، بل إن الذي يحدث هو أن السيد عبد الملك الحوثي يعبر بموقفه هذا عن موقف شعبه ويترجم وقفات اليمنيين في الساحات.

لم يكتف اليمن بأنه كسر ركنين من أركان المعادلة التي جثمت على صدور العالم العربي: الركن الأول وهو الحقبة السعوديّة التي تجسّدت بالإمساك بالقرار السياسي العربي الرسمي ووضعه في الجيب الأميركي، فجاء اليمنيون وهشّموا هذه المعادلة، وجعلوا النظام السعودي مشلولاً بقوة هزيمته وفشله في اليمن عن القيام بأي دور إقليميّ. والركن الثاني هو الهيمنة الأميركية على المنطقة من بوابة الإمساك بخطوط نقل الطاقة، والممرات المائية والمضائق البحرية، فجاء اليمنيون وأسقطوا هذه الهيمنة وصاروا قوة مقرّرة في أمن الطاقة والمضائق والممرات، واليوم يأتي اليمنيون ليكملوا الدائرة بالتقدّم كقوة أولى في تحمّل المسؤولية من أجل فلسطين ومعادلات دعمها وصولاً للتحرير.

التعليق السياسي

فيديوات متعلقة

مقالات متعلقة