التشظّي الخليجيّ علامة التراجع السعوديّ

July 6, 2021 

 ناصر قنديل

خلال خمسة عقود هي عمر استقلال دول الخليج، لم يكن لأية دولة من دول الخليج سياسة إقليمية أو دولية مختلفة عن السعودية. فالسعودية هي الدولة الأكبر في المساحة والسكان والثروات، وهي الأسبق بالنشوء والحضور، وهي تستضيف الأماكن المقدسة، وتتربّع على عرش القيادة في العالمين العربي والإسلامي منذ تراجع مكانة مصر وأفول مشروع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عن المشهد العربي والدولي. وخلال العقود الأربعة الماضية كانت إيران بعد انتصار ثورتها وإطاحة نظام الشاه، هي القضية التي دخلت على خط رسم إيقاع السياسات الخليجيّة، على خلفية ثنائية ترسم بين الرياض وواشنطن، وتتحوّل الى سياسات خليجية معتمدة، مع هوامش تمّ رسمها بالتراضي لدول مثل عمان والإمارات والكويت، في أيام قادتها المؤسسين خصوصاً.

خلال العقدين الأخيرين حدثت مجموعة تطورات هزت العالم ووصلت تردّداتها الى الخليج والعلاقات الخليجية الداخلية، وكانت قطر مع ثرواتها الضخمة الناجمة عن اكتشاف كميات هائلة من الغاز فيها في ظل عدد سكانها المحدود، أول من شق عصا الطاعة على الموقع المسلّم به للسعودية برسم سقوف السياسات الخليجية، وكانت قناة الجزيرة قد بدأت ترسم معالم الطموح القطريّ لدور كبير على الساحة العربية، وخلال حرب تموز 2006 على لبنان وعندما وقفت الرياض تعلن الحرب على المقاومة وتتهمها بالمغامرة، وقفت قطر مستفيدة من علاقتها بتركيا وبحركة حماس في موقع مختلف، أقرب للمقاومة، رغم العلاقات الأميركية القطرية التي ترجمت باستضافة قطر قاعدة العيديد الأميركية.

خلال الثورات الملوّنة التي عرفها العالم العربي، والتي توّجت بالحرب على سورية، تقدم الموقع القطري لينافس السعودية على القيادة، وتسبب الفشل بتدفيع قطر فاتورة مكلفة تمثلت بتنحي أميرها ورئيس حكومتها ووزير خارجيتها الذي ارتبط اسمه بمشروع قطر للإمساك بملفات حساسة في المنطقة وصولاً للتدخل في تشكيل حكومات دول مثل مصر وتونس، لكن العودة السعودية الى الواجهة لم تترافق مع مشروع جديد قابل للنجاح، فبقيت القطيعة مع سورية التي شكل شبه الإجماع الخليجي أساساً لتحولها إلى قرار في الجامعة العربية، ثم جاءت الحرب على اليمن لتظهر تحالفاً خليجياً رباعياً تقوده السعودية ضم قطر والإمارات والبحرين بالإضافة الى السعودية، وبقيت دولتان عملياً خارج المظلة السعودية، ولو من دون تصادم، هي الكويت وعُمان.

بدأ التحالف بالتفكك مع الفشل في حرب اليمن، فخرجت قطر، ثم انفردت الإمارات بمشروع خاص في الجنوب، وبقيت البحرين موجودة اسمياً، لتبدو السعودية وحيدة عالقة في هذه الحرب، ورغم الحصار الذي قادته السعودية بوجه قطر وشاركتها فيه مصر والإمارات والبحرين، جاء الارتباك السعودي مع تبدل الإدارات الأميركية والتراجع الذي اصيب به المشروع الأميركي في المنطقة، مع صعود روسي صيني إيراني، ليمنح الإمارات وقطر فرص الانفراد بسياسات تختلف عن الموقف السعودي، بالتزامن مع ظهور صراع قطري إماراتي، حتى ظهرت السعودية دون حلفاء مع وقوف البحرين على الحياد بين السعودية والإمارات رغم ارتباطها الأمني والجغرافي والمالي بالسعودية، في وضع أقرب للمحميّة.

الخلاف الإماراتي السعودي في المسألة النفطية ليس مجرد خلاف عابر، فهو نقطة فاضت بها الكأس الإماراتيّة التواقة للانفصال عن المظلة السعودية، فالإمارات التي تمتلك ثروة نفطية ونمواً اقتصادياً يجعلانها الدولة الثانية بعد السعودية في القدرة المالية بعد السعودية بناتج إجمالي سنوي يقارب الـ 500 مليار دولار سنوياً، لتحتل المركز الثالث في الشرق الأوسط بعد السعودية وتركيا، وقد خطت في قرار التطبيع مع كيان الإحتلال خطوة جعلت الإمارات تعتقد أنها أقرب لقلب واشنطن، وأنها قادرة على احتواء غضب إيران بموقفها المنفصل عن السعودية في حرب اليمن، حيث ترعى الحراك الجنوبي، الذي ينأى عن الانخراط في الحرب مع أنصار الله، ويعتبر مشكلته مع الجماعات المدعومة من السعودية التي تعيق استقلال الجنوب أو تمتعه بحكم ذاتي واسع، وتسعى الإمارات للفصل بين مسارها في التطبيع عن مسارها الذي سبقت فيه السعودية نحو سورية، وتمايزها عن مصر وقطر والسعودية التي يحكم موقفها التردد نحو سورية بدرجات متفاوتة.

زمن الوحدة السياسية في الخليج يبدو أنه أصبح من الماضي، والزعامة السعودية عندما تفقد القدرة على الإمساك بالخليج، ستفقد معها الكثير، وتبدو حرب اليمن العامل الأشدّ قسوة في إضعاف المكانة السعودية، ورغم ذلك لا يزال التردد السعودي في خيارات وقف النار ورفع الحصار يعقد فرص الخروج السعودي من هذه الحرب.

Yemeni Armed Forces, Allies Will Soon Liberate Marib, Other Regions – Ansarullah Official

Yemeni Armed Forces, Allies Will Soon Liberate Marib, Other Regions – Ansarullah Official

By Staff, Agencies

A high-ranking member of Yemen’s Supreme Political Council says Yemeni armed forces and their allied fighters from Popular Committees will soon liberate the strategic central province of Marib as well as other regions from the grip of Saudi-led coalition forces and their mercenaries.

“God willing, Marib and other regions will be liberated soon. We are withstanding a campaign of aggression and war, which Saudi Arabia, [the United States of] America, Britain, France, the United Arab Emirates and others have imposed on us…,” Mohammed Ali al-Houthi said on Monday.

He added that Saudi and Emirati paramilitary forces, militants loyal to Yemen’s former president Abd Rabbuh Mansur Hadi, Sudanese mercenaries, and mercenaries from the US-based private military firm, Academi – formerly known as Blackwater – in addition to other foreign troops have been fighting against Yemeni forces.

“We are in a suitable position to defend our land and counter occupation,” al-Houthi pointed out.

Over the past few weeks, Marib has been the scene of large-scale operations by Yemeni troops and allied Popular Committees fighters, who are pushing against Saudi-sponsored pro-Hadi militants.

Sultan al-Samai, a member of Yemen’s Supreme Political Council, said on Saturday that Yemeni army troops and Popular Committees fighters will liberate the neighboring provinces of Shabwah and Hadhramaut after establishing full control over Marib.

He said the Saudi-led coalition has reaped “nothing but shame from the war, and the prestige of Saudi Arabia and its allies has been badly damaged.”

Samai said it was the United States that provoked Saudi Arabia into aggression against Yemen.

He added that Yemeni armed forces have located “hundreds of vital targets deep inside Saudi Arabia that will be struck in case the aggression and siege continue.”

“We are determined to remove Saudi-led coalition forces from all Yemeni provinces. Liberation of every iota of Yemen’s land is a national and religious duty, independent from the path of negotiations,” he said.

Statistics of 6 Years of The Saudi Coalition’s Crimes in Yemen [Infographics]

Statistics of 6 Years of The Saudi Coalition’s Crimes in Yemen [Infographics]

Related Videos

Related News

تقليص أجنحة الإمارات يجمع إيران وتركيا

تقليص أجنحة الإمارات يجمع إيران وتركيا - ميدل ايست نيوز بالعربي

عباس بوصفوان

الخميس 17 أيلول 2020

أتقنت الإمارات، على نحو لم يحدث من قبل، تجميع خصوم أشدّاء ضدها، يملكون مشروعاً وطنياً يرتكز على القومية، والإسلام، والتاريخ المديد المتعدد الطبقات، وسردية دستورية تستند إلى بُعدَي الجمهورية (البعد الشعبي والانتخابات، على علاتها) والدين في شكله الشيعي أو السني، وعقيدة سياسية ذات قوام ناعم قابلة للنمذجة والتصدير والجذب، وموقعاً استراتيجياً، وغنى ثقافياً، وعدداً سكانياً ضخماً، وقوة اقتصادية ذاتية، وعتاداً عسكرياً يحسب له ألف حساب، وحلفاء عقائديين، وحضوراً عالمياً… وكذا تحديات جمّة تجعل من الإمارات الصغيرة غير قادرة على إزعاج النّمرين الآسيويين الصاعدين.

أهداف طهران وتركيا

يبدو أن ما يشغل طهران وأنقرة، بعد التطبيع الإماراتي مع الاحتلال الإسرائيلي، ليس الدخول مع الإمارة الصغيرة الطموحة في حرب ساخنة، فذاك ما تكرهه إيران، التي تجيد القيادة من الخلف. وهو أمر تعلّمته تركيا، في ما يبدو، في تدخلها المثير للجدل في ليبيا، لكن «المتوازن» إن صح القول مقارنة بتدخلها الفج والقبيح والدموي في سوريا.
الأرجح أن الدولتين المسلمتين الكبيرتين، ستضعان الخطط الساعية إلى تقليص أجنحة الإمارات، بما يعيد الدولة الخليجية الفتية الغنية إلى ما كانت عليه تقليدياً، من سوق تجارية كبرى، لا خصماً سياسياً متقدماً، ولا موطئ قدم للمخابرات المعادية، ولا منصّة لإطلاق النار، ولا مقراً لتغذية النزاعات الإقليمية، ولا بؤرة للتناحر الإقليمي والدولي، وإن احتفظت لنفسها بموقع المنبر الإعلامي المعادي فذاك من الأمور المتفهمة. ولا شك في أن هذا الموضوع كان في صلب النقاش الإيراني التركي في الاجتماع الذي التأم افتراضياً قبل أيام، ودعا فيه الرئيس روحاني نظيره التركي إردوغان إلى موقف مشترك من التطبيع الإماراتي.

التطبيع إيرانياً وتركياً

تستثمر كل من إيران وتركيا الكثير في القضية الفلسطينية، بعدما أدركت أنقرة أن نفوذ طهران عميق بين فصائل المقاومة، في وقت يظهر فيه الخطاب السعودي – الإماراتي رغبة متزايدة في إسدال الستار على قضية العرب الأولى. بيد أنه يجدر أن نلحظ فارقاً نوعياً بين مقاربة طهران مقارنة بأنقرة في موضوع إسرائيل، ووجودها في المنطقة، وتالياً إرساء علاقات دبلوماسية معها، وخصوصاً في الوقت الراهن، حيث يتنافس محور تركيا – قطر – «الإخوان» من جهة، مع محور السعوديين والإماراتيين والمصريين من جهة أخرى، على كسب ود أميركا، الحاضن الرئيسي للاحتلال. يفرض ذلك على تركيا، التي تملك علاقة دبلوماسية قديمة مع تل أبيب، وقطر التي سبق لها أن استقبلت مكتباً إسرائيلياً في قلب الدوحة، أن لا يظهرا رفضاً مبدئياً لوجود الكيان الإسرائيلي والتطبيع معه.

يحرص المحور التركي على تمييز مساره عن المحور السعودي


يحرص المحور التركي على إبراز معارضته للتطبيع استناداً إلى رفض إسرائيل الإقرار بالحقوق الفلسطينية، كما يحرص على تمييز مساره عن المحور السعودي، المتحالف هو الآخر مع واشنطن. تظهر قناة «الجزيرة»، «توازناً» لافتاً بين مختلف الآراء، فلا تعطي وقتاً أوسع للأصوات المعبرة عن موقف مبدئي للاحتلال، بل تمنح متسعاً عريضاً للمثقفين العرب «المعتدلين»، الداعين إلى تسوية مع إسرائيل تفضي إلى التطبيع، وأولئك الذين يبررون العلاقة معها، حتى من دون تسوية.
السعوديون يسعون، من جهتهم، إلى القول بأنهم أقرب إلى أميركا، بيد أن القطري والتركي نجحا في السنوات الماضية في شد عصب العلاقة مع واشنطن، وحتى واشنطن ترامب، الأقرب إلى السعودي. من ناحيتها، تعتقد إيران وحلفاوها أن المنطقة لن تبلغ مستوى الاستقلال الحقيقي إلا بإخراج القوات الأميركية، التي تتحالف معها تركيا وقطر. أمّا إسرائيل، فهي إيرانياً قاعدة أميركية متقدمة، وجب اجتثاثها، ولمّا كان من الصعب أن تقوم إيران مباشرة بذلك، فإنها تحتضن ما بات يعرف بحركات المقاومة، التي تهدد الكيان وتحشره في الزاوية.

ما الذي أجّج الخلافات؟

ما يجعل الأتراك والإيرانيين يرفعون الصوت عالياً تجاه أبو ظبي، هو مضيّ الأخيرة في رفع عقيرتها إلى درجة إرسال طائرات للمشاركة في مناورات يونانية، موجهة ضد تركيا، والمضيّ – بالمقابل – في إرساء علاقة متينة مع تل أبيب، موجهة ضد طهران. اعتاد الطرفان التركي والإماراتي أن يتصادما في ليبيا وسوريا ومصر، لكن الإمارات تمضي بعيداً حين تنقل الصراع إلى حدود أنقرة، كما على حدود قطر. وطالما اصطدم الإماراتي والإيراني في اليمن ولبنان والعراق والبحرين، لكن إدخال أبو ظبي إسرائيل على خط المواجهة يفرض على طهران تعاملاً مختلفاً.
سمعنا تنديداً من إردوغان وروحاني بالإماراتيين، والتقديرات المرجحة أن أبو ظبي ستضطر، على الأرجح، ولو في هذه الفترة التجريبية، إلى دعوة إسرائيل وأميركا إلى أن لا تحوّلا المدينة التجارية إلى منصة عسكرية موجّهة نحو إيران، بيد أن ذلك لن يطمئن طهران إلا بعد أن تتحول الفرضية إلى واقع، وإلا باتت «المدينة التي من زجاج» هدفاً إيرانياً مشروعاً.
ولا ننسى أن الحصار ضدّ قطر وإيران وتركيا يجمعها ضد الإمارات، التي يعني تحجيمها تحجيم الرياض.

فيديوات متعلقة

مقالات متعلقة