في دمشق.. معنى الحياة

Visual search query image

تموز 7 2021

بثينة شعبان

المصدر: الميادين نت

أدرك أحمد جبريل معنى الحياة، وآمن أن العيش والبذل من أجل قضية يؤمن بها الإنسان هو أسمى معنى من معاني الحياة؛ فكان رجلاً أكبر من الحياة، وأغنى من الغنى، وأصلب من الصلابة، وأوفى من خلان الوفى.

Visual search query image
لم يكن أحمد جبريل شخصاً بل كان قضية ووفياً لكل من يدعم قضية شعبه الفلسطيني

توفي منذ بضعة أيام في دمشق القائد الفلسطيني المجاهد أحمد جبريل مؤسس “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة”، والذي قضى عمراً من الكفاح، وحيثما اقتضى الأمر من أجل رفع لواء فلسطين وخدمة قضية الفلسطينيين المحقة لا يخشى في الله لومة لائم ولا ترهبه التهديدات ولا تجذبه المغريات مهما كبر شأنها أو صغر، ولا يهادن ولا يساوم لأن بوصلته كانت باتجاه واحد لا يتغير أبداً وهي فلسطين وشعب فلسطين يحذوه الإيمان المطلق بأن المقاومة مستمرة إلى أن يستعيد كل الفلسطينيين حقهم في أرضهم وتاريخهم وترابهم ودولتهم. 

لقد استضافني وابنه بدر في أحد المواقع المقاومة لأتحدث إلى المخيم الشبابي الذي أقاموه هناك وأخذ يسرد لي تاريخ كل صخرة وجبل وخندق حفروه بسواعدهم لحماية المقاومين من الاستهداف الإسرائيلي الغاشم ولضمان استمرار العمل المقاوم. 

لم يكن أحمد جبريل شخصاً بل كان قضية وكانت حياته كلها بكل تفاصيلها ويومياتها تدور حول تقديم أفضل الخدمات الممكنة لهذه القضية وضمان استمراريتها وعزتها إلى أن يتحقق النصر المرتجى. لم يكن يهادن ولا يمالئ مهما اشتدت الضغوطات أو تكالبت عليه الأحداث المجحفة لأن الإيمان بقضيته كان نبراسه الدائم ومشعله الذي لم ينطفئ يوماً. تصغي إليه فتعلم أنك أمام موسوعة من الجهاد الصادق المخلص المؤمن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

وكان وفياً لكل من يدعم قضية شعبه العربي الفلسطيني بصدق وإخلاص؛ ومن هنا ليست مصادفة أن يبدأ مسيرته النضالية من سورية ومع الجيش العربي السوري وأن يحتضن تراب سورية جسده الطاهر الذي أعياه اتّقاد الروح والضمير والوجدان.

لقد قدّم له بعض المقربين كل التسهيلات والمغريات كي يغادر سوريا حين بدأت تتعرض لحرب إرهابية شرسة في عام 2011 ولكن ليس من صفة المقاومين أن يهجروا العرين وقت الشدّة؛ فرفض وبقي مرابضاً ومتابعاً لأدق تفاصيل الأحداث مع التعبير المستمر عن إيمانه بأن مصير سورية وفلسطين مصير مشترك وأنه لا فرق لدى العدو الآثم بين المعارك التي يخوضها الفلسطينيون والسوريون؛ فالجغرافيا واحدة والتاريخ واحد والمصير مشترك لنا جميعاً سواء أدركنا ذلك أم لم ندركه.

اتصل بي صديق عزيز من بيروت ليقدم لي التعازي ويسألني عن كيفية التواصل مع الأسرة الكريمة وبعد دقائق من الحوار اكتشفنا أنني أتحدث عن المناضل أحمد جبريل بينما هو يقصد تقديم التعازي لمناضل عروبي آخر اختار دمشق قلعة لحياته النضالية والسياسية وقضى بعد ثلاثة أيام من وفاة أحمد جبريل ألا وهو الأستاذ محمد سليم الهرماسي (أبو سليم) الذي غادر تونس في أيام شبابه لينضم إلى الصف العروبي القومي ويمضي عمره في خدمة فكره القومي الوحدوي الذي رأى به خلاصاً وحيداً لكل عذابات البلدان العربية.

لم يعترف أحمد جبريل ولا محمد سليم الهرماسي بسايكس بيكو ولم يؤمنا يوماً بأن الدولة القُطرية قادرة مهما علا شأنها وكثرت مواردها أن توفر أسباب القوة لشعبها بمنأى عن المدّ العروبي القومي لأن العمل من منظور الأمة الواحدة كان بالنسبة لكليهما هو الشرط الأساسي لموقع عربي محترم على الخارطة الإقليمية والدولية.

ولا شك أن كل ما تعانيه بلداننا العربية من ويلات اقتصادية وسياسية واجتماعية ناجم في جوهره عن انحراف الرؤية وعن المعالجة القاصرة لجوهر هذه المعاناة ومسبباتها وشروط انتهائها؛ إذ أن كل بلد يحاول أن يجترح المعجزات ويتجاوز الصعوبات التي يستحيل تجاوزها إلا بتعاون إقليمي عروبي حقيقي يحقق التكامل بين مقدرات هذه الأمة ويفتح السبل لأبنائها للبناء والعيش على جغرافيتها بدلاً من الهجرة الدائمة والمحمومة باتجاه دول الغرب بحثاً عن العيش الكريم.

إن تعقيد الظروف اليوم في كل قطر على حدة وتضاعف الاستهداف من قبل قوى داخلية وخارجية وانسداد المنافذ لا يعني أبداً أن التركيز على الحل الأكبر والأمثل هو ضرب من الجنون لأنه بعيد المنال ولأن الطريق إليه وعرة ومحفوفة بالمخاطر.

على العكس من ذلك إن اشتداد العاصفة وتكاتف قوى الشرّ والعدوان لتوجيه السهام المتتالية إلى قلوب بلداننا يعني بالضرورة أننا بحاجة للتفكير الاستراتيجي غير التقليدي الذي يحلّق فوق كل هذه الصعوبات الآنية ويرسم السبل المجدية لتجاوز كل أسباب الوهن والفرقة متكئاً على ثقافة الأجيال التي لابد من إرساء أسسها وضمان استمراريتها بما يخدم هدف المشروع وضمان بلوغه مرتجاه في المستقبل.

لقد أدرك أحمد جبريل معنى الحياة وآمن أن العيش والبذل من أجل قضية يؤمن بها الإنسان هو أسمى معنى من معاني الحياة؛ فكان رجلاً أكبر من الحياة وأغنى من الغنى وأصلب من الصلابة وأوفى من خلان الوفى. ماذا يريد العابر في هذه الحياة، وكلنا عابرون، أطيب من هذا الأثر وأجمل من هذا الذكر وأنبل من هذا الإرث؟ 

أما محمد سليم الهرماسي (أبو سليم) فقد اعتنق العروبة عقيدة، مؤمناً إيماناً مطلقاً أنها المبتدأ والمنتهى، وأن دمشق قبلة العروبيين هي دائماً وأبداً الحاضنة والراعية والقادرة على القبض على الجمر وعلى السعي الحثيث والدائم لتحقيق ما يصبو |ليه كل العرب الشرفاء. 

رحم الله مجاهدينا ولتبقى سير حياتهم منارة للأجيال ومصدر قوة لكل الحريصين على هذا الإرث المشرّف والمدركين للمعنى الأجمل والأسمى للحياة سواء على المستوى الشخصي أو الوطني أو العالمي؛ فالحقيقة واحدة في كل زمان ومكان. 

فيديوات متعلقة

مقالات متعلقة

أحمد جبريل.. الرجل الذي بقي وفياً للبندقيّة

Visual search query image
كاتب وباحث من الأردن

09/07/2021

حسام عبد الكريم

المصدر: الميادين نت

لم تكبّله الأيديولوجيا، ولم يكن يميِّز بين إسلامي ويساري ووطني وقومي عربي، ما دامت فلسطين هي الهدف، والبندقية هي السبيل. بالنسبة إلى أحمد جبريل، فلسطين تجمعنا، والثورة أمنا وأبونا، وكفى!

Visual search query image
أحمد جبريل.. الرجل الذي بقي وفياً للبندقيّة

الرفيق المناضل والأخ المجاهد أحمد جبريل في ذمة الله. هو من الجيل الأول المؤسّس للثورة الفلسطينية في ستينيات القرن الماضي؛ جيل البندقية والجبال والأغوار والكهوف والأنهار، جيل الـ”أر بي جي” والكلاشنكوف؛ الجيل الذي نهض من غبار نكبة فلسطين ليرفع راية الثورة والمقاومة في أحلك الظروف وأصعبها.

لم يلِن يوماً ولم يهن. بقيت بوصلته نحو القدس، وظلّ طريقهُ الكفاح المسلّح. لم يتلوّن ولم يتلوّث، وبقي ثابتاً على مواقفه، وقابضاً على البندقية. ابتعد عن السياسة ودهاليزها. لم تكن فلسطين بالنسبة إليه طاولة مفاوضات أو جولة مباحثات أو “أوسلو” ومناطق ولم تكن أيضاً حدود 67، بل هي كلّ فلسطين، من البحر إلى النهر، ولم يعرف غيرها. (A,B,C)

في العام 1985، نجح أحمد جبريل في عقد أول وأهم صفقة تبادل أسرى مع العدو الإسرائيلي، استطاع من خلالها تأمين إطلاق سراح 1150 مجاهداً ومناضلاً فلسطينياً من سجون العدو، من بينهم الشيخ أحمد ياسين والفدائي الياباني، بطل عملية اللد، كوزو أوكاموتو، وغيرهما من الفدائيين ذوي الأحكام العالية، في مقابل الإفراج عن مجموعة من جنود العدو.

في العام 1987، كان له دور في التمهيد لانطلاقة الانتفاضة الفلسطينية الأولى، بعد أن كان وراء العملية الفدائية الكبيرة والفريدة من نوعها التي نفّذت بواسطة الطائرات الشراعية عبر الحدود اللبنانية، وهي عملية الشهيد خالد أكر، التي كان لها صدى واسع جداً في أوساط الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل على وجه الخصوص، إذ رفعت المعنويات والهمم، وأثارت موجة من الحماس، وأعادت الثقة بالمقاومة والثورة.

فعلاً، لم يمضِ سوى أسبوعين بعدها حتى اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الكبرى. وقد ساهمت إذاعته “القدس – الإذاعة العربية الفلسطينية على طريق تحرير الأرض والإنسان”، التي كان إرسالها ينطلق من دمشق في الحشد باتجاه الانتفاضة الشعبية، عن طريق بثّ بياناتها ونداءاتها. وكان الناس يضبطون أجهزة الراديو على تردّداتها، في زمن لم يكن فيه إنترنت وفضائيات.

في العام 2002، قدَّم ابنه البكر شهيداً في درب الثورة. كان جهاد أحمد جبريل يتولّى مسؤولية التنظيم العسكري وتهريب الأسلحة إلى الأرض المحتلة حين تعرض لعملية اغتيال غادرة على يد الموساد أودت بحياته، ولكنها زادت أباه عزماً وإصراراً على المضي في طريق الثورة.

لم تكبّله الأيديولوجيا، ولم يكن يميِّز بين إسلامي ويساري ووطني وقومي عربي، ما دامت فلسطين هي الهدف، والبندقية هي السبيل. بالنسبة إلى أحمد جبريل، فلسطين تجمعنا، والثورة أمنا وأبونا، وكفى!

عاش عفيفاً نظيفَ اليد. لم يتاجر بالقضية، ولم يبنِ قصوراً، ولم يكنز مالاً. بقي في مخيم اليرموك في دمشق إلى أن مات شريفاً.

رحم الله أبا جهاد.

فيديوات متعلقة

أبو جهاد… الذي لم يرتَح أبداً

معن بشور

الخميس 8 تموز 202

مقابلة معن بشور بانوراما اليوم – 09-07-2021

في الحديث عن قائد كبير كالراحل أحمد جبريل (والد الشهيد جهاد جبريل)، تقفز إلى الذاكرة محطّات في رحلة المجاهد المميّز الذي حُفر اسمه في ذهني، مذْ سمعْت به لأوّل مرّة في أواسط ستينيات القرن الماضي من زملاء لي في الجامعة الأميركية، كانوا يشكّلون تنظيماً فلسطينياً واسع الانتشار اسمه «جبهة التحرير الفلسطينية»، وسمعت يومها أن من بين قادته الأبرز ضابطاً في سلاح الهندسة يدعى أحمد جبريل، وهو خبير في التخطيط لعمليات نوعية كانت تهزّ كيان العدو.

(أ ف ب )


مع الأيام، بدأ اسم أحمد جبريل يلمع في سماء المقاومة الفلسطينية، وبدأنا نسمع عن عمليات فدائية نوعية استخدم فيها هذا القائد علومه العسكرية ليرتقي بها على كلّ المستويات، ولعلّ الآلاف من الأسرى المحررين يذكرون دوره مع رفاقه في «الجبهة الشعبية – القيادة العامة» في عمليتَي تبادل للإفراج عنهم كان الشيخ المجاهد الشهيد أحمد ياسين في واحدة منهما. وكان يرافق هذا الإسهامَ النوعي في الكفاح المسلح الفلسطيني، حرصٌ مبدئي حادّ لدى هذا القائد على التمسّك بلاءات عبد الناصر: «لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف» مع الكيان الصهيوني، وهو موقف لم يساوم أبو جهاد يوماً عليه أو يهادن في شأنه.

لكن ما شدّني إلى الرجل الكبير، بشكل خاص، في ما بعد، أيّامٌ أمضيناها في مبنى في شارع فرن الحطب في المصيطبة في بيروت، حيث كان يقطن رفيقنا الأستاذ بشارة مرهج، وحيث كان يقع مقابله المركز الرئيس لـ»تجمّع اللجان والروابط الشعبية» آنذاك. يومها، جاء أبو جهاد إلى منزل رفيقه الصديق الراحل فضل شرورو في البناية ذاتها، وحاول أن يبقي وجوده سرّياً كي لا يعرّض المبنى وساكنيه لخطر القصف الإسرائيلي، الذي لم يكن يوفّر أيّ مبنى أو مكتب يتواجد فيه قائد فلسطيني كبير إلا ويقصفه من دون رحمة، وهذا ما حصل مع بناية عكر في الصنائع، حيث قصفها طيران العدو بقنبلة فراغية أدّت إلى هدم المبنى بكامله واستشهاد العشرات من ساكنيه بعد أن خرج الرئيس الشهيد ياسر عرفات منه قبل القصف بلحظات.

كان الراحل الكبير، رحمه الله، قد ترك مشفاه في يوغسلافيا حيث عولج من مرض في القلب، على ما أذكر، وحضر إلى بيروت ليشارك في ملحمة الدفاع عنها في وجه الغزو الإسرائيلي والحصار الطويل في مثل هذه الأيام عام 1982. وفي الأوقات القليلة التي كنّا نلتقي بها فيها هذا الرجل، كنّا نلمس فيه صلابة استثنائية وعزيمة لم يستطع المرض أن يؤثر فيهما، ورؤية واضحة لحركة المعركة، ومواكبة دقيقة لكلّ تفصيل من تفاصيلها، وثقة بقدرة المقاومتَين الفلسطينية واللبنانية، ومعهما الجيش العربي السوري والمتطوعون العرب، على الصمود رغم التفاوت الكبير في موازين القوى. سألته يومها كيف تترك المستشفى في يوغسلافيا وتأتي إلى بيروت المحاصَرة وأنت في هذه الحالة الصحية الدقيقة؟ كان جوابه واضحاً: أُفضّل ألف مرّة أن أستشهد مع رفاقي في معركة الدفاع عن الثورة الفلسطينية على أن أموت على سريري في مستشفى بعيداً عن أرض المعركة. الصلابة عينها، والعزيمة نفسها، رأيناهما حين زرناه في دمشق نعزّيه بنجله الشهيد جهاد الذي استهدفه الموساد الصهيوني في بيروت، بسبب دوره في تزويد الانتفاضة الثانية (انتفاضة الأقصى) بالسلاح. كان في عين القائد الكبير دمعة، لكن إلى جانبها تصميم على مواصلة الكفاح حتى النفس الأخير.

قد يختلف البعض الفلسطيني مع أبي جهاد في هذا الموقف أو الاجتهاد أو ذاك، لكنّ الكلّ الفلسطيني لا يختلف على نقائه وشجاعته ومبدئيّته وصدقه واستعداده الكبير للتضحية دفاعاً عن فلسطين ولبنان وسوريا، كما ظهر خلال الحرب الكونية عليها ولا سيّما في مخيم اليرموك.

رحمه الله، وألهم عائلته ورفاقه وشعبه جميل الصبر والسلوان.من ملف : 

أحمد جبريل: فلسطين النفس الأخير

أحمد جبريل… المُقاتل العنيد

مقالة ماهر الطاهر

الجمعة 9 تموز 2021

أحمد جبريل... المُقاتل العنيد
آمن جبريل بعمق بمحمور المقاومة وبقدرته على تعديل موازين القوى في المنطقة (أ ف ب )

في يوم حزين، هو السابع من تموز 2021، رحل عن عالمنا القائد الفلسطيني الكبير، أحمد جبريل، «أبو جهاد»، أحد مؤسّسي الثورة الفلسطينية المعاصرة، و«منظمة التحرير الفلسطينية». وبرحيله، فقدت الحركة الوطنية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، كما الأمّة العربية والإسلامية وأحرار العالم، مقاتلاً عنيداً لا يعرف اليأس والخنوع.

وجد جبريل نفسه مع عائلته وأهله لاجئاً في سوريا بعد نكبة عام 1948. ومنذ أواسط خمسينيات القرن الماضي، بدأ يفكّر بتأسيس حركة يكون هدفها تحرير فلسطين. فانخرط، لتلك الغاية، في الكلية العسكرية، ودرس في مصر وتخرّج ضابطاً همُّه أن يعود إلى وطنه ويردّ على الجريمة الكبرى، جريمة اقتلاع الشعب العربي الفلسطيني من أرضه وتشريده في كل أصقاع الأرض. وعلى مدى أكثر من 65 عاماً، ناضل «أبو جهاد» وكافح وخاض كل معارك الثورة الفلسطينية المعاصرة مقاتلاً شجاعاً حتى آخر لحظة من حياته.

تميَّزت تجربة القائد أحمد جبريل، على مدى العقود الستة الماضية، بإيمانه بمجموعةٍ من الثوابت والمبادئ التي لم يحِدْ عنها قيْد أنملة، على رغم كل التحوّلات والعواصف التي مرّت على المنطقة العربية والعالم؛ وأهمّ هذه الثوابت والمبادئ:

أولاً: آمن «أبو جهاد» بعمق، بأن الصراع مع المشروع الصهيوني هو صراع وجود بكل ما للكلمة من معنى؛ فرفض بشكل قاطع نهج التسويات والتنازلات والحلول السياسية التي تؤدّي إلى الاعتراف بالكيان الإسرائيلي. ولذلك، كان أحد مؤسّسي «جبهة الرفْض الفلسطينية» التي تمّ تشكيلها بعد «حرب أكتوبر» عام 1973، عندما تمّ طرْح مسألة التسوية السياسية ومؤتمر جنيف. إذ كان يرى أن الانخراط في التسويات السياسية، هدفه تكريس الوجود الصهيوني والكيان الإسرائيلي على أرض فلسطين، فبقي ثابتاً على مواقفه، على رغم كل ما شهدته الساحة الفلسطينية والعربية من تحولات في المفاهيم والمواقف.

تميَّزت تجربة جبريل بإيمانه بمجموعةٍ من الثوابت والمبادئ التي لم يحِدْ عنها


ثانياً: آمن بأن قضيّة فلسطين هي قضيّة عربية، ورفَض كل محاولات عزلها عن عمقها العربي، لإيمانه بأن تحرير فلسطين مهمّة عربية، وليست مهمّة فلسطينية فحسب، لأن الخطر الصهيوني لا يهدِّد الشعب الفلسطيني وحده، بل الأمّة العربية بأسرها.
كذلك، كان يرى أن للقضيّة الفلسطينية بُعدها الإسلامي، وخاصّة بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، ووقوف طهران الكامل إلى جانب الشعب الفلسطيني، فضلاً عن تقديمها كلّ أشكال الدعم للثورة الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية. كما كان يؤمن بالبُعد التحرّري العالمي للقضيّة الفلسطينية.

ثالثاً: آمن المناضل أحمد جبريل بعمق بمحور المقاومة وبقدرته على تعديل موازين القوى في المنطقة. ولذلك، ربطته علاقات وثيقة بهذا المحور: سوريا، الجمهورية الإسلامية الإيرانية، المقاومة اللبنانية بقيادة «حزب الله»، المقاومة العراقية، والمقاومة في اليمن. وكان يحظى باحترام وتقدير جميع أطراف هذا المحور.

رابعاً: كان الراحل الكبير «أبو جهاد» يؤمن بعمْق بالمقاومة المسلَّحة كخيار استراتيجي في مواجهة الكيان الصهيوني، وأنَّ ما أُخذ بالقوّة لا يستردّ بغير القوّة. وقد جاءت الأحداث والوقائع لتؤكد صحّة ما سبق، بعدما ثبُت فشل خيار ما سُمّي بعملية السلام المزيّفة، والتي كان هدفها الوحيد ضرب المشروع التحرّري للشعب الفلسطيني.

في الوقت الذي نتقدم فيه بأحرّ التعازي إلى شعبنا الفلسطيني وأمّتنا العربية والإسلامية وإلى رفاق الدرب في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة»، وإلى الرفيق المناضل الدكتور طلال ناجي وأعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية، فنحن على ثقة بأن رفاق القائد الكبير أحمد جبريل في «القيادة العامة» سيواصلون درب الكفاح والنضال حتى تحرير كل ذرّة من تراب فلسطين. وفي الختام نتوجّه بأحرّ التعازي إلى عائلة وأبناء القائد «أبو جهاد»، الأخ أبو العمرين، والأخ بدر، وجميع أفراد عائلته.

* عضو المكتب السياسي
لـ«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
»

Sayyed Nasrallah Offers Condolences For PFLP, Family on Palestinian Leader Ahmad Jibril’s Demise

July 08, 2021

Sayyed Nasrallah Offers Condolences For PFLP, Family on Palestinian Leader Ahmad Jibril’s Demise

By Staff

Hezbollah Deputy Secretary General, His Eminence Sheikh Naim Qassem called the family of prominent Palestinian Leader, Ahmad Jibril, to express condolences of Secretary General His Eminence Sayyed Hassan Nasrallah on Jibril’s demise.

Sheikh Qassem also called Deputy Secretary General of the Palestinian Front for the Liberation of Palestine [PFLP] – General Command, to offer condolences on Sayyed Nasrallah’s behalf to the leadership of the Palestinian movement and its fighters on the passing away of the prominent late leader.

Hailing Jibril as a leader on the path of liberating Palestine, Sheikh Qassem prayed that Allah may have mercy on his soul, and help his family and lovers in Palestine and the Arab and Muslim world to fulfill his dream of liberating al-Quds and Palestine.

Jibril, the head and founder of the Popular Front for the Liberation of Palestine – General Command, died of an illness on Wednesday, at the age of 83 in a hospital in the Syrian capital Damascus.

Hezbollah Offers Condolences on Death of Leader Ahmad Jibril

Source: Al Mayadeen

The Islamic resistance in Lebanon, Hezbollah, mourns the late Palestinian leader Ahmad Jibril in an official statement.

Hezbollah Offers Condolences on Death of Leader Ahmad Jibril


Hezbollah offered “the striving Palestinian people its deep condolences and its jihadi factions,” as well as the leadership and members of the Popular Front for the Liberation of Palestine – General Command over the death of the great Palestinian leader and the resistance fighter Ahmad “Abu Jihad” Jibril on Wednesday, 7th of July. 

Hezbollah issued a statement saying, “Jibril’s life was full of resistance, struggle (or jihad, as it is called), redemption, and sacrifice on the road to Palestine,” adding, “He spent his life moving between battlefields and battlegrounds, believing in the continuous struggle as the only path to liberation, being steadfast on righteousness – unwavering and unmoving – believing in the unity of all resistance fighters and Jihadis on all fronts, characterized with fierce determination, high morale, and heroic bravery – [these are all] sublime characteristics that put him in his rightful place in the history of Palestine and the region.”

Hezbollah considered that “The Palestinian people have lost a high stature of honor and redemption. We hope that our nation and our Palestinian people follow through his footsteps on the path of liberation, resistance, and victory.”

This afternoon, the Popular Front for the Liberation of Palestine – General Command announced the death of its Secretary-General, Ahmad “Abu Jihad” Jibril, who passed away Wednesday in a hospital in the Syrian capital, Damascus.

Ahmed Jibril, a Palestinian leader born in 1938, founded the Popular Front for the Liberation of Palestine – General Command, because of his belief in the “armed struggle to liberate Palestine.”

Related

Khamenei on Demise of Jebril: He Spent his Life Fighting for His People

July 8, 2021

Source: Al Mayadeen

Iranian Leader Sayyed Ali Khamenei offers his condolences on the demise of Palestinian freedom fighter Ahmad Jebril.

Ayatollah Sayyed Ali Khamenei and Ahmad Jibril
Iranian Leader Sayyed Ali Khamenei and Ahmad Jibril

Iranian Leader Sayyed Ali Khamenei has offered his condolences on the demise of Palestinian freedom fighter Ahmad Jebril.

He called the leader of the Popular Front of the Liberation of Palestine – General Command (PFLP-GC) a “brave person”, “who spent his life fighting for his occupied homeland and his oppressed people.”

The Secretary General of the PFLP-GC passed away on Tuesday, in a hospital in the Syrian capital of Damascus.

I offer my condolences on the demise of the untiring fighter Mr. Ahmad Jebril, Secretary-General of the Popular Front for the Liberation of Palestine, to the Palestinians, all those active in the Palestinians’ struggles, all members of the Resistance in W Asia, & his survivors. pic.twitter.com/FmcGD3Ph1f— Khamenei.ir (@khamenei_ir) July 8, 2021

Mr. Ahmad Jebril was a brave, hardworking person, who spent his life fighting for his occupied homeland and his oppressed people. I ask God to bestow great reward upon him, and I ask for God’s mercy and forgiveness for him.— Khamenei.ir (@khamenei_ir) July 8, 2021

Qaani on Jibril: He was Part of the Axis of Resistance

Source: Al Mayadeen

Quds Force Leader Esmail Qaani offered his condolences in the death of Palestinian leader Ahmad Jibril, calling him “one of the founders of the Axis of Resistance, who always believed that the Resistance’s rifle would bring back Palestine.”

IRGC's Quds Force Leader Esmail Qaani
IRGC’s Quds Force Leader Esmail Qaani

General Esmail Qaani said that the late Ahmad Jibril “formed through his personality and march a complete model in building the ‘resistant’ character.”

He added: Al-Quds, and the liberation of all of Palestine were always Abou Jihad’s compass, from whose direction he never veered.”

Commenting on his struggle and the difficulties he had to endure for the Resistance, he said that “despite all the temptations and intimidations he faced, he always believed that the Resistance’s rifle would bring back Palestine.”

Qaani spoke highly of Jibril, declaring that “he was one of the founders of the Axis of Resistance, placing all of his energy in its service, staying true to the blood of the martyrs.”

The Popular Front for the Liberation of Palestine – General Command, had eulogized its Secretary General, Ahmad Jibril (Abou Jihad), who passed away on Wednesday in a hospital in the Syrian capital of Damascus.

PFLP-GC Chief, Ahmad Jibril, Dies in Damascus, Who is Palestinian Leader Ahmad “Abou Jihad” Jibril?

07/07/2021

The Secretary General of the Popular Front for the Liberation of Palestine – General Command, Ahmad Jibril, died on Wednesday in Damascus at 83.

Sources close of the late leader mentioned that he died of sickness at one of hospitals in the Syrian capital.

Jibril founded the Popular Front for the Liberation of Palestine – General Command in 1968. He carried out several attacks on Zionist targets and administered two deals to swap prisoners with the Zionist entity in 1979 and 1985 according to which around 1200 Palestinians were released from the Israeli jails.

Jibril was one of Syria’s and Iran’s allies and fiercely opposed all the settlement agreements between the PLO ( Palestine Liberation Organization) and the Israeli enemy.

‘Israel’ classified Jibril as one of its arch foes and attempted to kidnap him several times.

SourceAl-Manar English Website

Hezbollah Offers Condolences on Demise of Palestinian Resistance Commander Ahmad Jibril: He Devoted His Life Palestine 

 July 7, 2021

manar-00919240016215451213

Hezbollah offered on Wednesday the striving Palestinian people deep condolences and its jihadi factions as well as the command and members of the Popular Front for the Liberation of Palestine – General Command over the demise of the Movement’s Secretary General, Ahmad Jibril, hoping Holy God grants the senior Palestinian leader His Wide Mercy.

In a statement, Hezbollah mentioned that Jibril’s life was full of resistance, jihad, redemption and sacrifice on the road to Palestine, adding the he sacrificed his son ‘Jihad’ for the sake of the pure Palestinian soil.

Hezbollah indicated that Jibril used to believe in the continuous strife as the only path to liberation and unity among the resistance groups on the various fronts, recalling that he used to move from one righteous battle to another.

The statement mentioned that Jibril was characterized by solid determination,deep spirituality, heroic bravery, and distinct qualities that enabled him to occupy this adequate position in the history of Palestine and the region.

Hezbollah considered that the Palestinian people lost a prominent figure of honor and redemption, adding, “What condoles us is that our Umma (nation) and Palestinian people are following his path to liberation, resistance and victory”.

It is worth mentioning that Jibril had died of sickness on Wednesday in Damascus at 83.

Source: Al-Manar English Website

Who is Palestinian Leader Ahmad “Abou Jihad” Jibril?

Source: Al-Mayadeen

Ahmad Jibril is the founder and secretary general of the Popular Front for the Liberation of Palestine – General Command (PFLP-GC). He believed in armed struggle against “Israel” to liberate Occupied Palestine, and died on Wednesday in Damascus.

Visual search query image
Who is Palestinian Leader Ahmad “Abou Jihad” Jibril?

Ahmad Jibril (Abou Jihad) is a Palestinian leader who founded the PFLP-GC. He was the Secretary General from its inception in 1968 until his death on Wednesday in Damascus.

“Abou Jihad” believed in the armed struggle to liberate Palestine, to which end he founded the PFLP-GC, a leftist nationalist Palestinian group that split from the PFLP, and chose to establish its headquarters in Damascus.  The group executed many operations against the Israeli occupation.

Early Life

Ahmad Jibril was born in 1938 in the village of Yazur in the suburbs of occupied Yafa to a Palestinian father and Syrian mother. They were forced to emigrate to Syria during the Nakba in 1948 and settled in the city of Quneitra with his uncles. After receiving his high school diploma in 1956, Jibril moved to Cairo to receive an “academic-military formation,” graduating from the military academy in 1959.

Politics

During his studies in Egypt, Jibril became acquainted with the General Union of Palestinian Students, at which point he grew to become more acquainted with the idea of armed struggle.

In 1959, Jibril founded the “Palestine Liberation Front,” after the “Algeria Liberation Front,” which had influenced him. He would later merge with several leftist and nationalist movements to found the “Popular Front for the Liberation of Palestine” in 1967. The movement was led by George Habash, while Jibril led its military wing. He would later decide to break from Habash’s front to found in 1968 the “Popular Front for the Liberation of Palestine – General Command,” which today carries out important operations against the Israeli occupation.

Jibril was also firmly against any negotiations with “Israel” in 1974 and remained close to Syria.

Military Operations

The “Al-Khalisa” operation of 1974 was one of the first guerilla operations executed by the “PFLP-GC.” Three guerilla fighters entered the settlement of “Kiryat Shmona,” north of Palestine, killing and wounding tens of Israelis.

The front was also experienced in kidnapping Israeli soldiers and exchanging them with Palestinians in Israeli prisons, like the “Al-Jalil” operation of 1985 in which 3 Israeli soldiers were exchanged with 1150 prisoners.

In November 1987, two of its fighters used a light paraglider, landing near “Kiryat Shmona,” and killed two Israeli soldiers before being martyred themselves.

The PFLP-GC also carried out a large number of operations against the Israeli occupation during the occupation of the South of Lebanon between 1978-2000.

In 2002, “Israel” assassinated Jibril’s son, Jihad Jibril, the head of the front’s military wing in Tallet al-Khayyat, Beirut, by planting explosives on his vehicle. “Israel” considered Ahmad Jibril one of its worst enemies and had attempted to kidnap and assassinate him on numerous occasions.

Al-Mayadeen had broadcast a documentary entitled “Ahmad Jibril” in Arabic last year. This 12-episode documentary showcases the Palestinian freedom fighter’s memoirs, life, and approach to the Palestinian cause in all stages, beginning from when he laid down the principles for the Palestinian revolution. 

The work is biographical and highlights many important stages in the history of the contemporary Palestinian revolution, and many of the nation’s causes, through the lens of a Palestinian Pan-Arab freedom fighter that refused to settle on the Palestinian cause; a man who was one of the most important and greatest military leaders of the Palestinian cause.

Related Videos

Related news