أميركا في سوريا: الحل ممنوع

الجمعة 7 تموز 2023

اطّلعت «الأخبار» على مجموعة من الوثائق الديبلوماسية التي تُظهر السعي الأميركي المحموم إلى عرقلة عملية التطبيع العربي مع سوريا، والحيلولة دون انفتاح الأبواب المغلقة بين دمشق وأنقرة. في ما يلي، أبرز ما جاء في تلك الوثائق


وثائق ديبلوماسية تفنّد حملة العرقلة | أميركا لحلفائها: لا حاسمة للتطبيع مع سوريا

الجمعة 7 تموز 2023

الأميركي المحموم إلى عرقلة عملية التطبيع العربي مع سوريا، والحيلولة دون انفتاح الأبواب المغلقة بين دمشق وأنقرة. في ما يلي، أبرز ما جاء في تلك الوثائق

موسكو | أكّدت مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، في لقاء مع سفراء دول الخليج في واشنطن، أن الإدارة الأميركية ترفض عودة سوريا إلى الجامعة العربية، في مقابل تأييد دول عربية عدّة عودتها. وأفاد تقرير أعدّته الأمانة العامة لـ»مجلس التعاون الخليجي» بأن ليف قالت، في جلسة أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي في حزيران 2022 (تضمّنت انتقادات لدول تتواصل مع سوريا ولمشاريع الغاز لصالح لبنان)، إن الإدارة الأميركية لن تساند الجهود الرامية إلى تطبيع العلاقات مع نظام الأسد، مضيفةً أنه جرى نقل هذه الرسالة إلى جميع العواصم العربية، وعلى أعلى مستوى. وفي الجلسة نفسها، عارض عدّة شيوخ جمهوريين أيّ مساندة لإعادة إعمار المناطق التي تخضع لسيطرة النظام في سوريا، ومرور مشاريع الكهرباء والغاز عبر سوريا إلى لبنان بإعتباره انتهاكاً لـ»قانون قيصر».

كذلك، أبلغ دبلوماسيون أميركيون، دولاً عربية، باعتراض واشنطن على أيّ تقارب مع سوريا. وقال نائب السفير الأميركي في المنامة، ديفيد بروانستين، للقائم بالأعمال الأردني، إن الولايات المتحدة تتفهّم رغبة الدول العربية في تحسين العلاقات مع سوريا لأسباب سياسية أو اقتصادية، إلّا أنها لا تتّفق معها على أن يتمّ ذلك من دون محاسبة النظام السوري. وقالت مديرية شؤون الخليج في الخارجية الأميركية، إيفينيا سيدارياس، لدبلوماسي خليجي في واشنطن، إن المسؤولين الأميركيين تفاجأوا من قيام سلطنة عُمان برفع مستوى تمثيلها الدبلوماسي في سوريا، وإنهم يعارضون هذه الخطوة. وكشف مسؤول في ملف الخليج في مجلس الشيوخ الأميركي، لدبلوماسي خليجي في الولايات المتحدة، أن الولايات المتحدة أعربت للسلطنة عن استيائها من استضافة الأخيرة وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، في 21 آذار 2021، خصوصاً أن مسقط لم تبلغ الإدارة الأميركية بالزيارة مسبقاً. أيضاً، تعهّد ديبلوماسيون أميركيون لوفد من «الائتلاف السوري» المعارض، خلال لقاء بين الجانبين، بمنع محاولات إعادة تعويم النظام السوري إقيلمياً ودولياً، وطلبوا من الائتلاف الاستمرار في المشاركة في اجتماعات «اللجنة الدستورية» برغم تحفّظاته على مخرجاتها. أمّا مدير إدارة الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية، ستيفن هيكي، فقال لسفير خليجي في لندن، إن التوجّه نحو تطبيع العلاقات بين أغلب الدول العربية وسوريا بات أمراً واقعاً، وإنه لذلك يُستحسن أن يتمّ الأمر مقابل ثمنٍ معقول. وأقرّ بأن قيام دول خليجية وعربية بإعادة فتح سفاراتها في دمشق، أضعفَ الجهود المبذولة دولياً لعزل النظام السوري.

بدائل أميركية


تواصلت الإدارة الأميركية، في شهر آذار من العام الجاري، مع عدد من الحكومات العربية في المنطقة، وسلّمتها دعوة إلى اجتماع بعيد عن الأضواء في عمّان في 21 آذار 2023، على أن يُعقد على مستوى المبعوثين الخاصين حول سوريا. وحدّدت واشنطن أهداف الاجتماع بتنسيق جهود الإغاثة بعد الزلزال الذي ضرب سوريا، وخلق مناخ تعاطف عام مع الشعب السوري، وشدّدت على ضرورة عدم ربط المساعدات الإنسانية بإعادة الإعمار المحظورة أميركياً حتى إشعار آخر. كما أبدت الاستعداد للعمل مع الدول التي تتواصل مع النظام السوري لتشجيعها على استخدام تأثيرها من أجل الحصول على «تنازلات» من دمشق. كذلك، أبلغ الجانب الأميركي، المدعوّين، أن النظام السوري لم يقُم بما هو مطلوب لإعادة سوريا إلى «جامعة الدول العربية». والجدير ذكره، هنا، أن الدعوة الأميركية شملت دولاً أوروبية عدّة، ولا سيما بريطانيا وألمانيا وفرنسا، إلى جانب تركيا والسعودية ومصر والإمارات والعراق وقطر والأردن، فيما سجّل عدد من الدول العربية تحفّظاته على اللغة التي صيغت بها الدعوة، خاصة لجهة اعتبارها أن عودة سوريا إلى الجامعة لم تتوفّر شروطها بعد.

كانت قد ظهرت إشارات إلى تحوّل في الموقف السعودي المناهض للنظام السوري عام 2019


في المقابل، أكّد دبلوماسي مصري في واشنطن، أمام دبلوماسي خليجي، أن إعادة سوريا إلى «الحضن العربي» تُعدّ من أولويات مصر في المنطقة. لكن يُستشفّ من مصادر متقاطعة أن الموقف المصري من هذه المسألة أحاطه بعض الفتور في وقت من الأوقات. وقال دبلوماسي روسي في واشنطن، لدبلوماسي خليجي، إن السعودية والإمارات بادرتا إلى طرح أفكار تتعلّق بسوريا وعودتها إلى الجامعة العربية خلال زيارة قام بها وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى المنطقة في آذار 2021. وأضاف أن الجانب الروسي رتّب لقاء بين رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك، ومسؤولين سعوديين. كذلك، أبلغ السفير الروسي لدى سلطنة عمان، ديمتري دوغادكين، سفيراً عربياً، أن وزير الخارجية الروسي لمس خلال هذه الجولة موقفاً إيجابياً من جانب الإمارات، وعدم ممانعة سعودية تجاه عودة سوريا إلى «الجامعة العربية»، في مقابل رفض قطري وموقف مصري غير متشجع. وربط السفير موقف القاهرة هذا، واقترابه آنذاك من موقف قطر، باستثمارات قطر المتزايدة في مصر.

وكانت قد ظهرت إشارات إلى تحوّل في الموقف السعودي المناهض للنظام السوري عام 2019، من بينها امتناع السعودية عن التصويت على مشروع قرار غربي حول حالة حقوق الإنسان في سوريا في مجلس حقوق الإنسان في آذار 2019، وقد علّق مندوب قطر أمام عدد من الدبلوماسيين على ذلك بالقول إن السعودية تستعدّ لاستئناف علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا، بهدف التأثير على أيّ عملية انتخابية قد تجري فيها مستقبلاً. أمّا الانعطافة الإماراتية حيال دمشق فقد بدأت في أواخر 2018، حين أعادت أبو ظبي افتتاح سفارتها هناك. ويومها، قال أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، في تغريدة له، إن الأزمة السورية بحاجة إلى مقاربة واقعية جديدة، داعياً إلى دور عربي لإنهاء العنف والقتال.

وخلال لقاء بين ملك الأردن، عبدالله الثاني، ووزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في 26 أيار 2021، قال الأول إن بلاده تواجه تداعيات اقتصادية صعبة جراء الوضع الحالي في سوريا، وقد يكون الوقت مناسباً لبلورة رؤية جديدة بحيث تتمّ إعادة العلاقات تدريجياً مع دمشق، مع مطالبتها بتغيير طبيعة علاقاتها بطهران، وفق ما روى مسؤول في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي لدبلوماسيين عرب في واشنطن. وكانت مديرة شؤون العراق وسوريا في مجلس الأمن القومي الأميركي، زهرة بيل، قالت لدبلوماسيين من دول الخليج، في ربيع العام الفائت، إن بلادها ستسمح للشركات الخاصة في الولايات المتحدة والدول «الصديقة» والمنظمات غير الحكومية، بالعمل في مشاريع الصحة والإسكان والتعليم في المناطق الخارجة عن سلطة الحكومة السورية، وتحديداً تلك الخاضعة للقوات الكردية شمال شرق سوريا، وكذلك الخاضعة للسيطرة التركية في إدلب. وقال أحد مسؤولي ملف سوريا في الخارجية الأميركية، جيف جونغ، إنه في نطاق المبادرة المُشار إليها، ستحظى هذه الشركات بإعفاءات من العقوبات الأميركية.

من ملف : أميركا في سوريا: الحل ممنوع

مقالات متعلقة

Anti-Hezbollah Candidate Fails despite Instigated Nomination, US Intimidation

 June 14, 2023

Presidential hopeful Jihad Azour

Mohammad Salami

Regarding the large parliamentary blocs, only Loyalty to Resistance (Hezbollah) and Development and Liberation (Amal Movement) nominated Head of Marada Movement Sleiman Franjiyeh for presidency.

Franjiyeh is seen by his supporters as the political figure who can reassure the resistance in face of the Israeli and takfiri enemies. The former minister and member of parliament is also classified as a lenient politician who is capable of communicating with all the Lebanese parties and the foreign states.

Marada Movement Chief Sleiman Franjieh

On the other hand, all the resistance rivals, joined by the Free Patriotic Movement, decided to nominate Jihad Azour, the ex-minister of finance in Siniora government (2005-2008), despite all his involvement in the corrupt policies which pushed Lebanon to bankruptcy.

The political rift in Lebanon was escalated before the House Speaker Nabih Berri called on the parliament to convene and hold the twelfth presidential vote session.

The Lebanese crisis was fueled by the US intervention and intimidation reflected by a number of officials,, including Assistant Secretary for Near Eastern Affairs Barbara Leaf.

Leaf said it was considering sanctions on top Lebanese officials, allegedly for their obstruction of electing a new president in the country.

Assistant Secretary of State for Near Eastern Affairs Barbara Leaf

In the same context, the US Under Secretary of State Victoria Noland announced that she contacted House Speaker Berri.

These pressures were reflected in the stances of the “Change” MPs some of whom expressed clearly that they are obliged to vote for Azour. MP Ibrahim Mneimneh indicated that voting for Azour is similar to taking a poison.

Moreover, MP Halimah Qaaqour maintained that pressures and immoral intimidation occurred to push the “Change” MPs to vote for Azour.

Magic Turns against Magician

The wide political intersection pushed by foreign forces to vote for Azour failed to grant the IMF official more than 59 supportive ballots, while he needs 65 votes to become a president.

This frustrating loss pushed the Lebanese Forces MPs to lose temper while answering the reporters’ questions after the session.

MP Sethrida Geagea

MP George Adwan

Following the session, Member of Hezbollah’s Loyalty to Resistance MP Hussein Hajj Hasan said that political divisions are the main obstacle that hinders electing a new president. He stressed importance of electing a president who is agreed upon by different political powers.

“Lebanon needs to have a new president as soon as possible, and this requires national settlement and a genuine dialogue,” MP Hajj Hasan told reporters.

Ahead of the session, Member of Loyalty to Resistance bloc MP Hasan Fadlallah reiterated Hezbollah’s stance in backing Franjieh, stressing that the candidate “is capable to communicate with all the Lebanese people.”

“The candidate we support has clear political project and he is capable of reassuring all Lebanese powers,” Fadlallah told reporters before the session.

He slammed Hezbollah’s rivals by saying: “All those who agreed on candidate Azour have one goal: to topple our candidate.”

Meanwhile, he affirmed that the Lebanese State can’t be built by quarrels and discord.

“Hezbollah is sticking to the Constitution and the Taif Agreement. Our hand is extended for dialogue to reach a settlement.”

During an evening interview with Al-Manar TV, MP Fadlallah said that, despite all pressures, the other side failed to confiscate the parliament, calling for a national dialogue without preconditions.

Hezbollah MP Hasan Fadlallah

MP Ali Hasan Khalil indicated that the vote session was a victory for democracy in Lebanon, adding that the intersection which voted for Azour has ended in accordance with the remarks of its figures.

Next Session

House Speaker Berri, after the session, called on the various parties to halt trading accusations regarding the delay of the presidential elections, underlining the importance of holding a national dialogue to discuss the issue of presidency.

Member of Moderation bloc, Ahmad Al-Kheir, told the reporters that the bloc’s members will vote for a certain candidate in the upcoming session (as they abstained from supporting any of the candidates in today’s session).

According to the ballots’ count, Azour secured only 59 votes, while Franjiyeh managed to outpace all the expectations and gain 51 votes likely to increase dramatically during the upcoming session.

Source: Al-Manar English Website

مبادرة «5+1»: ضمّ إيران إلى المجموعة الخماسية؟ باريس أكدت لفرنجية: النقاش لم يُقفل

 الإثنين 3 نيسان 2023

أرشيف (مروان طحطح)

 ميسم رزق

تسبّبت زيارة رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية لباريس ولقاؤه المستشار الرئاسي باتريك دوريل، بناءً على طلبٍ فرنسي، في ما يُشبِه الوجوم من إمكان إعلان تسوية محتملة، أو احتمال إبلاغ باريس الزعيم الزغرتاوي استسلامها وعدم المضي في تسويق اسمه بسبب تصلّب الموقف السعودي. لذا، ساد الحذر لدى كل الأطراف السياسية، فلا حلفاء فرنجية انبروا لتصوير الدعوة بمثابة نقطة لمصلحته، ولا بدا خصومه راغبين في الإدلاء بدلوهم سلباً. التهيّب طغى على الجانبين حيال تسارع التطورات في المنطقة وعدم اتضاح التوجهات في ما يتعلق بها، وتحديداً مدى انعكاسها على الملف اللبناني.

مساء أول من أمس، حطّ فرنجية في بيروت، بعدَ يوميْن من التوقعات. صحيح أنه بدا لمن تحدث إليه بعدَ عودته مرتاحاً جداً، لكنه كان أيضاً واقعياً. فلا هو عادَ والرئاسة في جيبه، ولا عادَ من دونها «الأمور لا تزال على حالها وتحتاج إلى وقت». والأهم في ما نقل عن فرنجية بعد عودته أن الفرنسيين جزموا له «بأن النقاش حول ترشيحك مع الآخرين لم يقفل بتاتاً» كما يقول مقربون منه، أشاروا إلى ضرورة عدم المبالغة في التقديرات، وإن كان فرنجية «بالنسبة إلى الفرنسيين على رأس قائمة المرشحين، لكنهم يتحدثون إلى آخرين أيضاً». مع ذلك اكتسبت الزيارة أهمية لكونها أتَت في أعقاب تطورات عدة، من بينها:

الاتصال الذي احتلّ الملف اللبناني حيّزاً منه بين الرئيس ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
زيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إلى باريس للقاء مدير الاستخبارات الفرنسية برنارد إيميه وإقناع الفرنسيين بأن تسوية فرنجية غير قابلة للنجاح بسبب الموقف السعودي والموقف المسيحي الداخلي.

السجال الطائفي الخطير على خلفية «معركة الساعة»، فضلاً عن الإشكال الكبير الذي وقعَ في مجلس النواب خلال اجتماع اللجان المشتركة.

الحراك الأميركي الذي تولته مساعِدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف التي جالت على عدد من عواصم المنطقة، من بينها بيروت حيث شدّدت على إتمام الاستحقاق الرئاسي كمدخل لإطلاق عجلة الإصلاحات عبر حكومةٍ مكتملة الصلاحيات، وتقاطع كلامها مع معلومات نُقلت عن السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا بأن بلادها لا تدعم مرشحاً رئاسياً على آخر، وستتعامل مع أي رئيس يُنتخب.

وفيما لا يزال اللاعبون في الداخل، تحديداً خصوم فرنجية، يسعون إلى الاجتهاد في تفسير ما حمله الرجل معه، أكدت مصادر سياسية بارزة أن «ما تأكد من الزيارة حتى الآن هو إبلاغ فرنجية بأن اسمه كمرشح لا يزال متصدراً في قائمة الفرنسيين، من دون إيهامه بأن التطورات الإقليمية قد تبدّلت لمصلحته». وهو سمِع من الفرنسيين أنهم لم يتمكنوا بعد من كسر الطوق السعودي حوله، وأن موقف الرياض منه لم يتبدل، لكنهم مستمرون في دعمه بالتزامن مع:

أولاً، مبادرة مصرية تطرح تشكيل مجموعة 5+1، تهدف إلى ضمّ إيران إلى المجموعة الخماسية التي تتولى البحث في الملف اللبناني (أميركا، فرنسا، قطر، مصر، السعودية)، على أن تنتقِل الاجتماعات إلى الرياض، كخطوة إيجابية مُطمئِنة للمملكة.

ثانياً، إبلاغ إيميه جنبلاط خلال وجوده في باريس الإصرار على التمسك بفرنجية، رغمَ محاولة الأخير إقناعه بصعوبة وصوله.

ثالثاً، التنسيق الذي تقوم به باريس مع قوى لبنانية داخلية تدعم ترشيح فرنجية، والاتفاق على أن يعلن الأخير ترشيحه بشكل رسمي بعدَ تحضير برنامجه بشكل يجيب من خلاله الداخل والخارج على كل الأسئلة المتعلقة بعدد من الملفات ويكون مُطمئناً، بدءاً من التعامل مع رئيس الحكومة وملفات اللاجئين السوريين وضبط الحدود والأجندة الإصلاحية سياسياً واقتصادياً ومالياً. علماً أن فرنجية لا يزال يربط هذا الترشيح بالحصول على إشارة سعودية إيجابية.

رابعاً، حراك قطري سيبدأه وزير الدولة في وزارة الخارجية محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي، الذي وصل إلى بيروت ليل امس، لإبقاء التواصل مع كل القوى السياسية واستكشاف آفاق تسوية محتملة حول اسم المرشح الرئاسي. علماً أن القطريين، بحسب ما تقول مصادر مطلعة، أكثر براغماتية وواقعية في تعاملهم مع الملف الرئاسي.

تصعيد قواتي بطلب سعودي: نسف التسوية أو تحسين شروط؟


يأتي هذا كلّه على وقع التصعيد الداخلي الرافض لفرنجية، كما جاء على لسان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع خلال الذّبيحة الإلهيّة لراحة أنفس «شهداء زحلة»، إذ توجه إلى «من يبتزّنا ككل مرة، ويخيّرنا بين المرشّح التابع له أو الفراغ»، بأن «روح بلّط البحر، لأن أي مرشّح من محور الممانعة، مهما كان اسمه أو هويته هو الفراغ بحد ذاته، ولن يكون عهده إلا تتمة للجزء الأول من العهد السابق».

وأكدت مصادر بارزة لـ «الأخبار» أن «التصعيد الكبير من جانب جعجع أتى بطلب من السفير السعودي في بيروت وليد البخاري، وهو تصعيد يترجم أيضاً بحملات إعلامية وسياسية ضد الدور الفرنسي. بحجة أن الموقف المسيحي يُدعّم موقف المملكة المتصلب ويقوي حجتها لعدم التراجع عن رفض فرنجية مقابل إصرار الفريق الآخر عليه، على قاعدة أن موقف الثنائي الشيعي الداعم يقابله موقف من الثنائي المسيحي الرافض ما يصعّب الوصول إلى تسوية تتيح انتخابه». واعتبرت المصادر أن «الطلب السعودي يدخل في إطار الاستثمار في الموقف المسيحي، خصوصاً أن التصعيد مطلوب في لحظة تقدّم المفاوضات، إذ تلمس المملكة بأن إيران لن تضغط على حزب الله في الملف الرئاسي كما أن الحزب ليس في صدد التراجع عن فرنجية».

مقالات ذات صلة

Paris Invites Frangieh: Lebanon Presidential Settlement Imminent or Unlikely?

 March 31, 2023

Sleiman Frangieh, Head of Marada Movement in Lebanon (photo from archive).

The presidential election was back to the limelight on Thursday after news emerged that the leader of the Marada Movement Sleiman Frangieh had received an invitation to visit Paris.

The visit coincides with another one made by the leader of the Progressive Socialist Party Walid Jumblatt who arrived in the French capital a few days ago to meet with Patrick Durrell, the French President Advisor in charge of the Lebanese file, Lebanese daily Al-Akhbar reported on Friday.

The paper quoted sources close to Jumblatt as saying that there won’t be a meeting between the latter and Frangieh in Paris.

This invitation comes days after a call between French President Emmanuel Macron and Saudi Crown Prince Mohammed bin Salman, in which the two leaders discussed the Lebanese affairs.

It also comes, amid information about France’s shift in position towards backing Frangieh to the presidency, the daily reported.

“There is a high possibility that Paris is mulling informing Frangieh that it has failed to persuade the United States and Saudi Arabia to agree on the nomination of Frangieh as part of a settlement package,” the Lebanese paper said.

Al-Akhbar cited to diplomatic sources as saying that, France seemed to be strained over US and Saudi’s refusal to launch an initiative that both sides consider “appeasement of Hezbollah”.

“Paris reached this conclusion after being subjected to a campaign launched by US and Saudi’s allies in Lebanon, in addition to an Egyptian implicit message that the position of Saudi Arabia remains essential, and that Cairo cannot go ahead with any option that Riyadh rejects,” the daily reported, citing the diplomatic sources.

Following the last five-way meeting on Lebanon, which was held in Paris, disagreements emerged between the US, France, Saudi, Egypt and Qatar, the sources said, adding that Egypt was exerting efforts to activate contacts.

“Cairo counts on the Iranian-Saudi rapprochement to expand the external communications, although Tehran and Riyadh avoided talking about any direct reflections of the deal on the situation in Lebanon,” according to the sources.

For his part, Frangieh expressed, in front of his visitors, “great satisfaction about the way the things are going during the last two days.”

Frangieh visitors reported, according to Al-Akhbar, that the Lebanese politician believes France is still on its position towards his nomination, and that the visit may be in order to complete the discussion on details related to the presidential file, or to convey a Saudi message to Frangieh in order to request some guarantees or inquire about some issues. In this context, Frangieh visitors noted that he is not making great expectations over Paris’ invitation.

The visitors also said that Frangieh received yesterday Russian Ambassador to Lebanon Alexander Rudakov, who informed him that Moscow is exerting efforts in a bid to convince Riyadh with to proceed with a settlement that leads to the election of Frangieh.

In this context, remarks made by the US Assistant Secretary of State for Near Eastern Affairs Barbara Leaf were significant. The US official hoped that “the Saudi-Iranian rapprochement would reflect positively on Lebanon,” hailing and any development that “contributes to de-escalation in the region.”

Leaf, who recently visited Beirut on an official visit, met caretaker Prime Minister Najib Mikati, Parliament Speaker Nabih Berri, Foreign Minister Abdullah Bou Habib, and other officials. The US diplomat, who boycotted the Christian powers, was quoted by Lebanese media as saying, “I stressed in Beirut the need to elect a president, form a government with full powers and implement economic reforms in order to return Lebanon to the path of recovery.”

Source: Al-Akhbar Newspaper (Translated and edited by Al-Manar English Website Staff)

US’ Barbara Leaf Deliberately Avoided to Meet Lebanese Christian Powers: Report

 March 30, 2023

Assistant Secretary of State for Near Eastern Affairs Barbara Leaf

“There will be American-Europe-Arab sanctions imposed on those who are obstructing the election of a new president.” The US Assistant Secretary of State for Near Eastern Affairs Barbara Leaf issues a new warning, as reported by Lebanese daily, Al-Akhbar.

Leaf has met several Lebanese officials in her visit to Beirut last week, the paper reported on Tuesday as it revealed some details on the meetings.

Except for the sanctions threat, the American official gave neither a clear position on the presidential settlement, nor nominations of presidential candidates, as she focused on “the alarming reality Lebanon is experiencing in light of indications of that the great collapse is looming,” according to Al-Akhbar.

She also expressed her dissatisfaction with the “state of denial” practiced by the political class in dealing with the crises, whether the presidential vacuum or the economic turmoil, especially regarding the reforms required.

The daily quoted sources familiar with the meetings as saying that the US official “attended the five-way meetings held in Paris on behalf of her country, but she did not get into details related to the nominations.”

However, she said that her country would deal with any elected president, and disclosed that there were some disagreements with other four countries – in approaching the crisis in Lebanon – specifically with Saudi Arabia.”

In addition to the message that Leaf conveyed regarding the sanctions, there was another “implicit” message, Al-Akhbar added, noting: “Her visit schedule did not include any meeting with Christian powers in Lebanon.”

Political circles regarded Leaf’s deliberate move not to meet Christian officials – including Maronite Patriarch Bechara Boutros Al-Rahi – as a great insult and exclusion of the Christian component. In this context, the circles interpreted Leaf’s decision in this regard as a way to hold the Christian powers responsible for the presidential vacuum, according to the paper.

“The Christian powers appear as if they are the only side which is hindering the election of a new president,” Al-Akhbar cited the circles who wondered whether the sanctions that Leaf hinted at “would only affect Christian figures.”

The circles also found it weird that Leaf’s move didn’t provoke any of the Christian powers “who were busy with the spat of the daylight savings time.”

Last Friday, Leaf met MPs Waddah Sadek, Ibrahim Mneimneh, Abdul Rahman Bizri, Bilal Al-Hashimi, and Fouad Makhzoumi, at the US Embassy in Awkar.

Attendees said that the meeting “reflects Leaf’s acknowledgment of the Sunni diversity and that Washington doesn’t consider Prime Minister Najib Mikati as their representative, especially since the meeting included deputies with different approaches,” Al-Akhbar added.

Source: Al-Akhbar Newspaper (Translated and edited by Al-Manar English Website Staff)

باريس تستضيف فرنجية: دعم أم اعتذار؟

 الجمعة 31 آذار 2023

الأخبار  

عاد الملف الرئاسي إلى الواجهة أمس مع الإعلان عن تلقّي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية اتصالاً من المسؤول الفرنسي عن الملف اللبناني باتريك دوريل الذي وجه إليه الدعوة لزيارة باريس اليوم. تتزامن الزيارة مع وجود رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في باريس منذ أيام للقاء دوريل، علماً أن «لا لقاء سيجمع فرنجية وجنبلاط في العاصمة الفرنسية» وفقَ ما تؤكد مصادر الأخير.

وتأتي الدعوة بعد أيام من اتصال بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان «ناقشا خلاله الملف اللبناني»، وسط معلومات عن تراجع فرنسا عن الدعم الذي تقدمه باريس لفرنجية، وأن هناك احتمالاً كبيراً بأن تكون العاصمة الفرنسية في صدد إبلاغ فرنجية عجزها عن إقناع الولايات المتحدة أو السعودية بالسير به ضمن صفقة شاملة.

(هيثم الموسوي)

وبحسب مصادر ديبلوماسية، فإن الجانب الفرنسي بدا شديد التوتر إزاء ما سمعه من الجانبين الأميركي والسعودي لناحية رفض إطلاق مبادرة يعتبرها الطرفان «مراضاة لحزب الله»، وأن باريس شعرت بذلك من خلال تعرضها لحملة في لبنان من قبل حلفاء واشنطن والرياض، إضافة إلى إشارة مصرية إلى أن موقف السعودية يبقى أساسياً في الملف، ولا يمكن للقاهرة السير في أي خيار ترفضه الرياض.

وقالت المصادر إن المعطيات الحقيقية حول الاجتماع الخماسي الأخير في باريس أظهرت وجود خلافات كبيرة، وإن القاهرة تحاول القيام بمبادرة لإعادة التواصل إلى مستواه العملاني. وأضافت أن المصريين يعولون كثيراً على الاتفاق السعودي – الإيراني لتوسيع قنوات الحوار الخارجي حول لبنان، وإن كانت طهران والرياض تجنبتا الحديث عن أي انعكاسات مباشرة للاتفاق بينهما على الوضع في لبنان.

زوار فرنجية ينقلون ارتياحاً كبيراً لسير الأمور في اليومين الأخيرين


من جهته، أبدى فرنجية أمام زوراه «ارتياحاً كبيراً لسير الأمور في اليومين الأخيرين». ونقل هؤلاء أن «فرنسا لا تزال على موقفها من ترشيحه»، مشيرين إلى أن الزيارة «قد تكون من أجل استكمال البحث في الملف الرئاسي، أو إبلاغ رسالة سعودية إلى فرنجية على سبيل طلب بعض الضمانات أو الاستفسار عن بعض الأمور»، لكن من دون المبالغة في توقع الإيجابيات من هذه الزيارة. وقال الزوار أيضاً إن فرنجية سمع من السفير الروسي في بيروت ألكسندر روداكوف الذي زاره أمس كلاماً إيجابياً حول مساع تقوم بها موسكو مع الرياض لإقناعها بالسير بتسوية يكون فرنجية عنواناً لها. كما وضع روداكوف فرنجية في أجواء الشق اللبناني من الاجتماع الذي حصل أخيراً بين وزيري خارجية روسيا والسعودية.

في هذا الإطار، كانَ لافتاً كلام مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربارا ليف، إذ أملت في أن «ينعكس التقارب السعودي – الإيراني بشكل إيجابي على لبنان، وأي خفض للتوترات بين لاعبين إقليمين كبيرين، وأي شيء يؤمن هدنة للتصعيد المستمر منذ سنوات هو شيء عظيم». وليف التي زارت بيروت أخيراً في زيارة رسمية التقت خلالها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب، وعدداً من المسؤولين، مقاطعةً القوى المسيحية، لفتت إلى «أنني شددت في بيروت على الحاجة لانتخاب رئيس وتشكيل حكومة ذات صلاحيات كاملة، وتنفيذ إصلاحات اقتصادية لإعادة لبنان إلى طريق الانتعاش»، موضحة أنّ «مساعدة اللبنانيين في أوقات الأزمات أولوية بالنسبة لنا».

فيديوات ذات صلة

مقالات ذات صلة

حرب القضاة… أخطر ممَّا نظن!

 January 27, 2023

 د. علي أكرم زعيتر

ماذا بعد حرب القضاة؟ سؤال يراود الكثير من اللبنانيين، وقد بات مطروحاً بقوة على الساحة اللبنانية، بعد حرب الاستنابات القضائية التي نشبت بين قاضي التحقيق العدلي طارق البيطار، ومدعي عام التمييز غسان عويدات.

القاضي البيطار كانت يده مكفوفة عن التحقيق في ملف انفجار مرفأ بيروت منذ أكثر من سنة، والبيطار نفسه كان قد امتثل لقرار الكفّ وقتذاك، فما عدا ممَّا بدا حتى عاد وانقلب على عَقِبَيه؟ هل هي جرعة الدعم التي حصل عليها من الوفد القضائي الأوروبي عقب اجتماعه به قبل أيام، أم أنّ هناك أمر عمليات صدر للبيطار من جهات خارجية نافذة؟

الكلّ في لبنان مجمع على أنّ قرار البيطار الأخير بالعودة إلى مسرح التحقيق القضائي في قضية المرفأ ليس من بنات أفكاره، ولا من عندياته، وأنّ هناك أمراً ما حدث خلال لقائه بالوفد القضائي الأوروبي، أو السفيرة الأميركية، كان بمثابة كلمة السر التي أطلقت الوحش القانوني الكامن داخل البيطار. ولكن السؤال الذي لم نلقَ عليه جواباً حتى الساعة، ما كلمة السر تلك؟ وهل من قرار أوروبي أميركي بتفجير الوضع الداخلي في لبنان؟

حرب استنابات بكلّ ما للكلمة من معنى تدور رحاها الآن بين البيطار وعويدات. قاضٍ يستدعي قاضياً، ولا من ممتثل. والاثنان يتسلحان بالقانون الذي لم نعد نعرف له كوعاً من بوع. فماذا يحصل؟

تقول مصادر مطلعة على مجريات الحرب الدائرة بين الرجلين، إنّ البيطار يسعى إلى قلب الطاولة على رأس الفريق الموالي للمقاومة، مدفوعاً بأجندة خارجية غربية، ولكن هذه المرة من بوابة القانون. فهل يصل البيطار إلى مبتغاه؟

بعض الأوساط نقلت عنه قوله: «الله الحامي، ولا أعرف ما قد يحصل»، وذلك في معرض ردّه على سؤال كان قد وجهه إليه أحد الصحافيين حول ما إذا كانت حياته مهدّدة بالخطر، أو ما إذا كان اسمه موضوعاً على لائحة الاغتيالات.

هذه العبارة التي تحمل في طياتها الكثير من المعاني، قد تكون الكلمة المفتاح للمرحلة المقبلة، فهل يكون طارق البيطار «بوسطة عين الرمانة» جديدة، كما عبّر الوزير السابق وئام وهاب، في تصريحه للميادين أول أمس؟

الرجل يحاول أن يوحي للرأي العام بأنه قاضٍ استشهادي، أو مخلِّص جديد، سيفدي بدمه اللبنانيين، وينقذهم من براثن الخطيئة الأصلية، ولكن هل الواقع يطابق ما ذهب إليه الرجل؟

إذا عطفنا حملة التمرّد القضائي التي يقودها البيطار، على حديث مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى بربارا ليف الذي أدلت به قبل شهرين من اليوم (تحديداً في شهر تشرين 2022)، والذي تنبّأت فيه بدخول لبنان دوامة الفوضى والعنف، وبتحلل الدولة وتفكك أجهزتها، كمسار إلزامي لإعادة بناء لبنان الجديد، وعلى حديث بعض مراكز الدراسات الأميركية الدائم عن إعادة بناء لبنان من النقطة صفر أو مرحلة (الرماد) كما أسموها، وإذا أعدنا ربط كلّ ذلك بما يجري على الأرض من تحركات (قطع طرقات، دعوات إلى الاحتجاج والعصيان…)، مضافاً إليها الحركة الأخيرة التي قام بها النواب التغييريون، والتي تمثلت في الاعتصام داخل مبنى البرلمان، إذا ما استرجعنا كلّ ذلك سنصل إلى خلاصة معينة مفادها، أنّ ما يُحضّر في مراكز القرار الغربي للبنان واللبنانيين، قد يكون أخطر مما نظنّ!

إنّ منطق الأشياء يحتم علينا إعادة ربط الأمور ببعضها البعض وصولاً إلى الخلاصة المتوخاة، فهل تزامن حملة التمرّد هذه مع كلّ ما سبق وذكرنا مجرد صدفة أم أنّ هناك أمراً ما يُدبّر للبنان؟

بصرف النظر عن كلّ ما يُدبّر أميركيّاً وغربيّاً، فإنّ الرهان أولّاً وأخيراً يبقى على مدى وعي اللبنانيين وإدراكهم. الحديث عن الفيدرالية عاد بقوة في الآونة الأخيرة، وهذه المرة ليس من بوابة الميلشياوي سمير جعجع فحسب، وإنما من بوابات أخرى عديدة، وقد ترافق ذلك، مع سلسلة تقارير صحافية غربية تنبئ بوقوع أزمة غير مسبوقة في البلد، فهل يقع المحظور، أم تنجح المقاومة كما في كلّ مرة في تفويت الفرصة؟

مجدّداً نقول، منطق الأشياء يحتم علينا أن نقول: ما دام القادر على إرباك الوضع الداخلي وإشعال الحرب الأهلية غير راغب بها لاعتبارات وطنية وأخلاقية، وهنا نعني تحديداً المقاومة وحلفاءها، وما دام الراغب بها غير قادر على إشعالها، فإنّ احتمال نشوبها، قد لا يتعدّى الواحد بالمئة في أحسن الأحوال…

*مؤرّخ وباحث لغوي وسياسي

فيديوات متعلقة

مقالات متعلقة

Lebanon’s State Prosecutor Charges Beirut Blast Investigator with Rebelling against Judiciary, Releases All Detainees

January 25, 2023

The Lebanese State Prosecutor Ghassan Oweidat issued on Wednesday a decision according to which all detainees in the Beirut Port case are released with a travel ban.

Lebanese State Prosecutor Ghassan Oweidat

Oweidat also charged the investigator into the case Tarek Al-Bitar with rebelling against the judiciary, summoning him for questioning on Thursday morning and preventing him from travel.

The State Prosecutor stressed that his decisions are aimed at frustrating sedition, which caused rifts in the judicial system.

Al-Bitar had issued arrest warrants against officials as well as military figures on an illogical basis, pushing the defendants and observers to cast doubts on his probe.

On August 4, 2020, a massive blast rocked Beirut Port blast, killing around 196 citizens and injuring over 6000 of others. The explosion also caused much destruction in the capital and its suburbs.

Photo shows damage at Beirut Port following the huge blasts which took place there (Tuesday, August 4, 2020).

Bitar this week resumed work on the investigation after a 13-month hiatus, charging several high-level officials, including Oweidat over the blast.

The measures of releasing the port blast detainees have started at the prison of the Justice Palace in Beirut, according to Al-Manar TV.

Media reports mentioned that the former Customs General Director Badri Daher was released.

For his partAl-Bitar was reported as saying that he would not step down from the probe, rejecting Oweidat charges.

“I am still the investigative judge, and I will not step down from this case,” Bitar said, adding that Oweidat “has no authority to charge me”.

Judge Tarek Bitar

Member of Loyalty to Resistance bloc, MP Ibrahim Al Moussawi, comments on the latest judicial developments by stressing that Judge Oweidat’s decisions are a step in the right path to restore confidence in judges and judiciary after it was destroyed by some of the judicial family members.

Member of Hezbollah’s Loyalty to Resistance parliamentary bloc Ibrahim Al-Mousawi

Source: Al-Manar English Website

Related Videos

Special Coverage | The latest developments in Lebanon
 تفجير مرفأ بيروت إلى الواجهة.. أي دلالات؟

Related News

باربرا ليف والساعة صفر… قضائياً ومالياً: «يجب أن تسوء الأوضاع أكثر ليتحرّك الشارع»

 الأربعاء 25 كانون الثاني 2023

ناصر قنديل

قبل شهرين تماماً تحدّثت معاونة وزير الخارجية الأميركية باربرا ليف أمام مركز ويلسون للأبحاث عن لبنان، ولعله من المفيد جداً استذكار أبرز ما قالته في هذا الحديث المخصص لاحتمال الفراغ الرئاسي، حيث معادلتان تحكمان قراءة ليف، الأولى تقول «إن انهيار لبنان سيمكّن بطريقة ما إعادة بنائه من تحت الرماد، متحرّراً من اللعنة التي يمثّلها حزب الله»، والثانية تقول «يجب أن تسوء الأمور أكثر، قبل أن يصبح هناك ضغط شعبي يشعر به النواب». وتشرح ليف نظريتها بدون تحفظ فتقول، «أرى سيناريوهات عدة، التفكك هو الأسوأ بينها… قد تفقد قوى الأمن والجيش السيطرة وتكون هناك هجرة جماعية. هناك العديد من السيناريوهات الكارثية. وفي الوقت نفسه أتخيل أن البرلمانيين أنفسهم سوف يحزمون حقائبهم ويسافرون إلى أوروبا، حيث ممتلكاتهم»، متوقعة «فراغاً طويلاً في رئاسة الجمهورية» قبل أن يؤدي التحرّك الذي تنتظره في الشارع عندما تسوء الأمور أكثر الى النتائج المرجوة بدولة تتخلص من حزب الله، الذي يقلق «جيران لبنان».

نستعيد كلام ليف اليوم لأننا ندخل الساعة صفر لبدء تنفيذ الخطة التي رسمتها ليف وأسمتها بالسيناريو، فثمة محرّكان كبيران يدفعان لبنان نحو الأسوأ الذي بشرت به ليف: محرك مالي يقوده مصرف لبنان وتواكبه العقوبات الأميركية الهادفة لتسريع الانهيار، وعنوانه تحرير سعر صرف الدولار من أي ضوابط حتى تخرج الناس الى الشارع، ومحرك قضائي يقوده المحقق العدلي طارق بيطار وتواكبه التصريحات الأميركية الداعمة على أكثر من صعيد، ويشجعه تدخل فرنسي واضح، وصولاً لتفجير مواجهات في الشارع مع القوى الأمنية دعماً للقاضي بيطار، وتفكك الدولة الذي تحدثت عنه ليف واضح أمام أعيننا، تضارب المواقف القضائية وانحلال المؤسسة القضائية، ودفع باتجاه «فقدان الجيش والأجهزة الأمنية للسيطرة»، وشارع يبدأ بالتحرّك، سواء بخلفيات عفوية أو مبرمجة، فالقضايا المطروحة كافية لمنحه المشروعيّة.

السياق الذي يفتحه مسار باربرا ليف هو ما وصفته بأن يسوء الوضع أكثر وأن تتفكك الدولة، يقوم على نظرية التصفير، أي الذهاب الى القعر، حيث قالت إن الارتطام سيكون قاسياً، لكنها متفائلة وفق نظرية ان انهيار لبنان سيكون أفضل لإعادة بنائه من تحت الرماد، محددة معياراً واحداً لإعادة البناء هو التخلص من حزب الله. وهذا ما تعرف ليف ومن ورائها كل إدارتها أنه فوق طاقتهم وأنه لن يتحقق. فالمطلوب إذن هو حرق لبنان كي يتم التفاوض على ما يتمّ بناؤه من تحت الرماد مع حزب الله ولو بصورة غير مباشرة، أو التلويح بحافة الهاوية في الانهيار وصولاً للاحتراق الكامل، طلباً للتفاوض، فهل يقبل اللبنانيون الذين يخاصمون حزب الله ذلك؟ وهل يرتضون أن يكونوا مجرد وقود تستخدمه واشنطن لتحسين وضعها التفاوضي بوجه حزب الله، وهم يعلمون الاعترافات الأميركية بأن حزب الله يمتلك قدرة التحمّل التي ربما لا تمتلكها البيئات السياسية والشعبية لخصومه، لا مادياً ولا معنوياً؟

ثمّة خريطة طريق واحدة لمنع سيناريو الجنون الأميركي الذي ينفذه نيرون أو شمشون لبناني برأسين، رأس في المصرف المركزي ورأس في العدلية، وهي موقف قضائي وأمني وحكومي ونيابي بنصاب كافٍ لكفّ يد هذين الرأسين، فقد آن الأوان للاقتناع بأن أحداً من القوى المحلية لا مصلحة له ببقائهما، وأن التوجّس بين الأطراف اللبنانية من تداخل وتشابك بين كل منهما وأطراف أخرى هي شكوك يزرعها الأميركي لتوفير الحماية لهما، وأن قرار كفّ اليد ممكن وواجب، ولو احتاج الى تشريع الضرورة واجتماع الحكومة تحت عنوان الضرورة، وهل هناك ضرورة أكثر من منع الانهيار ومنع تحوّل لبنان الى رماد؟

فيديوات متعلقة

مقالات متعلقة

USA Escalates War on Lebanon: It’s Barbara Leaf’s Disintegration Scheme

January 24, 2023

Mohammad Salami

In November, 2022, the Assistant Secretary of State for Near Eastern Affairs, Barbara Leaf, said the Lebanese will have to bear more pain before their country sees a new government.

Assistant Secretary of State for Near Eastern Affairs Barbara Leaf

Leaf insolently explained what the word ‘pain’ refers to by indicating that collapse and disintegration would be inevitable before the Lebanese reach better conditions. She also considered that Lebanon must link its economic situation with the International Monetary Fund loans whose prerequisites contradict with all the socioeconomic norms followed in the nation.

It is late January, 2023, and the scene in Lebanon has started to resemble Leaf’s portray.

The exchange rate of the national pound against the US dollar is falling as a rock thrown from the peak to the valley. On the black market, every US dollar is sold for 55,000 L.L.

Lebanese pound versus US dollar

Accordingly, the prices of fuel oil, commodities and all the services have rocketingly increased, pushing the protestors to block roads in various cities and towns.

Here comes the US role in besieging the Lebanese monetary movements and banking transactions, which caused the sacristy of the fresh US dollars and raised inflation.

The weird return of the judicial investigator into Beirut Port blast Judge Tarek Al-Bitar to the case represented another trace of Leaf’s scheme. In this regard, Bitar charged top Public Prosecutor Ghassan Oweidat along with several judges and officials in connection with the case.

Judge Tarek Bitar

The US embassy in Beirut said in a tweet that Washington supports and urges Lebanese authorities to complete a swift and transparent investigation into the blast.

The investigating judge also charged Major General Abbas Ibrahim, head of Lebanon’s domestic intelligence agency, and Major General Tony Saliba, head of another security body as well as former premier Hassan Diab, army commander Jean Kahwaji and other ministers judicial officials have said, without specifying the charges.

Commenting on the charges, Oweidat told Tarek Bitar that his probe into the Beirut Port blast remains suspended. In a letter to Bitar, Oweidat said: “By legal means you are forced out of the probe and no resolution has been made on accepting or rejecting your complaint (on the issue).”

Al-Bitar had issued arrest warrants against officials as well as military figures on an illogical basis, pushing the defendants and observers to cast doubts on his probe.

On August 4, 2020, a massive blast rocked Beirut Port blast, killing around 196 citizens and injuring over 6000 of others. The explosion also caused much destruction in the capital and its suburbs.

Observing the whole scene deteriorated by the presidential vacuum and political deadlock recalls every detail included in the remarks of the US diplomat around three months ago.

On the other hand, the Lebanese national parties are not going to let the US scheme pass easily. Leaf’s note pertaining the need of the maritime gas project for a long time to become fruitful will be confronted by speeding up all the gas and fuel plans as affirmed by Hezbollah Secretary General Sayyed Hasan Nasrallah during his latest speech.

Hezbollah Secretary General Sayyed Hasan Nasrallah in a speech delivered on Thursday, January 19, 2023.

Leaf planned for Lebanon’s disintegration in order to let the reconstruction be free of Hezbollah. However, the Resistance will show the US administration and its puppets that all such schemes will be doomed to failure.

Source: Al-Manar English Website

Related Videos

An unprecedented decision by the judicial investigator in the Beirut port explosion case
Al-Bitar’s decision to reintroduce himself to the file of the Beirut port explosion collided with a decisive response from the discriminatory Public Prosecution

Related Articles