هل أخطأت «إسرائيل» حسابات الغارة على دمشق؟

 الإثنين 20 شباط 2023

ناصر قنديل

لا مكان للتزامن بالصدفة بين الأحداث الكبرى في ساحة شديدة الحساسية كحال سورية، ولا مكان لتزامن الصدفة عندما يكون اللاعبون المعنيون هم أميركا و”“إسرائيل”” وداعش، فما جرى بعد كارثة الزلزال الذي ضرب سورية وأصابها بكارثة إنسانيّة، هو تراجع أميركي إلزامي تحت ضغط موج التعاطف الإنساني الكبير معها، وصعوبة المضي بنظام العقوبات والحصار دون تحمل مسؤولية سقوط الضحايا. وبالتوازي وبسرعة كان لا بد من تعويض هذا التراجع ببديل من حواضر البيت الأميركي، فتمّ استدعاء تنظيم داعش من فرق الاحتياط، واستنهاض الدور الإسرائيلي من الإحباط، وقام كل من الطرفين بارتكاب مجزرة بحق المدنيين. ومن الواضح أن المجزرتين تحملان رسالة وجع واحدة تحاول التعويض عن وجع الحصار والعقوبات.

تدرك واشنطن أن لا شيء مضموناً ولا شيء موثوقاً في الحسابات، وهي تراقب العمليات التي تستهدف قواتها في القرية الخضراء قرب حقول العمر النفطية، وارتفاع المناداة بالانسحاب الأميركي والإفراج عن الثروة النفطية السورية المنهوبة، التي يتقاسم عائداتها الضباط الأميركيون مع عصابة من المتعاونين في بيعها عبر تركيا مرورا بالكانتون الكردي في سورية ومنطقة كردستان في العراق وصولاً الى الساحل التركي، لكن واشنطن المأزومة في حرب أوكرانيا، والمرتبكة في المواجهة مع الصين، تخشى أن يؤدي تراجعها في المنطقة الى تفكك تحالفاتها، وقد بدأت تقرأ مواقف متمايزة عن سياساتها إلى حد الافتراق لدى كل من تركيا والسعودية وبنسبة معينة مصر، وتظهير الحضور بالقوة مخاطرة لا ترغب خوضها بقواتها، فتسند المهمة إلى “إسرائيل” التي لها أسبابها أيضاً للقيام بهذا الدور، لكن هل أخطأت “إسرائيل” الحساب بقبول المهمة هذه المرة؟

عشية الغارة الإسرائيلية كانت سفينة إسرائيلية تُصاب في الخليج، وكانت القواعد الأميركية حقول العمر في شرق سورية تستهدف بالصواريخ، وكان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يضع معادلات ردع جديدة وقواعد اشتباك جديدة، محورها أن المقاومة الجاهزة لحرب مع كيان الاحتلال لا تعتبر اتفاق الترسيم البحري، الذي نال لبنان عبره مطالبه النفطية، كافياً كمعادل استراتيجي لوضع فائض قوة المقاومة على الطاولة، ولا يعتبر “إسرائيل” نداً للمقاومة على هذه الطاولة، فيوجه تحذيره للأميركي بعدم العبث بفرضية دفع لبنان إلى الجوع والفوضى وإلا فالحرب على “إسرائيل”، وفق معادلة “يدكم التي توجعكم مقابل يدنا التي توجعنا”. وفي مناخ الانقسام الداخلي الإسرائيلي من جهة وتصاعد الموقف الفلسطيني المقاوم بوجه التطرف الإسرائيلي من جهة مقابلة، هل تملك “إسرائيل” فرصة عزل اعتداءاتها على سورية عن ميزان القوى الإقليمي المختل لصالح قوى المقاومة؟ وهل لا زالت تملك فرصة عزل اعتداءاتها على سورية عن الموقف الروسي المتعاظم الغضب من حجم انكشاف الدور الإسرائيلي في أوكرانيا، في ظل وضع دولي تتراجع فيه أميركا وتضعف فرص الحديث عن حياد “إسرائيلي في حرب أوكرانيا؟ وهل تملك “إسرائيل” ان تشكل فائض قوة أميركي في أوكرانيا دون أن تفقد هوامش الموقف الروسي في سورية؟

الأكيد أن الإيقاع الفلسطيني المتعاظم يضع المنطقة على أبواب مرحلة جديدة، والأكيد أن موقف السيد نصرالله يعبّر عن انتقال نوعيّ للمقاومة من معادلة الردع بالامتناع عن الحرب إلى التهديد بخوض الحرب، والأكيد أن الزلزال الذي أصاب سورية أضعف شوكة دعاة حصارها السياسيّ، والأكيد أن روسيا تفقد ثقتها بحياد “إسرائيل” في حرب أوكرانيا، والأكيد أن الغارات الإسرائيلية على سورية تسير عكس اتجاه كل ذلك، وأن الصدام بين الاتجاهين واقع لا محالة، فهل أخطأت “إسرائيل” الحساب؟

فيديوات متعلقة

مقالات متعلقة

أولى رسائل العام الجديد | «المقاومة» للأميركيين: قواعدكم على المهداف

 الخميس 5 كانون الثاني 2023

أيهم مرعي

(أ ف ب )

الحسكة | تعرّضت قاعدة لـ«التحالف الدولي» في معمل غاز «كونيكو» شمال دير الزور، لأوّل استهداف صاروخي في العام الجديد على يد «المقاومة الشعبية»، وذلك بعد وقت قصير من الاعتداء الإسرائيلي الأخير على مطار دمشق الدولي، والذي أدّى إلى إخراجه عن الخدمة لعدّة ساعات. وينبئ هذا الاستهداف بأن «المقاومة» تنوي الحفاظ على قاعدة اشتباك رئيسة مع الأميركيين، باعتبارهم قوّة احتلال، وداعم استخباري رئيس للعدوّ على الساحة السورية، مفادها أن أيّ قصف إسرائيلي على منشآت الدولة السورية، سيقابله قصف على القواعد العسكرية الأميركية في شرق الفرات. ولم تكد تمرّ 48 ساعة على استهداف مطار دمشق، حتى جرى ضرْب ثاني أكبر قاعدة لـ«التحالف» في سوريا، يُعتقد أنها تضمّ أكثر من 150 جندياً أميركياً وفرنسياً وبريطانياً. وأقرَّ «التحالف»، في بيان، بتعرّض «مركز له في حقل كونيكو شمال شرقي سوريا للاستهداف بصاروخَين»، مضيفاً أن «القصف لم يؤدِّ إلى جرحى أو أضرار في القاعدة أو الممتلكات». ولفت البيان إلى أنه «بعد أن مسحت قوات سوريا الديموقراطية الموقع، تبيّن وجود صاروخ ثالث غير منفجر». من جهتها، أكّدت مصادر ميدانية، لـ«الأخبار»، أن «المنفّذين تعمّدوا استهداف القاعدة بأكثر من 5 صواريخ، للبعث بعدّة رسائل ميدانية مع مطلع العام الجديد، أهمّها أن وجود الاحتلال مرفوض، وعليه المغادرة». ورجّحت المصادر أن «تتواصل المقاومة الشعبية إلى حين تحقيق هدفها، بإخراج الاحتلال الأميركي من الأراضي السورية».

وفي الوقت الذي اختار فيه الإسرائيليون تأكيد استمرارهم في استراتيجية «المعركة بين الحروب» في سوريا، مع مطلع العام الجديد، واصل الأميركيون، من جهتهم، إدخال أسلحة ومعدّات لوجستية إلى قواعدهم غير الشرعية، بالتوازي مع تنفيذ تدريبات عسكرية في كلّ من التنف ودير الزور، في ما يؤشّر إلى عدم وجود أيّ نوايا لديهم لتغيير سياساتهم تجاه هذا البلد.

نظّمت قوات «التحالف» تمريناً على أسلحة مضادّة للطائرات

وتُظهر أنشطة «التحالف» عزمه على العودة إلى قاعدة سابقة في «الفرقة 17» في الرقة، بعد رصد آليات هندسية تعمل ضمنها تمهيداً لاعتمادها ربّما كمهبط للمروحيات الداعمة لعمليات «قسد» المُفترضة ضدّ تنظيم «داعش» في مدينة الرقة وأريافها. كما أظهر «التحالف» استجابة تصعيدية تجاه أيّ محاولة مساس بوجوده في سوريا، بعد مضيّ كلّ من أنقرة ودمشق في خطوات «تصالحية» برعاية روسية، أوّل ثوابتها اعتبار الوجود الأميركي على الأراضي السورية غير شرعي، وداعم لكيانات تهدّد وحدة أراضيها. ومن هنا، أعلن «التحالف»، في بيان أول من أمس، «تنفيذ تمرين الجاهزية العملياتية، باستخدام المدفعية الرشاشة المضادة للطائرات في شرق سوريا، للتحقّق من فاعلية المنظومة والاحتفاظ بالجاهزية لتنفيذ المهام الأساسية التي تساعد على تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين». ولأن الأميركيين دائماً ما يكرّرون لازمة أن وجودهم على الأراضي السورية غرضه محاربة «داعش»، الذي لا يمتلك أيّ وسائل قتال جوّي، فيبدو أن الاختبار الأخير لمضادات الطائرات، هو رسالة استباقية ضدّ أي تنسيق ميداني سوري ــــ تركي، يهدّد الوجود الأميركي في شمال سوريا وشرقها.

مقالات ذات صلة

“Israel” Afraid of Next War: Thousands of Missiles Will Be Fired at Us

2022/11/08

By Staff

The military affairs correspondent for the “Israeli” Channel 14 website, Hillel Peyton Rosen, indicated that the northern borders of occupied Palestine with Syria and Lebanon now pose a threat to the security of the Zionist entity.

He explained that the two countries have fought against “Israel” many times in the past, noting that there has not been a war with Syria for 50 years and with Lebanon for 16 years.

“Therefore, here lies the biggest and direct security threat to ‘Israel’,” Rosen said, adding that “In the security establishment, they talk in closed rooms that in the next war in the north, thousands of missiles will be fired at ‘Israel’, and it may cause many casualties and great damage.”

“Besides this threat, the ‘Israeli’ army understands that the ‘enemy’ will also try to create a propaganda achievement on the ground,” the “Israeli” journalist clarified.

He continued, “Of course, there will be a response. From 2006 until today, the ‘Israeli’ army has undergone dramatic changes in the theory of defense and attack, and it has grown fundamentally.”

Rosen pointed out that as part of an ongoing process called “the Battle Between Wars”, the “Israeli” attacks launched at the area from the borders of Lebanon to the borders of Syria are not few, this is according to western reports.

The “Israeli” journalist saw that “the Syrian borders are generally calm – here there are no smuggling operations, but – from time to time – there are attempts to carry out operations such as throwing packages over the fence,” he said.

He considered that in terms of threats and assessments to the security establishment, Syrian President Bashar al-Assad is not supposed to be drawn into a war with “Israel”. However, he clarified that in the security establishment they are well aware that the Syrian front will participate during the war with Hezbollah – with the help of Iran – and they are preparing accordingly.”

Rosen concluded by saying, “In fact, the war in the north seems far away, especially after the gas ‘agreement’ with Lebanon and the decrease in the threat of Hezbollah Secretary General in its wake.”

He added, “But just as the Second Lebanon War [2006] broke out, and as what happened in the ‘Operation House of Cards’ in Syria when an Air Force warplane was downed, they are well aware in ‘Israel’ that one small spark is enough to drag the entire region into a war that we have not seen so far.”

Related Articles

Mathew Levitt: You Have to Take Hezbollah’s Radwan Forces Seriously

September 13, 2022

By Staff, Jpost

While no one wants to drag the region into a war, the “Israelis” are more cautious to prevent the eruption of a full-fledged war with the Lebanese resistance group Hezbollah in the light of the worsening security situation in the “Israeli”-occupied Palestinian territories.

In recent month, the apartheid “Israeli” regime has been preoccupied with the Iran nuclear deal, in addition to constantly delaying natural gas extraction from the Karish field after warnings by the resistance group. Thus, for “Israel”, going to war means that there is much at stake.

For its part, Hezbollah, which launched drones toward the Karish gas field in July, has warned the “Israeli” entity of a military action against it if it proceeds with gas extraction from the gas rig.

Referring to Karish, Hezbollah Secretary General His Eminence Sayyed Hassan Nasrallah warned in early August that “the hand that reaches for any of this wealth will be severed.”

But Hezbollah’s warning to the “Israelis” do not come from void.  

According to Matthew Levitt, director of the Jeanette and Eli Reinhard Program on Counterterrorism and Intelligence at The Washington Institute for Near East Policy, Hezbollah has grown “with an estimated 150,000 rockets and munitions that can hit anywhere” in occupied Palestine.

Levitt believed that “in the next war, Hezbollah will try to fire close to 4,000 rockets per day to start, followed by some 2,000 per day until the last day of the conflict.”

In a recent interview with Walla, the “Israeli” Occupation Forces [IOF]’s Northern Command, Maj.-Gen. Uri Gordin said the IOF will prioritize the northern part of the entity, “since 50% of Hezbollah’s arsenal is aimed at cities 15 km from the border with Lebanon, including Nahariya, Acre, Safed and Kiryat Shmona.”

“Another 40% of Hezbollah’s missiles can reach Haifa and surrounding areas. Only 5% can reach targets further to the south,” he added.

“Hezbollah has not given up on work on its precision munition project,” Levitt said. He believes that the majority of the “Israeli” airstrikes in Syria are part of the “Israeli” entity’s so-called “war between the wars” campaign and that these airstrikes have been targeting components for the project.

Levitt adds that Hezbollah has sophisticated drones that can be used for reconnaissance missions or carry munitions to hit targets.

To add salt to the wound, former “Israel” Air Force [IAF] Commander Maj.-Gen Amikam Norkin has said the IAF lost its aerial superiority over Lebanon.

Nonetheless, Hezbollah is believed to have gained significant battlefield e experience throughout its involvement in Syria.

Hezbollah’s elite Radwan forces are a force to be feared and are spread across southern Lebanon waiting for the order to wage a military action in the “Israeli”-occupied Palestinian territories.

“You have to take the Radwan forces seriously,” said Levitt.

In addition to the on-the-job training and weapons [including American-made AR-15s], the Radwan forces “are disciplined,” Levitt noted.

RELATED VIDEOS

Experts: Hezbollah’s threats over Karish field must be taken seriously
New American attempts to shuffle the cards in Syria

Related Stories

الأجهزة الأمنية والعسكرية في إسرائيل: عدم الاتفاق سيؤدي إلى أيام قتالية

 الخميس 4 آب 2022

(أ ف ب )

سياسة  قضية اليوم

 علي حيدر

ليس أمراً عابراً أن يُجمع كبار القادة العسكريين والأمنيّين في كيان العدو على أن عدم التوصل الى اتفاق مع لبنان على ترسيم الحدود البحرية، سيؤدي الى تصعيد عسكري نتيجة خطوات عملياتية سيقدم عليها حزب الله، ستتدحرج بالضرورة الى «أيام قتالية»، كما كشف موقع «واللا» العبري. يظهر هذا الإجماع أن حزب الله نجح في أن يحفر في الوعي الجمعي لمؤسسات التقدير والقرار الأمني تصميمه وجديّته في فرض معادلته التي أعلن عنها أمينه العام السيد حسن نصر الله، وأن إسرائيل غير قادرة على ردعه. وأظهرت مشاركة رؤساء الأجهزة الأمنية والعسكرية (رئيس أركان الجيش أفيف كوخافي ورئيس الاستخبارات العسكرية أهارون حاليفا ورئيس دائرة الأبحاث عميت ساعر ورئيس الموساد ددي برنياع ورئيس الشاباك رونين بار ومستشار الأمن القومي إيال حولتا) أن المناقشات في جلسة المجلس الوزاري المصغر كانت شاملة لكل الجوانب الأمنية والسياسية والعسكرية، وتهدف استناداً الى ذلك إلى اتخاذ قرار حاسم في شأن المفاوضات حول الحدود البحرية مع لبنان، علماً بأن الجلسة أتت في أعقاب زيارة المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين لـ«إسرائيل»، قادماً من لبنان حيث سمع بوضوح أن الوقت يضيق.

ومع أن الدور الذي تقوم به الأجهزة الأمنية والعسكرية هو تقديم التقديرات والتوصيات، وأن القرار النهائي يبقى في يد المستوى السياسي، إلا أن ما أدلت به هذه الأجهزة وضع القيادة السياسية أمام خيارين: أولهما هدوء أمني يستلزم اتفاقاً يلبّي مطالب لبنان، وثانيهما عدم اتفاق يقود إلى مواجهة عسكرية، فيما لا يوجد أيّ بديل يمكن إسرائيل أن تراهن عليه لثني حزب الله عن خياراته التي التزم بها.

افيغدور ليبرمان: آخر ما نبحث عنه هو مواجهة مع لبنان


في هذا السياق، أكد وزير المالية وعضو المجلس الوزاري المصغر افيغدور ليبرمان بأن «الأمر الأخير الذي نبحث عنه هو مواجهة مع لبنان» في موقف يؤشر إلى الاتجاه العام للخيار الإسرائيلي. ولم يفوّت ليبرمان المعروف بمواقفه المتطرفة، فرصة تكرار التهديدات الإسرائيلية وإن بعبارات قديمة – جديدة انه في حال «هاجم حزب الله منصة الغاز وفرض علينا مواجهة سنمحو الضاحية الجنوبية»، مع انه يعلم بأن ذلك سيؤدي إلى تدمير مشابه في تل ابيب. وكشف بعض ما دار خلال جلسة المجلس الوزاري المصغر حول إمكانية نشوب مواجهة عسكرية محدودة بالقول: «لن نسمح بادارة تبادل ضربات محدودة»، موضحا أن «التجربة تدل على أن أمورا كهذه تخرج ببساطة عن السيطرة»، وهو ما يعني أن هناك توجه في المجلس الوزاري لتجنب هذا السيناريو أيضا.
بالتوازي مع هذه المواقف، نقل موقع «واللا» عن مصدر مطّلع على تفاصيل النقاش في جلسة المجلس الوزاري المصغر أنه كان هناك إجماع على أن البديل من الاتفاق يمكن أن يؤدي الى تصعيد، وأنه في وضع كهذا، هناك احتمال كبير لما سمّاه «سوء تقدير» من قبل حزب الله، في إشارة الى قراره بالإقدام على خطوات عسكرية صاخبة، يمكن أن تؤدي الى عدة أيام قتالية. وهو موقف ينطوي أيضاً على إقرار بأن الطرفين لا يريدان التدحرج نحو حرب واسعة.
وأضاف الموقع الإسرائيلي إن الجلسة شهدت تقديم صورة وضع عن المفاوضات مع لبنان وتفاصيل الاقتراح اللبناني، والاقتراح الأميركي، والموقف الإسرائيلي. وفي تعبير عن مدى القلق الذي يحضر لدى الجهات الأمنية والسياسية من عدم وجود ضمانات لما قد يقدم عليه حزب الله من رسائل عملياتية أو عمليات عسكرية، نوقشت خلال الجلسة أيضاً «استفزازات» حزب الله ضد منصة «كاريش»، والخوف من أن يقدم على عمليات أخرى، كما أكد المصدر. وكان لافتاً أن المجلس ناقش أيضاً انعكاس انتزاع لبنان حقوقه إيجاباً على صورة المقاومة لدى الرأي العام اللبناني، إذ رأى رئيس الأركان ومسؤولون رفيعو المستوى في الأجهزة الأمنية، بحسب «واللا»، أن حزب الله «معنيّ باستخدام الاتفاق كصورة نصر في الساحة الداخلية اللبنانية». والأهم أن النتيجة التي خلصت إليها الجلسة، بحسب الموقع الإسرائيلي نفسه، أنه لا يوجد اتفاق تستخرج بموجبه إسرائيل الغاز من دون أن يكون للبنان حق الاستخراج، وأنه في هذه الحالة فإن احتمالات الانفجار ستكون مرتفعة جداً. وكما هي العادة، علّق المتحدث باسم الجيش على تقرير «واللا»، بأن «الجيش لا يتطرّق الى ما يتم تداوله في جلسات مغلقة ومصنّفة سرية».

فيديوات ذات صلة

مقالات ذات صلة

الكيان طبل أجوف ولا حرب «إسرائيليّة» في الأفق

الإثنين 13 حزيران 2022

 محمد صادق الحسينيّ

يكثر الحديث في الصالونات السياسية والأروقة العلنية والمغلقة عن احتمالات اندلاع حرب إقليمية كبرى قد يفجّرها الكيان للهروب من عجزه الاستراتيجي وانهياراته وتضعضع جبهته الداخلية…

والأدلة التي تساق لاستخلاص هذه النتيجة تستند الى تزايد الاعتداءات «الإسرائيلية» على سورية وآخرها مطار دمشق وعمليّات الإيذاء والاغتيالات المتعددة التي قام بها العدو مؤخراً لعسكريين وأمنيين إيرانيين، والحرب السيبرانية المفتوحة بين تل ابيب وطهران على كلّ المستويات…

اسمحوا لنا أن نختلف مع كلّ هذه التحليلات وتقديرات الموقف التي أخذت ترفع الصوت عالياً بالقول إنّ المنطقة باتت على صفيح ساخن أو أنّ طبول الحرب تسمع في كلّ مكان، لنقول إنّ الحرب لم يحِن وقتها وانّ الإشارة بإشعالها لم تأتِ بعد من واشنطن صانعة الحروب في العالم والتي لا حرب ممكنة الوقوع عندنا إلا بطبخها في البنتاغون أولاً واليكم الأدلة والقرائن والبراهين:

أ ـ إنّ التحدي الأكبر والأول الذي تعيشه أميركا الآن هو تحدّ داخلي يتألّف من شقين

أولاً: تزايد الخطر الأمني الذي يمثله ترامب وجناحه العنفي الذي يُحضّر لغزوة «كاپيتول ٢» والتي تقول التقارير إنها ستكون أعنف هذه المرة من الأولى.

ثانياً: معركة الأمن الجماعيّ السكانيّ الذي تعيشه أميركا والتي كلفت مواطنيها حتى الآن أكثر من ١٩ ألف قتيل خلال الأشهر الخمسة الماضية فقط والتي يقدّر الخبراء أنها ستصل الى نحو ٥٠ ألفاً حتى نهاية العام…وهو رقم يزيد على خسائرها في الحرب العالمية الأولى!

وهذه حرب أهلية بكلّ معنى الكلمة.

ثالثا ـ التحدي الثاني الذي تعيشه أميركا هو سعيها المحموم لإعادة الهيمنة الكلية المتآكلة لها على العالم والتي مثل صعود الصين الصاروخيّ دولياً التهديد الأكبر وجاءت روسيا من خلال عملية أوكرانيا لتشكل القشة التي قصمت ظهر البعير الأميركيّ فجعلته ليس فقط لا يستطيع ان يحرك ساكناً حتى في حدود دعم انفصال تايوان خوفاً من السحق الصيني الذي سمع به من وزير دفاع بكين، فما بالك عالمياً حتى بات عاجزاً عن الاحتفاظ بحليفه الأوروبيّ التاريخيّ الذي يتهدّده التشتت والضياع واحتياجه لتحشيد ٣٠ ألف جندي ورجل أمن إسباني ووصول كبار جنرالات البنتاغون منذ الآن بهدف منع فشل قمة الأطلسي في ٢١ الشهر الحالي في مدريد، والتي تهدف الى فرض أجواء العسكرة الكاملة على أوروبا المترنحة خوفاً من تداعيات حرب الطاقة مع روسيا التي لا تزال في أولها!

ولما كان من البديهي بأنّ ما من حرب تشنّها تل أبيب على العرب إلا ويكون قد تمّ التخطيط لها في البنتاغون.

فحرب ٨٢ خطط لها الجنرال هيغ في حكومة ريغان

وحرب الـ ٢٠٠٦ خطّط لها البنتاغون في حكومة جورج بوش الابن.

فهل جاءت الإشارة من الجنرال اوستين في حكومة بايدن لشنّ الحرب على لبنان او إيران!؟

لا إشارات تشي بذلك حتى الآن، بل ثمة إشارات معاكسة!

بايدن الغارق من قمة رأسه الى أخمص قدميه بالحرب الأهلية الأميركية وبالصين وروسيا والذي يعرف تماماً عجز بينيت (الآيلة حكومته الى السقوط) ومثله نتن ياهو (الذي يحلم باستعادة السلطة منه) عن مجرد خوض حرب على مستوى غزة، فما بالك بحرب إقليمية، مرجّحة جداً لو اشتعلت ان تصبح عالمية تطيح بما تبقى من هيمنة أو هيبة عالمية أميركية!

لهذه الأسباب مجتمعة جاء مشروع إدارة بايدن الذي يُحضر له منذ مدة وهو تشكيل قوة دفاع جوي أميركية ـ إسرائيلية ـ خليجية مشتركة يُراد لها ان تشرك كلاً من مصر والأردن والعراق لتكون هي مَن يتصدّى لما يسمّونه بالنفوذ الإيراني الجامح!

ايّ «يا كيانات الخدم الأميركية بمن فيكم قاعدتنا الصهيونية المتقدّمة دبّروا حالكم بحالكم»!

نحن لسنا في وضع يسمح لنا بشن حروب من أجلكم.

ولكن لماذا يصرّ «الإسرائيلي» على التصعيد اذن، وعلى ماذا يراهن؟

الأبله بينيت وأيضاً مثله نتن ياهو ولأنهما يعيشان أزمة وجودية الكيان وانعدام ثقة سكان الجبهة الداخلية بالدويلة لم يبقَ أمامهم إلا الهروب الى الأمام على «طريقة عليّ وعلى أعدائي»، خاصة أنهما مقبلان على سقوط حكومي والعودة الى الانتخابات الخامسة في أقلّ من سنتين، وبالتالي فهما يخوضان حروبهما الانتخابية مرة بالاعتداءات على محور المقاومة ويومياً بالدم الفلسطيني، لعلهم بذلك يخرجون من مأزقهم، ولكن هيهات لهم ذلك…

الأميركي لن يغامر في هذه اللحظة لا لأجلهم ولا لأجل خدمه الآخرين. ومَن سيخرجهم من أزمتهم بل من الوجود كله هو نحن…

نعم نحن وفي اللحظة المناسبة ساعة نحن نشاء وساعة نراها ناضجة…

هل يعني هذا انّ قوى المحور ستظلّ من الآن الى حين نضوجها متفرّجة ولن تعمل شيئاً؟

أبداً ليس كذلك… ستكون هناك ردود من حيث لا يحتسبون وفي أماكن حساسة لا يتوقعون، وبضربات إيذائية تجعلهم يندمون…

ولكن كلّ ذلك في إطار المعارك بين الحروب الى حين تحين ساعة المنازلة الكبرى، التي لم تظهر حالياً إشاراتها على شاشات المحور بعد…

هذا الأمر قد يتغيّر، ولكن من واشنطن، وليس من تل أبيب، لأنّ تل أبيب دكانة أميركيّة لا أكثر وكلب أميركي مسعور يحرّكه سيده ساعة يشاء…!

لكلّ نبأ مستقرّ.

بعدنا طيّبين قولوا الله…

فيديوات متعلقة

مقالات متعلقة

حروب حافة الهاوية: أوكرانيا وفلسطين

ناصر قنديل

خلال الشهور الثلاثة الماضية استهلكت الحرب المفتوحة والمعلنة في أوكرانيا، والحرب المفتوحة دون إعلان في فلسطين، كل الهوامش المتاحة للبقاء ضمن حدودهما، والبقاء على نار هادئة، فقد استهلك الأطراف المنخرطون في هاتين الحربين هوامش تفادي الدخول في المواجهة المباشرة، وهم في حرب أوكرانيا روسيا من جهة وحلف الناتو من جهة أخرى، وفي حرب فلسطين كيان الاحتلال من جهة ومحور المقاومة من جهة مقابلة. وليس خافياً أن مشروع حلف الناتو كان يقوم على رهان استنزاف روسيا عسكرياً من خلال خطة تقوم على تعزيز قدرات الجيش الأوكراني وتزويده بالسلاح والمال والوقود والمرتزقة، وعلى دفع الاقتصاد الروسي نحو الإفلاس عبر السطو على مخزونات العملة الصعبة للدولة الروسية، ودفع سعر الروبل للانهيار، لتضييق هامش قدرة الدولة الروسية على مواصلة الحرب. وهذه الرهانات استنفدت قدرتها على التأثير. فالجيش الأوكراني يدخل أزمة استنفاد قدرة الصمود خصوصاً على صعيد البنية البشرية وخطوط الإمداد، وإمكانات التزود بالوقود، والاقتصاد الروسي تجاوز المحطات الصعبة ودخل في التأقلم الطويل المدى، بعدما نجح بتصدير الأزمة إلى أوروبا وفق معادلة الغاز مقابل الروبل.

في فلسطين، استهلك كيان الاحتلال فرص الرهان على المراحل الرمادية في الصراع المتصاعد مع قوى المقاومة، فلا الضوابط التي وضعها للسيطرة على معادلة التعامل مع القدس حققت المراد منها بتنظيم درجة المكاسب والخسائر لكل من المقدسيين والمستوطنين، وسقط هامش لعبة فتح باب ميادين الأقصى للمستوطنين ومنعهم من مسيرة الإعلام، فاشترت الحكومة غضب الطرفين. وبالتوازي فشلت محاولة احتواء العمليات البطولية الفردية الفدائية التي تحولت خطاً متصاعداً، هشّم صورة الأمن الإسرائيلي، وأظهر ضعف الحكومة وجيش الاحتلال، وسقوط التنسيق مع السلطة الفلسطينية كضمان للأمن، والتطبيع مع دول الخليج كضمانة لإحباط الفلسطينيين، وشيئاً فشيئاً يجد نفسه أمام خيارات الغضب المتصاعد من طرفي المنازلة، أمام لحظة صدام تقترب مع غزة، خصوصاً بعد معادلة القدس وجنين خط أحمر التي رسمتها المقاومة، وبعد إعلان رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار عن قرار فك الحصار وتبييض السجون، وانتقال المقاومة من الدفاع إلى الهجوم. وبالتوازي سقط هامش المعركة بين حربين الذي قام على الغارات الإسرائيلية على سورية، مع إعلان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قرار إيران والمقاومة بالردّ الفوريّ على أي عدوان.

يدرك الأميركيون والأوروبيون مخاطر التورّط في حرب مباشرة مع روسيا، هدّد الرئيس الروسي باعتبارها تهديداً استراتيجياً يصبح معه خطر المواجهة النووية داهماً، سواء حدث هذا بنتيجة تدخل عسكري غربي لإسقاط طائرات او تدمير سفن حربية لروسيا، او من خلال القيام بإيصال المساعدات العسكرية الى داخل أوكرانيا بمعية الجيوش الغربية، او من خلال ما لوّحت به بولندا بدخول جيشها الى اراض أوكرانية تحت شعار وحدة الشعبين، ففي كل من هذه الحالات سرعان ما سيجد الغرب أنه وجهاً لوجه في حرب تتدحرج مع روسيا، ويدرك الإسرائيليون خطورة التورط في حرب مع غزة، وخطورة التورط في منازلة ردّ وردّ مضاد على عمليات تستهدف إيران والمقاومة في سورية، واحتمال نشوب حرب شاملة، سواء من خلال تصاعد حرب مع غزة قابلة للتحوّل الى حرب مع محور المقاومة، أو من خلال تصاعد الردود على الغارات التي كانت حتى الأمس هامش مناورة متاح، لم يعد مؤكداً أنه يحظى بصمت روسي هذه المرة، وفي كل من هذه الحالات ستكون الحرب الشاملة خياراً ممكن الحدوث بقوة.

المواجهة المباشرة مع روسيا، ليست خياراً يمكن مناقشة احتمالاته بالنسبة للغرب، فهي الكارثة بعينها، خصوصاً إذا اخذت مخاطر المواجهة النووية بعين الاعتبار مع التسليم بالتفوق الذي تحققه روسيا على هذا الصعيد، والحرب الشاملة مع محور المقاومة ليست خياراً قابلاً للنقاش بالنسبة لـ “إسرائيل”، خصوصاً إذا أخذ بالاعتبار حجم التفوق الشامل لمحور المقاومة في مجالي حرب الصواريخ والطائرات المسيّرة من جهة والحرب البريّة من جهة مقابلة، لكن الطريق الوحيد لتفادي هاتين المواجهتين هي مبادرات تتميّز بالقدرة على التسليم بحجم من التراجع يشكل تعبيراً عن موازين القوى الجديدة التي تحكم هاتين الحربين، ومن خلالهما ترسم صورة العالم والمنطقة، ولا يبدو هذا الاحتمال بحجم من الحظوظ التي تتناسب مع العقول التي تدير الحرب على الضفتين الغربية والإسرائيلية، حيث الإنكار والمكابرة والعنجهية أقوى من الحسابات!

فيدوات متعلقة

مقالات متعلقة

نقطة تحوُّل على حافة الهاوية: «إسرائيل» بين الحرب الإقليميّة والحرب الأهليّة


الخميس 21 نيسان 2022

ناصر قنديل

معادلتان قاسيتان تعبران عن مأزق حكومة كيان الاحتلال، هذه الحكومة وأي حكومة لاحقة. المعادلة الأولى هي معادلة الردع التي فرضتها قوى المقاومة في المنطقة عموماً، والتي وضعت سقفاً لحدود القدرة العسكرية الإسرائيلية في فرض السياسات، بغياب قدرة أية حكومة إسرائيلية على كسر الجمود السياسي بمبادرات قادرة على إحياء المسار التفاوضي، ونجحت معركة سيف القدس بتسييل معادلة الردع العامة هذه الى معادلة خاصة، تضع مستقبل توحش وتغَوٌل المستوطنين والمتطرفين الدينيين اليهود في كفة تعادل نشوب حرب، تبدأ بين غزة وجيش الاحتلال، وتبقى فرضيّة تحوّلها الى حرب إقليمية مفتوحة. والمعادلة الثانية هي معادلة التبعية للتيارات المتطرفة بين المستوطنين والجماعات الدينية في الكيان، بصفتها الجماعات الوحيدة الباقية في السياسة، بعدما غادرت الأحزاب التاريخية المسرح وتلاشى بعضها، كنتاج لموت السياسة في الكيان، حيث الحرب والتفاوض في حالة موت سريريّ، وكما يبتز بنيامين نتنياهو حكومة نفتالي بينيت بالوقوف وراء المتطرفين أملا بالعودة الى المسرح، سيجد من يفعل معه المثل عندما يعود، وسيجد أنه يفعل ما فعله بينيت وهو في الحكم، وقد سبق لنتنياهو أن فعله مع معركة سيف القدس الأولى، قبل أن يطرده بينيت بقوة اللعبة ذاتها.

شيئاً فشيئاً يضيق هامش المناورة أمام أية حكومة في كيان الاحتلال، وتجد رأسها مضغوطاً بين فكي كماشة يقتربان من بعضهما تدريجياً، بحيث يصير على الحكومة، سواء كانت حكومة بينيت او نتنياهو وشارون، إذا عاد من قبره، أن تختار بين اثنتين، أولاهما، الذهاب بعيون مفتوحة نحو توفير الغطاء لتحركات المستوطنين والمتطرفين، المدفوعة بقوة عدم الثقة بالحكومات والسياسة، وبقوة القناعات العقائدية المتطرفة، التي تقوم على قتل العرب من مسلمين ومسيحيين، ووضع اليد على أملاكهم وتدمير مقدساتهم. وفي هذه الحالة تكون الحكومة مدركة بكامل وعيها أنها ستدفع ثمن تماسك المتطرفين والمستوطنين وراءها، بالمخاطرة بالذهاب إلى حرب جديدة مع المقاومة في غزة، ولاحقاً في المنطقة، وأن لا أمل يرتجى من الفوز بهذه الحرب عسكرياً، ولا قدرة على تحمل دفع الثمن اللازم سياسياً لوقفها، لأنه يبدأ بالأخذ على أيدي المستوطنين والمتطرفين، والتعهد بعدم انتهاك حقوق المقدسيين ومقدساتهم، وثانيتهما، التموضع بعيداً عن المستوطنين والمتطرفين تفادياً لخطر الحرب، وهذا سيعني لاحقاً الأخذ على أيديهم ومنعهم من التفلت من الضوابط التي تمنع نشوب الحرب، وهذا سيعني المخاطرة بالتصادم معهم، والانتقال تدريجيا الى مناخ انقسام أهلي يهودي، بين مفهوم سلطة تبحث عن الاستقرار الإقليمي في لحظة ضعف قاسية، ومفهوم مجتمع متطرف ومسلح ولا حدود لاستعداده لمواجهة مؤسسات السلطة عندما تعترض طريقه المرسوم بقوة العقيدة التي قامت على أساسها السلطة ذاتها, وبين خياري الحرب الإقليمية والحرب الأهلية، قد تطول الرحلة نسبيا، لكنها ستتقدم مهما حاولت حكومة الكيان، أية حكومة، التذاكي والسير بين النقاط تفادياً للبلل، لأن ما يبدو مجرد رذاذ اليوم سيكون غداً مطراً غزيراً.

كما ابتكرت حكومات الكيان نظرية المعركة بين حربين، لتفادي الاعتراف بالعجز عن خوض حرب، وهي تعلم أن صيغتها المبتكرة لا تغير في موازين القوى، ولا تشكل بديلاً عن خيار الحرب أو العودة للمسارات السياسية، وتعزّي نفسها بأنها تنجح بشراء الوقت أملاً بمجهول لا تعلمه ولا تملك أدنى إشارات على ماهيته وإمكانية قدومه، فيكفي شراء الوقت لترحيل اللحظة الحاسمة من حكومة إلى حكومة، ستبتكر هذه الحكومة وما يعقبها من حكومات نظرية ضربة على الحافر وضربة على السندان، فتبيع المستوطنين والمتطرّفين معركة يخوضونها وتقف وراءهم، كما فعلت في تبنيها زيارتهم الاستفزازية للمسجد الأقصى، ومن ثم تلجمهم كما فعلت في منع مسيرة الأعلام، من الوصول الى باب العامود، ولكن ذات مرة ستتحول واحدة من هاتين او كلتيهما الى مواجهة خطرة، وسيكون على حكومة الكيان، أية حكومة، أن تختار بين الحرب الإقليمية والحرب الأهلية، وما حدث بالأمس هو نقطة التحول على حافة الهاوية التي دخلتها حكومة بينيت وسترثها منها أية حكومة لاحقة.

الاستراتيجيّة الإيرانيّة بين ذكاء التوقيت وانتقاء الهدف

 الإثنين 14 آذار 2022

 ناصر قنديل

لا تقلّ قيمة التوقيت الذي اختاره الإيرانيون لضربتهم في أربيل عن قيمة اختيار الهدف التابع لقيادة الموساد في كردستان العراق. فمرّة أخرى تظهر القيادة الإيرانية القدرة على تظهير قدرة على الاستجابة الاستراتيجية السريعة للتعامل مع متغيرات متحركة، فتضرب في توقيت شديد الأهمية هدفاً شديد الأهمية أيضاً.

التوقيت هو تقاطع لحظتين غاية في الدقة والحساسية، الأولى هي لحظة الانشغال العالمي عموماً، والغربي خصوصاً، بالحدث الأوكراني، من جهة، وتعمّد الأميركيين خصوصاً والغرب عموماً تحويل الاتفاق النووي الى نقطة تقاطع مع الحرب الأوكرانية، وإدخاله في الجمود، من جهة موازية، والاعتقاد بالقدرة على تحويل ملفات المنطقة وفي طليعتها مصير الاتفاق النووي مع إيران، إلى ملف هامشيّ ووضعه على الرف، وتحويله إلى موضوع للابتزاز، تحت شعار ان الشيء الوحيد الذي قد يمنح الملف النووي أهمية هو مدى استعداد إيران للإسهام عبر رفع العقوبات عنها في محاصرة روسيا والمشاركة بفرض العقوبات عليها. فقالت إيران بلسان وزير خارجيتها إن ما عطل الاتفاق هو تقديم واشنطن طلبات جديدة، وقالت الصواريخ الإيرانية إن إيران لا تخطئ في الاختيار بين موسكو واشنطن، بين حليف استراتيجي وخصم استراتيجي، وتعرف كيف تدير خلافاً تكتيكياً مع الحليف الاستراتيجي حول الضمانات التي طلبتها روسيا، فلا تدع مجالاً للخصم الاستراتيجي ان يحقق أرباحاً من هذا الخلاف. كما تعرف كيف تدير فرضية تفاهم تكيتكيّ مع الخصم الاستراتيجي تمثله فرص التوصل لتفاهم حول الاتفاق النووي مع الغرب، فلا تقع في فخ الاعتقاد أن الخصم الاستراتيجي صار حليفاً. فقالت الصواريخ التي سقطت على موقع قيادة الموساد المحتضن من حماية القنصلية الأميركية، إن العدو عدو والحليف حليف، كما قالت إن التهميش له تبعات، وإن من يريد تفادي جبهات استنزاف عليه أن يعود الى الاتفاق بلا طلبات جديدة.

التوقيت أيضاً هو لحظة ارتباك إسرائيلية فقد بنت “إسرائيل” كل نظريّة المعركة بين حربين، التي تأسست عليها الغارات “الإسرائيلية “ على سورية، والتي تستهدف بصورة خاصة أهدافاً لمحور المقاومة وبالأخص أهدافاً إيرانية، على معادلة الهامش الذي وفرته المقاربة الروسيّة لخريطة الأهداف المشتركة مع سورية وإيران، والتي لا يندرج قتال “إسرائيل” ضمنها من جهة، وعدم رغبة إيران وسورية وقوى المقاومة بتعريض العلاقة بروسيا للإحراج من جهة موازية، وها هي العلاقة الروسية الإسرائيلية على المحك، في ظل السعي الأميركي لمحاصرة روسيا ومعاقبتها، و”إسرائيل” التي تتنعم بفائض أنتجته علاقتها بواشنطن، تتمتع بهامش مناورة وفرته العلاقة بروسيا، واليوم تجد نفسها في مأزق حيث يصعب الجمع بين الاثنتين، فتأتي الصواريخ الإيرانية رداً على استشهاد ضابطين من الحرس الثوري لتقول لـ”إسرائيل”، إن زمن أوّل تحوَّل، وإنه مهما كان خيارها فهي ستدفع الثمن غالياً، فإن رفضت المشاركة بالعقوبات الأميركية وخصوصاً المصرفية، فقدت غطاءها الذي يمنع مهاجمتها، وان انضبطت بالموقف الأميركي فقدت هامش الغارات على سورية، وبدأت تواجه معادلة العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم.

ذكاء انتقاء الهدف، لا يقلّ أهمية عن ذكاء التوقيت، فالهدف هو مركز قيادة الموساد في كردستان العراق، حيث التغلغل الإسرائيليّ أحد مصادر هشاشة الوضع العراقي، والضربة الإيرانية وضعت التحالف الناشئ بين التيار الصدري والحزب الديمقراطي الكردستاني على المحك في هذا المجال، حيث تملك إيران ما يكفي من الوثائق لجعل الملف قضائياً وقانونياً، وتملك ما يجعل التيار الصدري ورئيس الحكومة مصطفى الكاظمي عاجزَيْن عن التغاضي، ووضع الملف على الطاولة من جهة، كما انتقاء الموقع الواقع فيقلب الحماية الأمنية الأميركية الخاصة بالقنصلية، عناصر تمنح العملية أبعاداً إضافية، وتحمل رسائل نوعيّة، لكونها تقول إن لا مكان في العراق للموساد ولا بقاء في العراق للاحتلال الأميركيّ.

فيديوات متعلقة

مقالات متعلقة

Sayyed Nasrallah: Hezbollah Can Convert Rockets into Precision Missiles, Make Drones (Video)

 February 16, 2022

Hezbollah Secretary General Sayyed Hasan Nasrallah announced on Wednesday that Hezbollah now possesses the ability to convert its thousands of rockets into precision-guided missiles, adding that Hezbollah has also been manufacturing drones for several years now.

In a televised speech marking the martyrdom anniversary of Hezbollah leaders, Sayyed Nasrallah warned the Israeli regime against carrying out any landings or airborne operations inside Lebanon.

“We now possess the ability to transform our thousands of rockets into precision-guided missiles,” Sayyed Nasrallah said, indicating that such missiles are spread throughout Lebanon and not stored in a single place. “We started that years ago and converted a large number of our missiles into precision-guided ones, so we do not need to bring them from Iran,” His eminence said, adding the same concerning the drones.

“We have been producing drones in Lebanon for a long time, and whoever wants to buy them should submit an order,” he sarcastically said. “Our men are able to keep pace with all advancement, we are ready for all developments in the military industry.”

Concerning the Zionist’s recurrent strikes on alleged Hezbollah-bound shipments in Syria, Sayyed Nasrallah said: “The enemy tries throughout its aggression in Syria to prevent the reach of precision-guided weapons to the resistance in Lebanon. I tell the Israelis that what they call a ‘battle between wars’ has turned the threat into an opportunity for the resistance.”

Hezbollah leader also warned the Israeli enemy against carrying out any operation in search for these missiles in Lebanon, saying: “Should the enemy dare to carry out a certain operation in search of our missiles, it might face an ‘Ansariyeh 2’ operation,” referring to the Israeli 1997 landing on Ansariyeh’s shore in which 12 of its Shayetat troops were killed in a resistance ambush.

Hezbollah, Sayyed Nasrallah added, has been managing to improve its military capabilities, revealing that last summer, Hezbollah fighters conducted one of its largest training exercises since 1982. “The resistance decided on activating its air defense in the face of Israeli drones’ threat. Resistance capabilities and structure are constantly evolving, and last summer was one of our biggest drilling seasons.”

Concerning the upcoming parliamentary elections, Sayyed Nasrallah said that the elections should be held on time, rebuffing the claims of those accusing Hezbollah of trying to postpone elections, saying “they are the ones wishing for its postponement.”

“Our slogan for the upcoming elections is ‘We’ll Continue Protecting and Building’, and our environment is the root for all the resistance achievements,” Sayyed Nasrallah said, explaining that in the previous election Hezbollah pledged to protect and build Lebanon and managed to honor its pledge. “All attempts to pressure people against the resistance are doomed to fail, our rhetoric is the one of strength and honesty.”

His eminence assured that Hezbollah will continue to protect Lebanon through the army-people-resistance equation.

“Our strategy is clear and let them demonstrate their strategy to us instead of provocations and slurs,” Hezbollah leader said, urging people to listen consciously and logically and hold politicians accountable with awareness and logic so as to seek salvation and a better future for them.

In this context, Sayyed Nasrallah addressed those attacking Hezbollah in Lebanon, wondering: What have you done for the country? What did you do with the money you received (as donations)? Where are the 30 billion dollars Mohamad Bin Salman and the US alleged they offered to Lebanon?

Commenting on the Lebanese government’s banning of Bahraini opposition events in Lebanon, Sayyed Nasrallah deplored this move saying: the freedom of press, which Hezbollah has fought to preserve, was violated lately by many so-called freedom supporters. Those who met yesterday in the Risalat Hall are the ones who consolidated Lebanon’s identity, and they have the right to mark the anniversary of their revolution. Lebanon has always been the refuge of political oppositions in the Arab world. Who wants to transform it into an oppressive country? Lebanon is the country of freedoms and this is its real identity.

Sayyed Nasrallah began his speech with explaining this year’s slogan #Decision1982, saying: 38 years have passed on the martyrdom of Sheikh Ragheb Harb, 30 years have passed on the martyrdom of Sayyed Abbas Moussawi, and 14 years on the martyrdom of Haj Imad; which makes 82 years of strife and martyrdom symbolizing the “1982” Israeli invasion when Hezbollah was formed back then.

His eminence made it clear that the resistance has embarked on struggling long before the Israeli invasion in 1982. “The resistance has preserved the Lebanese identity with blood and sacrifices and will remain so.”

“Our resistance leaders marked our beginning and our pathway of Jihad and of deterrence equations’ shifting,” Sayyed Nasrallah said, assuring that the resistance will keep the pledge despite all conspiracies and pressures.

Addressing the fact that the Israeli entity was declining, Sayyed Nasrallah said that the “resistance factions in the region, including Hezbollah, believe that the Zionist entity is a fugitive entity that’s falling back.” “The down-slope of ‘Israel’ has started since 1982 when the resistance forced it to withdraw to the ‘blue line’,” Hezbollah S.G. said, quoting high-ranking Israeli commanders and analysts who constantly confirm that ‘Israel’ is on a slippery slope and that its elimination is a matter of time.

Sayyed Nasrallah urged Israelis to leave the region, saying: “We encourage Israelis to leave Palestine, and we’re ready to bear the cost of their tickets!”

His eminence deplored how some Arab countries were requested to normalize ties with the crisis-stricken Zionist entity to help it out. “The Palestinian people shall remain steadfast as the liberation horizon looms through the resistance path,” he said.

Hezbollah’s leader congratulated people from the entire religious spectrum on the Birth of Imam Ali (A.S.) who represents all free spirits in the world. He also announced that he’ll be talking about Sayyed Abbas Al-Mousawi in an interview with Al-Manar TV in a couple of days.

Source: Al-Manar English Website

More on the Topic

إعلام إسرائيلي: نصر الله شرح بالإشارات أن “إسرائيل” سوف تزول وكلامه يعني كسر التوازن

 الأربعاء 16 شباط 2022

المصدر: الميادين نت

وسائل إعلام إسرائيلية تعلّق على تصريحات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في خطابه بمناسبة الذكرى السنوية لقادة الحزب الشهداء.

السيد نصر الله: القوس النزولي للاحتلال بدأ عام 1985

علّقت وسائل الإعلام الإسرائيلية على خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بمناسبة الذكرى السنوية لقادة الحزب الشهداء. ونقل العديد من المواقع الإسرائيلية تصريحات السيد نصر الله، مع التركيز على تصريحاته عن امتلاك حزب الله القدرة على تحويل آلاف الصواريخ إلى صواريخ دقيقة.

ونقل موقع القناة الـ 12 الإسرائيلية ما قاله السيد نصر الله عن أنّ “حزب الله لديه القدرة على تحويل الصواريخ الخاصة به إلى صواريخ دقيقة منذ سنوات، وهو ليس بحاجة إلى التزود بها من إيران”.

بدوره، أكد مراسل الشؤون العربية في قناة “كان” الإسرائيلية، روعي كايس، أنّ “نصر الله شرح بالإشارات وبالعلن أن إسرائيل سوف تزول”، مضيفاً أن السيد نصر الله اقتبس مقالاً لغدعون ليفي الذي قال فيه إنّ “الإسرائيليين اليوم يريدون الذهاب إلى وحدات السايبر في الجيش الإسرائيلي لا إلى حيث يمكن المسّ بهم”.

سيترينوفيتش: تصريحات نصر الله تعني كسر التوازن وتغيير قواعد اللعبة

من جهته، علّق خبير شؤون الشرق الأوسط وإيران، داني سيترينوفيتش، على خطاب السيد نصر الله، بقوله إنه من كلام الأمين العام لحزب الله يمكن أن نفهم أنّ الرسالة هي: أنّ المعركة بين الحروب لن تدوم حتى تحافظ “إسرائيل” على “قواعد اللعبة”، وهذا يتعلق بالهجمات الإسرائيلية في سوريا. 

وأضاف سيترينوفيتش أنّ حزب الله يعيد تثبيت معادلات الرد من جديد ولا سيما في ما يتعلق بالنشاط الإسرائيلي في سوريا، موضحاً أنّه يمكن أن نرى في المستقبل تغيراً في معادلة الرد الخاصة بحزب الله.

وأشار سيترينوفيتش إلى أنّ انتقال حزب الله إلى الإنتاج الذاتي للمسيّرات يخفف من الارتباط بإيران، ومن هنا لا يمكن لـ “إسرائيل” إحباط طرق النقل الخاصة بالمسيّرات.

فيديوات متعلقة

مقالات متعلقة

Israel Bombs Southern Region in Syria Killing a Syrian Soldier

ARABI SOURI 

Syrian air defense shoot down incoming Israeli missile – file photo – الدفاع الجوي السوري يعترض صاروخ اسرائيلي

Israel bombed a number of posts of the Syrian army in the southern region with missiles fired from over the occupied Syrian Golan, the blatant aggression which killed a Syrian soldier is meant to prevent the withdrawal of the US troops by dragging them into a regional war.

A military spokesperson in a statement to the Syrian news agency Sana said:

‘About 12:50 am today, 16 December, the Israeli enemy carried out an air aggression with bursts of missiles from the direction of the occupied Syrian Golan, targeting some points in the southern region.’
Adding: ‘Our air defenses confronted the aggression’s missiles shooting down most of them.’ The military spokesperson concluded: ‘the Israeli aggression led to the death of a soldier and some material losses.’

The military spokesperson did not specify which areas were targeted, the ‘southern region’ refers to the provinces of Daraa, Quneitra, and Sweida, in addition to the southern parts of Damascus countryside which encircles the Syrian capital Damascus.

It has been agreed upon by analysts to call these Israeli attacks ‘battles between the wars’ where they do not lead to major escalations, in the thinking of the Israeli leaders, especially since Syria is engaged in an eleven years ongoing vicious war against terror in most of the northern Syrian provinces, a terror that is sponsored by the western superpowers, the super-rich countries, with tens of thousands of suicide bombers, only one of who would put a city of Boston on full alert for two days like what happened during the Boston Marathon’s cooking pot explosion.

In addition to combating the anti-Islamic suicide Wahhabi and Muslim Brotherhood terrorists in addition to the Kurdish SDF separatist terrorists, and indirectly their sponsors who also wage economic warfare on the country, the Syrian armed forces, Syrian Resistance, and the Syrian people are engaged in direct confrontations with NATO forces, the Biden oil thieves, the Turkish factories thieves, in the north, and the Biden forces directing the remnants of ISIS and its affiliated ‘Maghawir Thawra’ terrorists from their illegal base in Al Tanf in the depth of the Syrian desert at the joint borders with Iraq and Jordan.

It is also no secret that the Israeli lobbyists in the western hemisphere and in Russia control most of the media including the major social media platforms, which also turn its audience into ignorant Sheeple, therefore, a wide range of anger or at least concern of these attacks will not be seen, however, we will see the hysterical cries of these same media outlets when Syria retaliates, just wait and observe.

Last week’s Israeli bombing of the containers yard in Latakia Port, Syria’s largest seaport, was an escalation crossing all lines by the US/ UK/ France/ Germany/ Russian protectorate Israel; killing a Syrian soldier in this bombing is a push further to provoke the Syrian armed forces to respond, will the inevitable response come before Biden concludes the withdrawal of his forces by year-end before they get barbecued and sent back in body bags as the mighty Axis of Resistance in Iraq and Syria backed by Iran, vowed to, or a surgical response will be necessary to put an end of these violations of international law by Israel will be carried sacrificing Biden forces either way? The coming two weeks will tell.

Donate

Related Videos

Related Articles

جنرالات المقاومة «معارك بين الحروب» من شرق أفغانستان حتى شرق المتوسط

محمد صادق الحسيني

يقول الجنرال والمنظر العسكري الالماني الشهير، كارل فون كلاوسفيتز )، المولود بتاريخ 1/7/1780 والمتوفى بتاريخ 16/1/1831، في الفصل الثالث عشر من كتابه الأكثر أهمية «حول الحرب»، وهو الذي توفى، قبل أن يكمله، والذي يحمل عنوان: الاحتياط الاستراتيجي، ما يلي:

«لقد لاحظنا انّ النجاح في جزء من المعركة، أو في معركة تكتيكية، او معركة جزئية، هو نجاح، بحدّ ذاته، لا قيمة له، وإنما تبرز، او تظهر قيمته بعد حسم المعركة الشاملة (المواجهة الشاملة او النهائية او الاستراتيجية)».

وهذا يعني انّ ما يسمّيه المحور الصهيوأميركي «المعركة بين الحروب» والمتمثلة في الاعتداءات الجوية الإسرائيلية والأميركية، على قوات حلف المقاومة، في سورية والعراق وإيران واليمن وفلسطين ولبنان أيضاً (اختراق المجال الجوي اللبناني ومياه لبنان الإقليمية بشكل يومي)، الى جانب الاغتيالات الإجراميّة لقادة وعلماء حلف المقاومة في بغداد وطهران، لا قيمة لها على الإطلاق، إذا لم تتكلل بنجاح دول العدوان، في دخول معركة نهائية وشاملة، ضدّ قوات حلف المقاومة، والانتصار فيها وإخضاع حلف المقاومة، دولاً وتنظيمات، لإرادة دول العدوان السياسية، وفرض شروطها عليها، وبالتالي فرض هيمنتها الشاملة على مسرح المواجهة الحالي، الممتدّ من شرق أفغانستان حتى شرق المتوسط. إذ إنّ ما يُسمّى بالمعارك التكتيكية، او المعارك بين الحروب، تصبح ذات قيمة، فقط عندما تصبح جزءاً من نصر ناجز وواضح ونهائي واستراتيجي للعدو.

ولكن نظرة فاحصة لموازين القوى الحاليّة، بين طرفي هذه المواجهة الاستراتيجية، بين حلف المقاومة ودول العدوان الصهيوأميركي، لا توحي إطلاقاً بان هذا المحور المعادي هو المنتصر في المعركة الشاملة او الحرب، رغم تفوّقه الهائل في مجال التسلح والتكنولوجيا، وذلك لأنّ هذا التفوّق في حجم القوة النارية، التي يمكنه إطلاقها لمهاجمة قوات المقاومة وحاضنتها الشعبية، ينقصه الكثير من العناصر الهامة، كي يعطي نتائج تحسم المعركة النهائية لصالح هذا المحور. والتي من بين أهمّ عناصرها:

أ ـ جهوزية القوات البرية، سواءٌ الأميركية او الإسرائيلية، وكفاءتها واستعدادها لخوض المعركة، خاصة أنّ القوات البرية هي التي تحسم أيّ معركة، وذلك من خلال تقدّمها داخل أراضي العدو، وهي أراضي قوات حلف المقاومة في هذه الحالة، واحتلالها والتثبّت داخلها. فهل الجيش الأميركي والجيش الإسرائيلي جاهزان لتنفيذ هذه المهمة؟ تقارير الجهات العسكرية الأميركية و»الإسرائيلية» تؤكد عكس ذلك.

ب ـ محدودية فاعلية التفوّق العسكري. وهذا يعني أنّ المحور الصهيوأميركي، ورغم تفوّقه التسليحي، إلا أنه غير قادر على الاستخدام المطلق لهذا التفوّق، بمعنى استخدام أسلحة غير تقليدية، لفرض الهزيمة على قوات حلف المقاومة أو منع هزيمة قواته، في المواجهة الشاملة والنهائية، التي ستحسم نتائج المواجهة الشاملة والمستمرة منذ عقود.

ج ـ كما أنّ الإرادة القتالية والحالة المعنوية لدى قوات وجماهير المقاومة، هي في أوْج ارتفاعها، بينما لا تتوفر هذه الحالة لدى قوات وجمهور محور العدوان. إضافةً الى انّ جبهة حلف المقاومة الداخليّة أعلى قدرة، بما لا يقاس، على التحمّل من جبهة العدو الداخلية، خاصة الجبهة الداخلية الإسرائيلية. وهو الأمر الذي تؤكده كافة الدراسات والتقارير الإسرائيلية المتخصصة، بدءاً بتقرير الجنرال الإسرائيلي إسحق بريك، الصادر منذ عامين، وصولاً الى تقرير «مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي»، الصادر قبل يومين.

د ـ المتغيّرات الدولية والإقليمية، التي نشهدها حالياً، والتي تمثل تغيّرات استراتيجية في قدرات ودور القوى الدولية والإقليمية المختلفة، الفاعلة في ميدان المواجهة المشار اليه أعلاه.

فها هو السبب الاستراتيجي لوجود القواعد والقوات الأميركية في «الشرق الاوسط»، ونعني به مادة النفط، قد فقد قيمته كلياً تقريباً، الأمر الذي يعني فقدان المبرّر لوجود أية قوات أميركيّة في هذه المنطقة، وبالتالي فقدان الدول الوظيفية، وعلى رأسها «إسرائيل»، لقيمتها الاستراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية. وهذا يعني انّ الولايات المتحدة لن تكون مستعدة للدخول في حرب مدمّرة، تحمل في داخلها خطر تحوّلها الى حرب عالمية، بسبب «إسرائيل».

هـ ـ وهذا ما يعيدنا الى نظرية الفيلسوف العسكري الالماني، الجنرال فون كلاوسڤيتز، التي يقول فيها انّ جميع المعارك التكتيكية لا قيمة لها اذا لم تجد تتويجاً في تحقيق النصر في المواجهة النهائية.

وهنا يبرز السؤال الأساسي: هل المواجهة الشاملة والنهائية للولايات المتحدة ستكون في «الشرق الاوسط» ام في مكان آخر؟

وهل ستكون هذه المواجهة عسكرية أم أنها ستأخذ شكلاً آخر، اقتصادياً وتكنولوجياً ومعرفياً وعلمياً عميقاً؟

وماذا يقول القادة العسكريون والأمنيون الأميركيون عن التحديات المستقبلية، التي تواجه الولايات المتحدة الأميركية؟ ألا يقولون إنّ أكبر هذه التحديات هي الصين الشعبية وتطورها الاقتصادي الهائل الذي يحبس الأنفاس؟ أليسوا هم مَن يواصلون حشودهم العسكرية الضخمة، في بحار الصين والمحيطين الهندي والهادئ، في محاولة يائسة منهم لمنع زوال هيمنتهم على العالم؟

إذن… هذا هو منطق تطور ومخرجات الصراع الدولي والإقليمي، المحتملة، والذي يعزز انعدام قيمة معاركهم بين الحروب، لأنّ هذه المعارك لا تصبّ في خانة حسم الصراع الأميركي الصيني لمصلحة الولايات المتحدة الأميركية. وبما انّ المعركة الاستراتيجية، للولايات المتحدة، هي تلك التي نشهد فصولها بينها وبين الصين الشعبية، بأشكال متعدّدة. وهذا يعني أنّ تجنّب دخول أيّ حرب أميركية، ضدّ محور المقاومة وعلى رأسه إيران، هو أمر يَخدم المصالح القومية الأميركية العليا، وهو ما يعلمه جنرالات البنتاغون، الذين درسوا نظريات الفيلسوف العسكري الألماني، المذكور أعلاه بالتأكيد. وليس رفضهم لمخططات نتن ياهو وترامب لتوجيه ضربات عسكرية ضدّ إيران ليس إلا دليلاً اضافياً على فهمهم لهذا الأمر.

كذلك، يجب القول إنّ جنرالات حلف المقاومة، وعلى رأسهم جنرالات الحجارة الفلسطينيون، الذين دمجوا تكنولوجيا الصواريخ الإيرانية، منذ عقد ونصف العقد من الزمن، والتي زوّدهم بها الجنرال الشهيد قاسم سليماني، والقائد الكبير الحاج عماد مغنية مع سلاحهم الاستراتيجي، الذي لا ينضب ولا يخيب: حجارة فلسطين.

نقول إنّ هؤلاء الجنرالات، الذين يديرون مراحل المعركة الاستراتيجية، ضدّ محور العدوان الصهيوأميركي، منذ عقود، انهم أيضاً قد أبدعوا، في إدارتهم لميادين القتال، كما أنهم وحسب تقديرنا وقراءتنا لإنجازاتهم، قد طبّقوا إحدى أهمّ قواعد الحرب، التي وضعها الجنرال فون كلاوسڤيتز في كتابه المُشار إليه اعلاه، والتي وردت في القسم السادس من كتابه تحت عنوان: الدفاع والهجوم ، والتي نصّت على: انّ الدفاع هو أسلوب القتال المتفوق، ذلك لأنّ هذا الأسلوب يحافظ على القدرات العسكرية الذاتية، شرط أن يكون دفاعاً مرناً، يبادر الى شنّ الهجمات التكتيكية، وبالتالي يحافظ على وضعية الدفاع الاستراتيجي، وهو المبدأ الذي طبّقه أيضاً الجنرال الأميركي، روبرت لي ، إبان الحرب الأهلية الأميركية، 1861-1865، عندما أصبح قائداً لجيش ولاية فيرجينيا الأميركية.

ايّ انّ جنرالات حلف المقاومة يطبّقون مبدأ الدفاع الإيجابي المرن، او الدفاع الهجومي، بشكل ناجح جداً، إذ إنهم خاضوا العديد من معارك الدفاع الهجومي هذه، خاصة في العقد الماضي، خلال معارك الدفاع عن العراق وسورية واليمن وفلسطين، ونجحوا في الحفاظ على إنجازاتهم وقدراتهم العسكرية والسياسية، من دون أن ينتقلوا الى مرحلة تنفيذ المشهد الأخير، من الهجوم الاستراتيجي الشامل لتحرير فلسطين، بانتظار أن ينجزوا استعداداتهم النهائية لذلك، وعلى كافة الصعد، اللازمة لضمان انتصار قوات حلف المقاومة في المواجهة الأخيرة.

وهذا يعني أنّ المقاومة قد نجحت، تماماً كما تنص قواعد الدفاع الإيجابي للمفكر العسكري الألماني، في الحفاظ على المنجزات الميدانية، العسكرية منها والسياسية، والاستمرار في ذلك حتى تتآكل قدرات العدو، على الصعيد الاستراتيجي، وتصبح قدرات المقاومة في أعلى درجات قوّتها وجهوزيتها للدخول في المواجهة النهائية وتحقيق النصر الكامل على العدو.

من هنا فإنّ قدرة الردع وقواعد الاشتباك الجديدة، التي ثبّتها حلف المقاومة على مدى العقد الماضي، هي عامل غايةً في الأهمية، يجب الحفاظ عليها والبناء عليها وليس الوقوع في مصائد العدو، التي تهدف الى استدراج قوات المقاومة إلى حرب هم يريدون تحديد زمانها ومكانها.

إنّ فهم هذا المبدأ هو بالتأكيد القاعدة التي تنطلق منها القيادة الإيرانية العليا في معالجة جرائم الحلف الصهيوأميركي وأذنابه من أعراب الجزيرة العربية، سواء في العدوان على اليمن، او في اغتيال الشهيدين سليماني وأبو مهدي المهندس، بداية هذا العام، أو اغتيال العالم النووي الإيراني فخري زاده قبل أيام.

إنه مبدأ الحفاظ على الإنجازات ومواصلة بناء القدرات وتنفيذ عمليات هجومية انتقامية، كردّ فعل على الاغتيالات، وكذلك عمليات هجومية تكتيكية، في اليمن وسورية والعراق وفلسطين ولبنان، شرط أن تكون مدروسة بشكل يخدم المعركة الاستراتيجية، أيّ شرط أن تصبح جزءاً من النصر الاستراتيجي، كي تظهر قيمتها الفعلية ولا تبقى محصورة في القيمة التكتيكية الآنية.

إنه الصبر الاستراتيجي، الذي يطبّقه حلف المقاومة بشكل عام وإيران بشكل خاص، وهو جزء من قوانين الحرب وقاعدة للخطط العسكرية الاستراتيجية، التي تحرص على حشد كلّ عناصر النصر الاستراتيجي، قبل الانتقال من مرحلة الدفاع الاستراتيجي الى مرحلة الهجوم الاستراتيجي، والتي ستنتهي بالتأكيد بتحرير فلسطين كاملة من نهرها الى بحرها وإنهاء وجود هذه القاعدة العسكرية الاستعمارية المقامة على أرض فلسطين وتفكيكها مرة واحدة والى الأبد.

بتنا أقرب إليه مما يتصوّر، ولا حرب مقبلة إلا ونحن من سيحسم نهايتها بإذن واحد أحد.

بعدنا طيّبين قولوا الله…

مقالات ذات صلة

عندما يكون مسرح عملياتك أقصى القوم…!

محمد صادق الحسيني

الحرب خدعة، وفن، ومعركة إرادات وتراكم خبرات وقدرات وليس مجرد قصف وقصف مضاد…!

كلما قام العدو الصهيونيّ بغارة على سورية تعالت الأصوات من هنا وهناك على محور المقاومة عموماً، والدولة السورية خصوصاً تطالبها بمعادلة الضربة بالضربة وتستعجلها الردّ الفوري والمباشر وفي العمق، واعتبار أي تراخٍ في هذا السياق نوعاً من الإفساح للعدو لمزيد من التمادي، وتركه يجول ويصول في سماء بلادنا من لبنان إلى الجولان الى مياهنا الإقليمية من دون رادع…!

هذا كلام قد يكون مقبولاً لو أننا في زمن سبعينيات أو ثمانينيات القرن الماضي، او في ظروف غير الظروف التي مررنا ولا نزال نمر بها حالياً في محور المقاومة بعد حرب كونيّة إمبريالية تكسّرت جيوشها على مدى قرن من الزمان على شواطئ بلادنا وسفوح جبالنا وها هي تتقهقر وتتراجع يوماً بعد يوم على بوابات مدننا وتفقد زمام المبادرة الاستراتيجية منتقلة من الهجوم إلى الدفاع حتى صارت تقيم مناوراتها تحوّل 1 و 2 و3 على قاعدة صدّ هجوماتنا المتوقعة للسيطرة على الجليل وما بعد الجليل…!

ولما كانت معارك أطراف محور المقاومة مع العدو ما هي إلا معارك بين حروب يحاول العدو إشغالنا بها بهدف تشتيت قوانا ظناً منه أنه قادر على استنزافنا أو دحرجتنا باتجاه حرب هو يقرّر زمانها ومكانها، لذلك نقول لمن يستعجل الردّ على طريقة الضربة بالضربة :

إن الغارات الجويّة الإسرائيليّة المتكرّرة، التي يقوم بها العدو بشكل دوري ورتيب على مواقع لجبهة المقاومة في سورية، إنما هي عمل عسكريّ تكتيكيّ يخدم مصلحة الجيش الإسرائيلي الاستراتيجيّة، المتمثلة في عمل كل ما هو ممكن، إسرائيلياً وأميركياً، لمنع محور المقاومة من استكمال بناء قدراته العسكرية بشكل يسمح للمحور بإزالة «إسرائيل» من الوجود بضربةٍ عسكريةٍ واحدة، أو حتى من دون اللجوء الى الضربة، وإنما التهديد بها فقط وإصدار الأوامر بالبدء بتفكيك هذا الكيان (إسرائيل).

هناك في علم السياسة قاعدة اسمها: قدرات التهديد باستخدام القوة….. فالمحور الغربي مثلاً تنازل لألمانيا النازية عن تشيكوسلوفاكيا، في مؤتمر ميونخ سنة 1938، فقط لأنّ هتلر هدّد باجتياحها عسكرياً، فكان هذا التهديد كافياً لتحقيق الأهداف…!

وبالعودة إلى مَن يلحّ على ضرورة الردّ بمعادلة الضربة بالضربة نقول:

بعد الهجمة الكونيّة الواسعة على بلادنا من المحيط إلى المحيط، عن طريق الأصيل والوكيل، أيّ الامبريالية ومن ثم كلّ أدواتها وأذرعها الحكوميّة الرجعية والإرهابية من كيانات ومجاميع القاعدة وأخواتها…فإنّ أيّ عمل عسكري تكتيكي، تكتيكي يعني محدوداً في جغرافيا معينة – محدوداً مكاناً وحجماً – من ميدان العمليات، الذي هو في هذه الحالة فلسطين وسورية ولبنان، يجب ان يخدم الهدف الاستراتيجي، أيّ الهدف النهائي الذي بات يشمل كلّ مساحة مسرح العمليات الممتدّ من هرمز الى باب المندب الى البصرة الى بنت جبيل الى حيفا ويافا وغزة ويرمي الى تغيير الواقع المسيطر عليه الآن الى واقع جديد تريده المقاومة، والمتمثل في العمل المباشر في عملية تحرير فلسطين وإخراج كلّ القوات الأجنبيّة من العالم العربي وبناء عالم عربي جديد متحرّر فعلياً من السيطرة الأجنبية وقادر على استثمار ثرواته لتطوير نفسه وتأمين ازدهار اقتصادي مستدام وحياة كريمة لمواطنيه…

وبالتالي، فإنّ كلّ عمل تكتيكي من نوع الضربة بالضربة خاصة بأجندة العدو قد يتحوّل في لحظة الى إلحاق الضرر بالاستعدادات او القدرات العسكرية، التي يجري إعدادها لتحقيق هذا الهدف الأعلى، بالاستراتيجية العامة لمحور المقاومة ويجب تأجيله وكظم الغيظ والابتعاد عن ردود الفعل غير المدروسة. وهذا يعني، في علم السياسة أيضاً أنّ التناقض الرئيسيّ تصبح له الأولوية على التناقض الثانوي. تناقض قوات محور المقاومة، ومنها الجيش العربي السوري، الذي بات عملياً مع كلّ المشروع الإمبريالي الأميركي الأوروبي وليس فقط مع «إسرائيل» واعتداءاتها – كمسرح عمليات -.

وهكذا يصبح من المنطقي أن يأتي الردّ في اللحظة المناسبة التي يقررها محور المقاومة وليس في اللحظة التي يقرّرها العدو.

هذا ما قالته المقاومة الفلسطينية مبكراً أيضاً في أدبياتها منذ العام 1968 وكما جاء في إحدى أغنياتها… (نِحنا اللي نُقرر الزمان ونحنا إللي نِختار المكان…) زمان المبادرة في يد حلف المقاومة وهو الذي يدير تفاصيل الميدان.

وبالتالي فإنّ الردّ على الاعتداءات الجويّة يصبح تفصيلاً، قد يكون الردّ عليه في حسابات استراتيجيي حلف المقاومة، متمثلاً في إرسال تعزيزات عسكرية لقوات المقاومة الفلسطينية في غزة أو في تعزيز الدفاعات الجوية السورية بأنظمة إيرانية أكثر فعاليةً أو بتطوير إمكانيات حزب الله السيبرانيّة أو لقوات المقاومة مجتمعة، وكلّ واحدة من هذه سيكون لها دور حاسم في معركة التحرير الكبرى، القادمة لا محالة وفي وقت قريب.

هذه التفاصيل يقدرها قادة محور المقاومة الميدانيون بطريقة مختلفة عن طريقة التعامل الظرفي زماناً ومكاناً.

أي أنّ التعامل مع قضية التحرير الوطني بهذه السعة من مسرح العمليات والأهمية لن تكون بعقلية العين بالعين والسن بالسن التقليدية، بل بعقلية علميةٍ هادئة تتقن التخطيط الاستراتيجيّ وتخلق الظروف المناسبة لتحقيق النصر تلو النصر الاستراتيجي، وهذه ليست شعارات وإنما قواعد علميّة لا يقود تطبيقها إلا إلى النصر الأكبر، في ما قد يقود الابتعاد عنها الى التعثر وإطالة المعاناة.

فن قيادة المعارك وشن الحروب الناجحة بات إرثاً ثقيلاً يحمله قادة من وزن مدرسة الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس والقادة اليمنيين الأبطال من جنس الصماد والحاج عماد مغنية وسائر قيادات المقاومة الكامنين للعدو عند بوابات الصعود إلى الجليل الأعلى والجولان المحتلّ…!

شهداء الدفاع الجويّ الذين ارتقوا في العدوان الأخير هم

شهداء الحق.

الشهيد البطل الرائد شرف درويش شبيب

الشهيد البطل النقيب شرف علي شاهين

الشهيد البطل الملازم شرف ناهد مصطفى

السلام لأرواحكم الطاهرة، ومنهم مَن قضى نحبه، ومنهم مَن ينتظر…

بعدنا طيّبين قولوا الله…

مناورة الجبهة الشماليّة: قوات الرضوان في الجليل… وآلاف الصواريخ في سماء فلسطين

الأخبار

علي حيدر 

الثلاثاء 3 تشرين الثاني 2020

مناورة الجبهة الشماليّة: قوات الرضوان في الجليل... وآلاف الصواريخ في سماء فلسطين
(أ ف ب )

قد يكون إجراء المناورات الكبرى للجيوش، بما فيها جيش العدو الإسرائيلي، جزءاً من برنامج روتيني. إلا أن هناك أكثر من عامل مستجد داخلي وإقليمي يؤكد أن إجراء مناورة «السهم القاتل» الكبرى، الأسبوع الفائت، في شمال فلسطين المحتلة، وفي ضوء السيناريو الذي انطلقت منه، ينطوي على أبعاد ورسائل مُحدَّدة تتصل بأكثر من سياق داخلي وإقليمي أيضاً. فما هي السياقات التي أملت على قيادة العدو إجراء مناورة كبرى، تحاكي نشوب حرب متعددة الساحات، وترتكز على مواجهة حزب الله والجبهة الشمالية؟ وما هي الرسائل الكامنة في تبنّي الجيش سيناريو مواجهة قوات الرضوان التابعة لحزب الله، على أرض فلسطين، ومواجهة آلاف الصواريخ التي تتساقط عليها من عدة جبهات ودول في الوقت نفسه؟

المؤشر الأول إزاء خلفية إجراء المناورة يكمن في ما نقلته صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن رئيس أركان الجيش أفيف كوخافي، الذي أعلن في مداولات داخلية أنه ينبغي إجراء المناورة، حتى لو كانت ستؤدي الى إصابة 1000 جندي بوباء الكورونا. وبرر موقفه بالقول لأنه «لا خيار بديل».

المسلّم به أن مناورة بهذا الحجم ووفق السيناريو الذي انطلقت منه، وفي ظل ما تشهده «إسرائيل» والمنطقة، من انتشار الوباء، هي بالتأكيد نتيجة تقدير وضع أجرته القيادة العسكرية. وخلصت في ضوئه الى بلورة قرار المناورة التي كان بالإمكان نظرياً تأخيرها عدة أشهر، وخاصة أن آخر مناورة مشابهة كانت قبل أكثر من سنتين. يعني ذلك، أنها نتاج مخاوف تهيمن على مؤسسة القرار السياسي في تل أبيب من سيناريوات قد تكون المنطقة مقبلة عليها، والمطلوب إزاءها رفع مستوى الاستعداد لأشدّها خطورة بالنسبة إلى «إسرائيل»، وخاصة أن من المهام التقليدية للمؤسسة العسكرية الإعداد لتوسيع نطاق الخيارات أمام القيادة السياسية.

منشأ تقدير المخاطر الكامنة في تطورات البيئة الإقليمية، على «الأمن القومي الإسرائيلي» في هذه المرحلة، يتجسد في فشل الرهان على مفاعيل العقوبات الأميركية التي كان ينبغي أن تؤدي، بحسب تقدير معهد أبحاث الأمن القومي لعام 2020، الى انتفاضة الشعب الإيراني، أو حرب أميركية تسقط نظام الجمهورية الإسلامية، أو خضوعه عبر الجلوس الى طاولة المفاوضات وفق الشروط الأميركية. إلا أن أياً من هذه السيناريوات لم يتحقق. بل ولم تؤدّ أيضاً الى تراجع الدعم العسكري الذي تقدمه لحزب الله ولبقيّة قوى المقاومة في المنطقة، وصولاً الى الامتناع عن إظهار أي مرونة تجاه القضايا الأساسية في المنطقة.
فشل الرهان على العقوبات يُعدّ استراتيجياً. وهو وضع «إسرائيل» وبقية حلفاء الولايات المتحدة أمام مسارات كانت مستبعدة جداً قبل أكثر من سنتين. وفرض عليهم البحث عن خيارات بديلة إضافية لاحتواء المسار التصاعدي لقدرات محور المقاومة، بالرغم من الهجوم الأميركي الذي لا يزال متواصلاً، بدءاً من إيران، مروراً بالعراق وسوريا، وصولاً الى لبنان.
بالموازاة، تبدّد الرهان الإسرائيلي أيضاً على المسار الذي انطلق في لبنان منذ 17 تشرين الأول من العام الماضي. إذ رأت فيه تل أبيب ــــ بصرف النظر عن المطالب المحقة التي رفعها مشاركون فيه ــــ فرصة مثالية لتحقيق مستويين من النتائج: عزل حزب الله سياسياً وحكومياً، وتجريد الحزب من جمهوره، وفرض قيود على خياراته وعلى تطور قدراته.

في المقابل، عمد حزب الله في ظل تفاقم الوضعين المالي والاقتصادي الى إظهار التصميم على تثبيت معادلة الردع التي تحمي لبنان والمقاومة من التهديد الإسرائيلي. وتجلّى ذلك، في تصميمه على الرد على استشهاد أحد مقاوميه في محيط مطار دمشق الدولي قبل أكثر من 100 يوم. وما يُضفي على هذا التصميم أهمية استثنائية في هذه المرحلة تحديداً، أن السياق الداخلي اللبناني يُمثِّل في المنظور الإسرائيلي فرصة يمكن الرهان عليها من أجل فرض قيود على حزب الله لدى دراسة خيارات الرد على اعتداءات إسرائيلية محددة، وهو ما يغري مؤسسة القرار في تل أبيب لتوسيع نطاق الاعتداءات التي تشنها في سوريا الى لبنان، والتأسيس أيضاً لتغيير المعادلة الداخلية في لبنان.

ليس أمراً عابراً أن تنطلق المناورة من سيناريو اقتحام قوات الرضوان (قوات النخبة في المقاومة) منطقة الجليل في شمال فلسطين المحتلة. وأن تكون مهمة الجيش الأولى صدّ هذا الاقتحام، ومن ثم الانتقال الى مرحلة المبادرة ــــ الرد، كما كشف الجيش عن ذلك، ونقلته التقارير الإعلامية الإسرائيلية. وكذلك التدرب على مواجهة سيناريو التعرض «لأسراب من الصواريخ الجوالة والطائرات المسيّرة الإيرانية التي هاجمتنا من سوريا ومن لبنان ومن دولتين» أخريين، يبدو أنهما العراق واليمن، بحسب ما أشارت الى ذلك تقارير أخرى. واستناداً الى سوابق يخشى العدو تكرارها بنسخ أشد خطورة، تبنى جيش الاحتلال أيضاً سيناريو تعرّض «إسرائيل» لهجوم صاروخي «مشابه للهجوم الذي تعرّضت له منشآت أرامكو في السعودية، لكن مضروباً بألف». بمعنى أن تتعرض «إسرائيل»، بحسب ما أكد المعلق العسكري في القناة «13»، ألون بن ديفيد، الى «آلاف الصواريخ الجوالة والطائرات المسيرة».

سيناريو المناورة يكشف أيضاً الدور الردعي الذي نجحت المقاومة في تحقيقه


تعني هذه السيناريوات العملانية، التي شكلت منطلق العدو في المناورة، أنها مبنية على فرضية تدحرج التطورات في المنطقة نحو السيناريو الأخطر. وهو ما يعيدنا الى إقرار قيادة العدو بفشل رهاناته، بدءاً من إيران، وصولاً الى لبنان. ويكشف سيناريو المناورة في هذه المرحلة بالذات عمق حضور خيار حزب الله باقتحام منطقة الجليل، لدى القيادتين السياسية والعسكرية. وأن حزب الله لا يزال يملك التصميم والقدرة على تنفيذ ذلك، وأن ما يشهده لبنان من تطورات داخلية لم ينجح في تبديد هذه المخاطر، إذا ما بادرت «إسرائيل» إلى ما يرى حزب الله أنه ينبغي الرد عليه بهذا المستوى.


الأهم في هذا السياق، هو أن سيناريو المناورة يكشف أيضاً الدور الردعي الذي نجحت المقاومة في تحقيقه، وأبرز تجلّياته حضوره لدى قيادة العدو التي ستضطر الى أن تأخذه بالحسبان لدى دراسة خياراتها العدوانية. وهو ما ساهم في تعزيز قوة ردع المقاومة في لبنان، في مواجهة بعض الخيارات التي يبدو أنها راودت قادة العدو في المرحلة السابقة. والقدر المتيقن أيضاً، أنه سيساهم أيضاً في كبح تدحرج أي مواجهة نحو الحرب، على فرض حصول مواجهة عسكرية ما.

على نفس الإيقاع، يحضر أيضاً سيناريو اتساع نطاق المواجهة العسكرية، الى حرب واسعة في المنطقة تتعرض بموجبها «إسرائيل» لآلاف الصواريخ الجوالة والدقيقة والطائرات المسيّرة عن بُعد. ويكشف ذلك أيضاً عن الدور الردعي الإقليمي لتحالف محور المقاومة، في مواجهة حرب أميركية ــــ إسرائيلية، في المنطقة، ابتداءً أو تدحرجاً. وبرزت تجلّيات ذلك في أكثر من محطة إقليمية. وبموجب ذلك، يتّضح ــــ وهو الأهم ــــ أن سيناريو «أسراب» الصواريخ الجوالة والدقيقة و«المسيَّرات»، يحفر عميقاً في وعي صناع القرار في تل أبيب.

تبقى مسألة ينبغي أن تبقى حاضرة لدى تقدير أي مستجدات تبدو لوهلة أنها تشكل فرصة ودافعاً للعدو، للمبادرة إلى خيارات عدوانية تهدف الى تغيير المعادلة المحلية (اللبنانية) والإقليمية بشكل جذري، وهي أن هناك مستجداً كان ولا يزال في مسار تصاعدي، وهو تغيّر معادلات القوة (بالمفهوم الواسع) بشكل جذري. وما السيناريوات التي انطلقت منها المناورة إلا أحد تجلّيات الإقرار بذلك. وشكّل هذا المتغيّر في معادلات القوة علامة لاغية إزاء بعض الخيارات، وعاملاً مُقيِّدا إزاء خيارات أخرى.

“هآرتس”: الصاروخ يلوي ذنب الطائرة

المصدر: هآرتس

الكاتب: اللواء إحتياط إسحاق بريك

16 تشرين اول 13:36

صحيفة “هآرتس” تنشر مقالاً للواء احتياط إسحاق بريك يتحدث فيه عن أن سلاح الجو الإسرائيلي لا يمكنه توفير استجابة مناسبة في حربٍ متعددة الساحات، تُطلق فيها آلاف الصواريخ والقذائف الصاروخية كل يوم على “الداخل الإسرائيلي”.

ذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أنه وقبل سنوات طويلة “فهم الإيرانيون أنه من الأفضل لهم بناء تشكيل صواريخ وقذائف صاروخية حول حدود “إسرائيل” بدل صيانة أسلحة جو كبيرة وقوية”. وفيما يلي النص المترجم للمقال:

هذا الفهم ينبع من عدة أسباب:

“إسرائيل” لديها سلاح جو قوي وطائرات من الطراز الأول في العالم، مع طيارين أصحاب خبرة قتالية غنية، من الأفضل في العالم، وقدرة تفوق بعشرات المرات قدرات أسلحة جو الدول العربية التي تحيط بها.

الإيرانيون فهموا أنه لا يمكن تزويد  حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة وحزب الله في لبنان، بطائرات حربية ضد الطائرات الحربية لـ “إسرائيل”. في المقابل، تقدّم تطوير الصواريخ في العالم وفي إيران أوصل إلى قدرات تفوق بمعايير كثيرة قدرات الطائرات.

وفيما يلي أساسها:

1-

تكلفات منخفضة نسبياً، كونه لا حاجة لشراء طائرات، ولا طيارين متمرسين، ولا تدريبات طيران وصيانة جارية للطائرات والمدارج – وكل هذا يستلزم نفقاتٍ طائلة في البنى التحتية والقوة البشرية.

2-

إطلاق الصواريخ لا يتطلب الكثير من التمرس والمهنية، الصواريخ والقذائف الصاروخية الأحدث، لمدايات طويلة ومتوسطة وقصيرة، برؤوسٍ حربية تزن مئات الكيلوغرامات، وقدرة دقيقة لأمتارٍ معدودة من الهدف، يمكن أن يطلقها فلّاحون.

والدليل: الصواريخ الدقيقة التي أصابت من مدى مئات الكيلومترات منشآت النفط في السعودية، وأوقعت فيها أضراراً هائلة أطلقنها جماعة أنصار الله، تقريباً من دون بذل جهدٍ كبير على فريق إطلاق الصواريخ.

3-

إطلاق الصواريخ من مدايات بعيدة ومتوسطة وقصيرة نحو تجمعاتٍ سكانية، أهداف استراتيجية، بنى تحتية اقتصادية أو مراكز سلطة، لا يتطلب وقتاً كثيراً للاستعداد، ويمكن فعله خلال وقتٍ قصير من لحظة اتخاذ قرار إطلاقها.

4-

مدة تحليق الصواريخ الثقيلة من مدى مئات الكيلومترات قصيرة جداً، عدة دقائق فقط، وهي ذات قدرة إصابة دقيقة. في المقابل، تفعيل طائرات لمدى مئات الكيلومترات هو عملية معقدة جداً، أولاً، تتطلب وقتاً أطول بكثير. رحلة ذهاب وإياب تطول ساعات، وتتطلب تخطيطاً دقيقاً ومرتبطة بمخاطر. ثانياً، كما قلنا، كلفة كل رحلة باهظة. وثالثاً، عدد الصواريخ الذكية التي تستطيع الطائرة حملها محدود.

لهذه الأسباب، نشأت مشكلة استراتيجية: سلاح الجو لا يمكنه توفير استجابة مناسبة في حربٍ متعددة الساحات، تُطلق فيها آلاف الصواريخ والقذائف الصاروخية كل يوم على الداخل الإسرائيلي.

لسنواتٍ طويلة بنت القيادة العسكرية والسياسية مفهوماً يفيد أن سلاح الجو هو العامل الحاسم في ميدان القتال، وهو ليس كذلك.

حتى لو لم يقولوا هذا على الملأ، الوقائع على الأرض تدل على ذلك ألف دلالة. حتى في حرب يوم الغفران فشل سلاح الجو فشلاً ذريعاً أمام صواريخ الأرض – جو التي أطلقها المصريون.

السلاح أعدّ نفسه لحربٍ مضت، وليس للحرب المقبلة. لأسفي، المقاربة نفسها قائمة اليوم أيضاً.

في حرب لبنان الثانية عام تموز 2006، نجح سلاح الجو في ضرب الصواريخ الثقيلة والبعيدة المدى لحزب الله وتحييد غالبيتها، لكنه لم ينجح في وقف قصف الصواريخ والقذائف الصاروخية للمدى القصير والمتوسط طوال أيام الحرب.

بحسب التقديرات، حوالى الـ300 ألف من سكان الشمال غادروا منازلهم إلى وسط البلاد في حرب لبنان الثانية.

في الحرب المقبلة لن يكون لسكان الشمال مكان يُخلون إليه، لأن مئات الصواريخ ستصيب أيضاً وسط البلاد في كل يوم، سيما صواريخ ثقيلة (التي تحمل مئات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة) ودقيقة.

اليوم يوجد لدى حزب الله وحماس عشرات آلاف الصواريخ لمدايات بعيدة، التي تغطّي كل مراكزنا السكانية: غوش دان (الوسط وضمنه تل أبيب)، خليج حيفا، القدس، والمئات منها دقيقة.

حتى لو نجحنا في تدمير 60% من هذه الصواريخ فإن الـ40% المتبقية ستُعيد “إسرائيل” عشرات السنين إلى الوراء: ستصيب البنى التحتية للكهرباء، المياه، الوقود، الصناعة والاقتصاد، وقواعد سلاح الجو وأسلحة البر، مراكز السلطة، المطارات، وأهداف استراتيجية أخرى وتجمعات سكانية.

إطلاق حماس والجهاد الإسلامي الصواريخ والقذائف الصاروخية على غلاف غزة، وأحياناً حتى على وسط البلاد، أثبت دون أدنى شك أن سلاح الجو لوحده لا يمكنه ان ينتصر.

في الحقيقة، حتى يومنا هذا لم يُفلح في وقف نيران الصواريخ والقذائف الصاروخية. حماس والجهاد، بإرادتهما تبدآن بقصف مستوطناتنا، وبإرادتهما تتوقفان، وليس بوسع سلاح الجو أن يخلّصنا.

في كل الجولات القتالية تقريباً لم يُقتل لهما مقاتلين، لأنهم يختبئون في مدينة الأنفاق التي بنوها تحت الأرض. إذا أصابت قنابل سلاح الجو الإسرائيلي في الحرب المقبلة سكاناً أبرياء في غزة، الأمر سيخدم حماس والجهاد الإسلامي لأن هذا سيثير العالم ضدنا.

المعركة بين الحروب الدائرة منذ سنوات، تصرف انتباه قادة الجيش والسياسيين عن إعداد الجيش الإسرائيلي للحرب المقبلة.

مؤخراً انبرى الناطق باسم الجيش بمنشور عن آلاف القنابل والصواريخ (بتكلفة مليارات الشواكل)، التي أطلقتها طائراتنا على أهدافٍ سورية منذ سنة 2017 إلى اليوم. لكن هذا القصف لم يوقف التمركز الإيراني في سوريا، وكذلك لم يغير بصورة جوهرية التهديد الوجودي على “إسرائيل”، الكامن في مئات آلاف الصواريخ والقذائف الصاروخية الجاهزة لدى العدو من حول “إسرائيل”، في إيران ولدى حلفائها، وضمنها آلاف الصواريخ الدقيقة.

حتى لو أُطلقت فقط عشرات الصواريخ الدقيقة إلى أهدافٍ استراتيجية وتجمعات سكانية، يمكن أن يُنزلوا بـ”إسرائيل” ضربة فتاكة. ورغم هذا، ورغم أن الكلفة – الجدوى للمعركة بين الحروب من منظورٍ استراتيجي هي منخفضة – أُنفقت فيها ميزانيات ضخمة.

كان بالإمكان استثمار جزء من هذه المليارات على الأقل في الذراع البرية، في إقامة سلاح صواريخ هجومية وفي وسائل أكثر نجاعة لتدمير صواريخ العدو وهي تحلق.

في الحرب المقبلة، يُحتمل واقعاً لم يسبق أن اختبر سلاح الجو مثيلاً له – إطلاق العدو لصواريخ دقيقة على قواعده. هذا القصف سيُلحق أضراراً شديدة بمدارج الإقلاع وبالقواعد، بصورة يمكن أن تُضر بشدة بوتيرة إقلاع الطائرات لمهاجمة أهداف العدو. من أجل التغلب سريعاً على أضرارٍ كهذه، مطلوب قدرة عالية من الطواقم، وتأهيل عالٍ في كل قواعد سلاح الجو، المسؤولين عن ضمان الاستمرارية الوظيفية، الذي يعني تصليح المدارج المتضررة من الصواريخ، وجمع الشظايا، وإخلاء الجرحى، وإطفاء حرائق وغير ذلك.

قبل سنة كنا شهوداً على سخرية الاستمرارية الوظيفية في قاعدة سلاح الجو في “حاتسور”، في السيل الذي غرقت فيه 8 طائرات حربية وتضررت. تبين عدم تنفيذ الأوامر والإجراءات بسبب الإهمال وعدم الانصياع. هذه كانت المرة الثالثة التي تحدث فيها حادثة خطيرة كهذه في القاعدة نفسها، والدروس لم تُطبّق. من يضمن لنا أن هذا الوضع الخطير غير قائم في قواعد أخرى لسلاح الجو؟

الجيش الإسرائيلي وضع كل بيضه في سلة سلاح الجو، في إنفاقات ضخمة على حساب بقية عناصر المنظومة، ضمن إلحاق ضرر بالذراع البرية ووضعه جانباً فكرة إقامة سلاح صواريخ.

الذراع البرية سُحقت في السنوات الأخيرة، من جراء تقليصات غير مسؤولة في نظم القوات للوحدات القتالية، ونقص في التدريب وعدم قدرة على الصيانة كما يجب للوسائط في مخازن الطوارئ، بسبب تقليصات هاذية في القوة البشرية في الخدمة الدائمة والنظامية. سلاح الجو يتمتع بأفضلية غير متناسبة في قبال الأذرع الأخرى للجيش. هذه الأفضلية تؤدي بالجيش الإسرائيلي إلى وضعٍ حرج من عدم الجهوزية للحرب المقبلة، وهذا على الرغم من أن سلاح الجو لا يوفّر جواباً في حماية أجواء الدولة من صواريخ العدو.

منظومة الدفاع التي بناها الجيش الإسرائيلي ضد صواريخ العدو – “القبة الحديدية”، “حِتْس”، و”العصا السحرية” – هي الأخرى لا توفّر استجابة كافية بسبب الكلفة الهائلة لكل صاروخ (صاروخ “حِتْس” يكلّف 3 ملايين دولار، وصاروخ “القبة الحديدية” يكلّف 100 ألف دولار). الكلفة الهائلة لهذه الصواريخ لا تسمح بالاحتفاظ بمخازن كبيرة. لحظة تندلع الحرب، ستنفذ مخازن الصواريخ خلال وقتٍ قصير. إذاً، ليس هناك قدرة على الانتصار من دون عملية مشتركة بين الذراع البرية وذراع الجو والفضاء، ضمن دفاعٍ مناسب عن الجبهة الداخلية.

أفيغدور ليبرمان، عندما كان وزيراً للأمن، بادر إلى إقامة سلاح الصواريخ، من أجل تحسين القدرة الهجومية للجيش الإسرائيلي لمدايات متوسطة مع قدرة إصابة دقيقة، في أوقاتٍ قصير جداً من لحظة اتخاذ قرار بإطلاقها، ومن خلال ذلك وضع تهديداً مشابه أمام تهديد العدو الذي يضعه أمامنا. لكن بسبب المفهوم الخاطئ للجيش الإسرائيلي، بتوجيهٍ من القائد الأعلى لسلاح الجو، يضعون غالبية الموارد في سلة واحدة – سلاح الجو.

هذه الرؤية لا تسمح بتفكيرٍ مبدع، وهي تُبقي “إسرائيل” بعيدة خلف دول أحسنت مواءمة جيشها لحروب المستقبل، ضمن حفاظٍ على توازنٍ أصح بين حجم سلاح الجو وبين تشكيلات حيوية أخرى، مثل سلاح الصواريخ والذراع البرية. بعد أن أنهى ليبرمان مهامه كوزيرٍ للأمن، وُضعت خطته في الدُرج لأنها لم تناسب المفهوم الذي نمّاه سلاح الجو طوال السنين، وبحسبه هو العامل الحاسم في حروب “إسرائيل”، ولا يمكن من دونه، (لا سمح الله ان يأخذوا ميزانيات شراء طائرات جديدة إلى تشكيل الصواريخ الجديد، الذي تفوق نجاعته نجاعة الطائرات بعشرات الأضعاف ضد أهدافٍ في عمق تشكيلات العدو).

الرؤية السائدة اليوم وسط القيادة العليا للجيش الإسرائيلي وجزء من أعضاء الحكومة هي أن سلاح الجو هو جيش “إسرائيل”. رغم أن هذه الرؤية قد عفا عليها الزمن، إنها مستمرة في الوجود بسبب غطرسة و”أنا” قادة سلاح الجو الكبار، غير المستعدين للتنازل عن الأسطورة التي صنعوها.

إنهم يقاتلون كيلا ينتقل شيكل واحد إلى تشكيلاتٍ أخرى على حساب ميزانيات شراء طائرات جديدة. وينضم إلى هذا ضعف رئيس الأركان أمام المفهوم الخاطئ بأن سلاح الجو يمكنه أن يوفّر استجابة مناسبة في حربٍ متعددة الساحات.

كثير من القادة الكبار السابقين في سلاح الجو، الذين قاتلوا في حروب “إسرائيل”، يعتقدون شيئاً آخرَ. في أحاديث معهم يقولون لي كلاماً قاسياً جداً عن مسلكية القيادة العليا في سلاح الجو اليوم، وعن انعدام مرونتها وعدم فهمها لميدان القتال المستقبلي، انطلاقاً من رؤية تُشرك أسلحة أخرى.

إلى اليوم، ليس هناك تعاون في التدريبات بين الذراع البرية وبين ذراع الجو والفضاء، باستثناء حالاتٍ قليلة جداً من التعاون بين الذراع البرية والمروحيات الهجومية. كل ذراع تعمل على حدا. هذا الوضع أضر بشدة بنجاعة الجيش في الحروب السابقة، وبالتأكيد سيضر بشدة في نجاعته في الحروب القادمة.

أيضاً في كعكة الميزانيات ليس هناك توازن بين ذراعي البر والجو، ولا تناول مناسب لرّد هجومي ودفاعي ضد صواريخ العدو، وهذا الوضع يودي بالجيش الإسرائيلي بمجمله إلى عدم جهوزية للحرب المقبلة. لم نستخلص العِبَر من حروب الماضي، ولا نستعد كما هو مطلوب للمستقبل.

ليس هناك عقيدة أمنية تقود قرارات القيادة العليا – فببساطة، هذه العقيدة غير موجودة. ما يقود رؤساء الأركان والقيادة العليا هو نزوات تؤدي إلى تغييرات مبالغ فيها بين رئيس أركان والذي يليه، التي تقطع في لحظة واحدة التواصل في بناء الجيش وفي إعداده لحرب. الأمر الوحيد الذي يشترك فيه الجميع هو إعطاء أفضلية لسلاح الجو. الحرب التي ستأتي ستكون أصعب من كل الحروب، والجيش غير جاهزٍ للتحدّي.

Haaretz: Sayyed Nasrallah Not Wrong About Stretching “Israeli” Army to the Limit

Haaretz: Sayyed Nasrallah Not Wrong About Stretching “Israeli” Army to the Limit

By Staff, Haaretz

The high alert on the northern border has been in force for more than a month and a half. Under the flood of other news, it’s not the main thing on the mind of the “Israeli” public and media.

According to the “Israeli” news outlet Haaretz, Hezbollah has tried twice to avenge the martyrdom of a fighter martyred in July in an “Israeli” bombing attack at Damascus Airport.

The devastating explosion at the Beirut port on August 4 completely changed the agenda in Lebanon, the news outlet went on to say. But very quickly it became clear that it had no effect on the plans of Hezbollah leader His Eminence Sayyed Hassan Nasrallah, who is determined to kill an “Israeli” soldier before declaring a return to calm on the border.

Sayyed Nasrallah is trying to hold the rope at both ends, according to Haaretz. He denies the “Israeli” allegations about the foiling of attempted attacks, but is proud that the “Israeli” army is so tense waiting for Hezbollah’s response.

Haaretz added that the alert along the border has been long and nerve-racking, taking up the time of Military Intelligence as well, far beyond what “Israelis” might think. The “Israeli” army is continuing to call up reservist officers to reinforce command posts, to deploy relatively large forces in the entity’s north and to keep its distance from the fence. It doesn’t want to provide Hezbollah with a target for an operation.

The containment policy was decided at the very top, by Prime Minister Benjamin Netanyahu, War Minister Benny Gantz and army chief Aviv Kochavi, the news outlet explained.

For years, the “Israeli” entity has been waging a war between the wars in the north alleging that one of its goals is to prevent the transfer of advanced weapons from Syria to Hezbollah in Lebanon. If Sayyed Nasrallah establishes a new balance of threats, he can also influence moves attributed to the “Israeli” entity in Syria, according to the “Israeli” daily.

Based on the report by Haaretz, under Sayyed Nasrallah’s formula of deterrence, for every Lebanese death in an “Israeli” attack, even if it occurs in Syria, Hezbollah will mount a response. His Eminence’s temptation lies in stretching the equation to force the entity to think three times before every attack in Syria.

Furthermore, Netanyahu likes to boast about the close strategic and military cooperation with the Trump administration. Several times he has praised Trump for his decision in January to assassinate General Qassem Soleimani, the head of Iranian Revolutionary Guards’ Quds Force.

The United States is indeed pursuing an aggressive line against Tehran while gradually stepping up the sanctions pressure. But, like the “Israeli” entity, the Americans have to protect themselves against a possible response to the offensive moves they’ve made.

ماذا تعني فرضيّة معركة بين حربين؟

ناصر قنديل

يعود استخدام مصطلح معركة بين حربين لستينيات القرن الماضي والأزمة التي نشبت بين واشنطن وموسكو حول كوبا، وعرفت بأزمة خليج الخنازير، عندما عزمت واشنطن على غزو شبه الجزيرة الكوبية، وعزمت موسكو على نشر صواريخ نووية على أراضيها، وكاد التصادم بين المشاريع يؤدي إلى الانفجار، فخرج معارضو التصعيد في واشنطن يحذرون من حرب عالمية ثالثة، وكان جواب دعاة التصعيد أنها لن تكون حرباً عالمية بل ستكون «معركة بين حربين»، والمقصود أنها معركة وليست مجرد إطلاق نار بسيط، لكنها لن تتحوّل إلى حرب، بل هي معركة بين حرب وقعت هي الحرب العالمية الثانية وحرب لم تقع هي الحرب العالمية الثالثة، وأن هذه المعركة سترسم موازين القوى مجدداً، حتى لو شهدت استخداما للسلاح النووي فسيكون استخداماً تكتيكياً موضعياً، يمنع نشوب الحرب العالمية الثالثة. وفي النهاية فازت المخاوف من الإنزلاق للحرب على تسويق فرضية المعركة، وتمت تسوية النزاع بتراجع متوازن، فتخلت واشنطن عن غزو كوبا وتعهدت بالامتناع، وتخلت موسكو عن نشر صواريخها النووية في كوبا وتعهدت بالامتناع.

استعاد منظرو الحرب في كيان الاحتلال نظرية المعركة بين حربين في توصيف ما يقوم به جيش الاحتلال من عمليات حربية في سورية، لتكبير حجرهم وتظهير جيشهم بمقدرات استراتيجية ليست عنده، فوصفوا الغارات بأنها جزء من معركة بين حربين، حرب تموز 2006، وحرب مقبلة، والتوصيف فيه الكثير من المبالغة، فالمعركة لم تقع بعد، وما يجري هو ضربات متفرقة تتفادى الحرب والمعركة في آن واحد، وشرط المعركة بين حربين غير متوافر هنا، في عمليات جيش الاحتلال، وهو جاهزية الفريقين المتقابلين للحرب وعزمهما على المضي قدماً، ونجاح كل منهما بقوة الردع التي يملكها بفرض خوض الحرب بضوابط وسقوف تجعلها معركة بين حربين، وتعيد ترسيم التوازنات، وبناء معادلات القوة. أما عمليات جيش الاحتلال في سورية، فهي تتراوح بين ضربات تكتيكية لتأخير جهوزية المقاومة في بناء قدراتها الرادعة وخصوصاً في مجال الصواريخ الدقيقة وتعترف بالعجز عن منع المقاومة من ذلك، لأنها تخشى الحرب والمعركة معاً، ورسائل سياسية تتصل بقواعد الاشتباك ومشاريع تعديلها من طرفي المواجهة، صعوداً وهبوطاً. وهي هنا بالتأكيد أقل من حرب ومعركة، أو رسائل إعلامية لداخل الكيان أو للجماعات المناوئة للدولة السورية في لحظات تعرّضها للهجوم لرفع معنوياتها، وهذه لا تستحق إدراجها بمنزلة المعركة بين حربين. فهل يمكن أن تتوافر الآن شروط المعركة بين حربين؟

المؤشرات التي تتيح مثل هذا الاستنتاج، تبدأ من حجم الاحتباس السياسي في العلاقات بين محورين متقابلين، محور تقوده واشنطن ومحور تقوده طهران في كل ملفات النزاع، ويضاف إليها التوقيت الحساس المرتبط بحجم الضائقة الاقتصادية في واشنطن بسبب الركود والإقفال الاقتصادي، وفي طهران بسبب العقوبات والحصار، وتحول الهم الاقتصادي مع هاجس مواجهة كورونا هموماً تتقدم الهموم السياسية، وفوقهما التوقيت السياسي المرتبط باقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية، وفيما تشكل الضغوط الأميركية على الجبهتين اللبنانية والسورية محاولة لتفاوض غير مباشر على شروط للانسحاب الأميركي مقابل ضمانات لأمن الكيان ومصالحه، بانسحاب إيران وقوى المقاومة من سورية، يصير للتجاذب الدائر وظيفة ذات وزن استراتيجي لا يمكن التساهل بمساراته ومعانيه، بينما كيان الاحتلال في ظرف صعب يجعله عاجزاً عن خوض حرب، لكنه عاجز عن تلقي ضربة، ومحور المقاومة بالمقابل عاجز عن المبادرة لحرب، وعاجز عن قبول تعديل قواعد الاشتباك لتحمل تبعات ضربة دون رد، ومع ارتفاع لهجة التهديد على لسان رئيس حكومة الاحتلال بالردّ على أي ردّ تقوم به المقاومة ينكشف عجز الكيان عن تحمّل ضربة، وينفتح احتمال تحوّل رد المقاومة على الغارة التي استهدفت محيط مطار دمشق واستشهد بنتيجتها أحد مجاهدي المقاومة، إلى بوابة لتصعيد يمكن أن يشكل فرصة لمعركة بين حربين، بما تعنيه من الامتناع عن الدخول في مواجهة مفتوحة شاملة، والسعي لاختبار المقدرات المتقابلة أملاً برسم معادلات وتوازنات جديدة.

Sayyed Nasrallah: We Are Preparing for the Great War When ‘Israel’ Will Be Wiped off the Map

Sayyed Hasan Nasrallah Hezbollah Lebanon
Click the Pic to sea the Interview

Sara Taha Moughnieh

Hezbollah Secretary General Sayyed Nasrallah saluted the Lebanese people on the anniversary of Resistance and Liberation in an interview to Al-Nour radio station.

His eminence assured that the spirit of the resistance fighters that led to these victories, which martyred resistance leader Hajj Imad Moughnieh spoke about saying “What fights in us is our spirit”, is still as strong and perseverant as before.

He assured that the resistance is developing on the military and armory levels but the essential tool in victory is the faithful, strong, authentic spirit of the resistance fighters and their families, despite all attempts to disfigure its identity.

Sayyed Nasrallah pointed out that the Israelis still remember the quote “weaker than the spider web” not because of the significance of its words but because of the significance of the timing and location it was stated in, which was the field of Bint Jbeil, adding that “in July war they tried to reach this spot to make a speech and say that Israel is stronger than steel, but they failed”.

His eminence noted that the strength point of Lebanon is the power of deterrence it had attained, and this is a strength because Lebanon was never the attacker, it was always being attacked.

Sayyed Nasrallah assured that the resistance saw the liberation of 2000 happening since 1983, and this was relevant in the speeches of Sayyed Abbas (Al-Moussawi) and Sheikh Ragheb Harb.

In this context, Hezbollah SG indicated that “when Ehud Barack was asked about the reason of invading Lebanon – I say this as 20 years have passed on victory because some people are still reading the developments wrong – he put two reasons. The first was to send the Palestinian resistance out of Lebanon to Jordan to topple the regime and establish an alternative state for the Palestinians there, and second was to bring the Jmayyel Family to presidency so that Lebanon becomes in the Israeli axis.”

Sayyed Hasan Nasrallah Hezbollah Lebanon
Sayyed Nasrallah in the interview with journalist Buthaina Olleik.

“Israel does not have real allies, it only sees its benefits. It is ready to collaborate against anyone for the sake of achieving its benefits. Israel has collaborated against Jordan since 1982 and the alternative state project there is ongoing since then,” he added, pointing out that “the fall of the political project in Lebanon let them focus their strength on the security line.”

Sayyed Nasrallah continued that “the security line alone was not enough for the Israelis to reach their goal which was to protect the settlements, and this is what the resistance was working on.”

“Two years before withdrawing completely, the Israelis handed the security lines and locations to Lahad Army. It planned to withdraw towards the borders as the confrontations continue between the resistance and Lahad Army, hence, the battle becomes a civil one that takes a sectarian form. However, the resistance continued its operations against Lahad Army until the latter finally surrendered leading to the complete Israeli withdrawal from the region and successfully avoiding any civil war back then,” he added.

When asked about the resistance’s vision for Israel in 2035, his eminence assured that Israel will not last as it is a strange body that does not resemble this region, and remembered a quote by Sayyed Moussa Al-Sadr in which he said that Israel was not a Jewish or a religious state but an apartheid state that sees itself superior on everyone as its people are the sons of Israel. It was established on terror and murder.

In this context, his eminence stressed that Israel acknowledges that it is not the same invincible power that was before 2000, not just in Lebanon but also in Gaza. He further stressed that Israel is completely reliant on the US while we see the latter’s position in the region deteriorating due to the policies it is following.

“The Image of the Israelis packing their stuff and getting on planes and ships is in front of my eyes,” Sayyed Nasrallah said.

Responding to a question on the resistance audience, his eminence assured that “there was never national unity around the resistance in order to say that it once had a wide audience that it had lost. Even in year 2000, the internal situation was not better than today. Some people used to consider that the resistance was not national and it was related to Syria and Iran.”

On the US presence in the region, Hezbollah SG noted that it was an evidence on the development of the resistance axis as it reveals the inability of Israel and its supporting regimes to protect their benefits.

“All the developments in the region are not for the benefit of Israel and there is a high level of balance between the two parts… The resistance’s strength today in occupied Palestine is a strategic power in the resistance axis.”

As his eminence reiterated that the resistance’s point of strength is its deterrence power, he indicated that “Israel is aware that any attack on Lebanon will not pass without a response, adding that the latest Israeli attack on a car that had members of Hezbollah in it in the Syrian territories without causing casualties was not an Israeli error.

“Israel intended not to hurt the men in the car because it was aware that the equation today is that there will be a response on any assassination.”

In this context, his eminence warned that “the level of patience and tolerance of the Syrian leadership has a limit, and the enemy could make a stupid act that might cause the Syrian leadership to lose its patience and might lead to a war.”

In parallel, he assured that the Israelis intervened in Syria after they realized that the opposition groups they supported there were defeated.

Concerning the UNIFIL forces in Lebanon, Sayyed Nasrallah stated that “there is an Israeli demand backed by the US to the Global Community to increase the number of UNIFIL forces. For us, increasing or decreasing the number of forces does not matter… If there was a change in the tasks of the UNIFIL forces we might demand that the forces be relocated on the other side of the borders… The time in which Lebanon was perceived as the weak part is gone and Israel can no longer impose its conditions on it.”

Internally, Sayyed Nasrallah said that in a great speech
Sayyed Moussa Al-Sadr delivered once he said that the politicians in Lebanon were ready to drag the country toward a civil war in order to  preserve their position. He said Lebanese politicians are heartless and are ready to kill up to 10,000 people for this goal.

In this context, his eminence asserted that Hezbollah is very sensitive about a civil war due to its faith and commitment, not because it has a “phobia” from it as claimed. We don’t want a civil war and we refuse to take the government even if offered. We don’t want to control the country and as Imam Al-Sadr said “a revolution in Lebanon, if it wasn’t over-passing religions it will not get anywhere.”.

Sayyed Nasrallah stressed that any disagreement in Lebanon is diverted into a sectarian disagreement which reassures the importance of setting limits on any internal transformation so that the enemy does not take advantage of the situation.

He emphasized that the Lebanese Judiciary must be the reference in fighting corruption calling on everyone who has any corruption file against any Hezbollah political official to refer to the judiciary authority.

“I have said before that the battle against corruption is harder than the battle against Israel and it needs time. First we must remove the mines not step on them in order to open the roads.”

Sayyed Nasrallah indicated that when Ehud Barack was asked about methods to destroy Hezbollah, he considered that dragging Hezbollah into a civil war and making people and its supporting environment revolt against it would destroy it.

“Thus, this is a sensitive issue as the resistance is on the top of the enemy’s list of targets, and any new given must be studied very well.”

On the economic level, Sayyed Nasrallah considered that “we can get out of this economic crisis but it needs a political decision,” adding that “if Hezbollah revealed its economic plan it will be fought immediately on both internal and external levels”.

As he emphasized the importance of cooperating with the Syrians on the industrial and agricultural levels, he noted that some parts refuse this fearing that this would damage the relations with the US.

“America wants to humiliate Lebanon and impose its conditions on it.”

In this context, Sayyed Nasrallah addressed the Lebanese people saying: “The solution for the economic crisis is to abandon US satisfaction and head east”.

“Some parts are obstructing deals with China due to their fears from the US… China can solve the electricity problem with less cost than Germany, but this needs a political decision. If the current government was a Hezbollah government it would’ve referred to Chine. This is the biggest evidence that this is an independent government that is considering the views of all the parties.”

Concerning the Banking crisis, his eminence said “we demanded protecting all the savings. It is our duty to shout out but it is the government and official sides’ duty to take action. Hezbollah has no interest in changing the banking system or any other system in Lebanon.”

On Hezbollah’s relation with its allies, Sayyed Nasrallah stated that “we are solving problems between our allies and solving our problems with our allies by shutting them down… Our allies and us are not one body, we are two bodies so it is normal to have different views but we don’t allow this to break any alignment.”

His eminence considered that social media is playing a negative role by creating problems that do not exist, and assured that “we have to co-live with social media and must turn its threat into an opportunity through guidance and addressing.”

On the regional level, Sayyed Nasrallah assured that the US withdrawal from the region will be on all political, cultural, and military levels.

He considered that the US is on its way to pack and leave the region due to several reasons including the public desire in Iraq, their withdrawal from Afghanistan, their identification as “occupation forces” in Syria, the failed war on Yemen, the unsuccessful “deal of the century” which was signed by only one part of the agreement, and the developments in general.

Sayyed Nasrallah ruled out any war between the US and Iran or between Israel and Lebanon “unless the latter decided to make a stupid act”, he said. He finally noted that Israel might cease to exist if the circumstances that it emerged on changed.

Source: Al-Manar English Website

Related Videos

Related Articles

حماقات الرسائل… وثغرات الحدود

إيهاب زكي

يصدف أننا في شهر شعبان، وفي شهر شعبان من العام 652هـ، أرسل فارس الدين أقطاي رسالة للسلطان عز الدين أيبك، بأنّ عروسه أميرة أيوبية يجب أن تنام في القلعة (مقرّ الحكم في دولة المماليك)، وقد فهم أيبك مضمون الرسالة، بأنّ أقطاي بزواجه من أميرةٍ أيوبيةٍ يعتقد أنّه أصبح أحق بالسلطنة، فنصب له فخاً ثم دعاه إلى القلعة، فانقضّ عليه أمراء أيبك وقتلوه، ثم أمسك أيبك برأس أقطاي وألقاه إلى الجند الذين أتوا للسؤال عن قائدهم ففرّوا جميعاً إلى الشام. وهذا يعني أنّ من يرسل الرسائل المبطنة أو المشفرة، عليه أن يكون حصيفاً بالقدر الكافي ليستقبل الردّ الذي يحب، لا أن يكون أحمقَ أو مغروراً حيث تنتظره المهالك. وهذه الواقعة التاريخية تصلح لإسقاطها على الرسالة التي أرسلتها “إسرائيل” لحزب الله، عبر قصفها سيارة كان يستقلها عناصر حزبية، ولكن رغم ألف نقطة مراقبة مخفية على الحدود ألقى الحزب برأس “إسرائيل” لجنودها من ثلاث ثغرات في السلك الشائك، رغم أنّ الحزب حتى كتابة هذه السطور لم يتبنَّ رسمياً هذا الاختراق.

تحوّل حزب الله من خطرٍ على شمال الأرض المحتلة إلى خطرٍ على أمن “إسرائيل”، ثم إلى خطرٍ استراتيجي على مصالحها، ثم إلى خطرٍ وجودي يهدّد بقاءها. وهي في هذه الحالة كالذي يرتطم بجدارٍ يفتقد للمناطق الرخوة. فتجنّب الحرب يعني أن يراكم الحزب قوةً وقدرة، وافتعالها يعني أنّها القاصمة، و”البروباغندا” التي تسمّيها سياسة “معركة بين الحروب” أثبتت فشلها في تحقيق أيٍّ من الأهداف المرجوّة ميدانياً وسياسياً، لذلك فإنّ السؤال المصيري الذي على صُنّاع القرار في كيان العدو مسارعة الزمن للإجابة عليه هو: “ماذا بعد؟”.

وحتى هذه اللحظة لا إجابات أو حتى مسارات ولو أفقياً بجانب الجدار الصلد، بل مراوحة في المكان، مكان “معركة بين الحروب” مع إنهاك بيِّن، حيث المرة الأولى التي يتعمّد العدو فيها عدم سفك الدم. وهذا لا يعني سوى أنّه منهك عسكرياً واستخبارياً، فعسكرياً هو لا يريد الوقوف مطوّلاً على “إجر ونص”، فضلاً عن تطوّر الوقوف إلى حرب، أمّا استخبارياً فيبدو أنّه يفتقر للمعلومات الدقيقة حول طبيعة وحجم الكادر البشري كما حول النُظم لوجستياً وأمنياً التي يواجه من خلالها حزب الله جائحة كورونا في لبنان، فأراد أن يستنتج جهوزية الحزب عبر هذا الاستهداف المحدّد والمحدود.

قال السيد نصر الله في أحد خطاباته السابقة “إنّ وجودنا في سورية لا يؤثر إطلاقاً في جهوزيتنا على الجبهة الجنوبية”، ومن هنا يجب أن يستنتج العدو أنّه تحت المجهر على الدوام لحظةً بلحظة، وطالما أنّ عدواناً بحجم الحرب على سورية لم يجعل الحزب يغفل لحظةً عن وجوده وتحركاته، فليس من المنطق أن يعلق آمالاً عريضة على جائحة كورونا، ولكن يبدو أنّ افتقاد الخيارات يجعل من مجرد الإعلان عن الوجود خياراً مثالياً، وإلّا فإنّ هذه العملية تفتقر للشجاعة والعزم، وتنمّ عن أيادٍ مرتعشة، وهذا بعكس التصميم الذي يتميّز به حزب الله في تنفيذ وعوده ووعيده.

كما أنّ الحزب الذي يخوض حرباً أمنية قاسية على مدار الساعة مع العدو، يمتاز بالتكتم الشديد، وهو التكتم الذي ينمّ عن أولوية الإنجاز لا غبار التباهي؛ بعكس العدو الذي يبحث عن الاستعراض، حيث يشكل المربّع الأخير لإظهار قدراته، حتى أنّ ما يسمّيها سياسة “الغموض البناء” لم تعد قادرة على بناء ما تثلم من قدراته، لذلك يتخلى عنها لصالح “الانفضاح الهدّام”، حيث انهدام الهيبة التي راكمها على مدار عقود، ويحاول من خلال مراكمة الفضائح أن يصنع ميزان ردعٍ جديداً، وهي من علامات التكلّس التي لا نهاية لها سوى الكسر.

إنّ أهمّ رأسٍ “إسرائيلي” قطعه إحداث الثغرات هو أمن الجدران، فمَن أحدثَ الثغرات طعن نظرية أمن الجدران في مقتل، فلم يعد الكيان في مأمنٍ مهما تسوَّر، وإنّ أمنه المؤقت هو فقط لمجرد أنّ قرار الحرب ليس في وارد الحزب حالياً لأسبابٍ لا تحصى. وهنا على سبيل الاستشهاد فقد لفتتني ملامح الجندي الإيراني، الذي كان على متن أحد الزوارق التي اقتربت من القطعة الحربية الأميركية في الخليج، فلم تكن مجرد ملامحٍ لجندي يمارس مهامه بحزمٍ عسكري، بل كانت ملامح مليئةً بالتحفز والغضب والمقت، وأنّ العائق الوحيد أمامها عن التهام هذه القطعة الحربية حتى بالأسنان هو القرار السياسي حصراً.

وهذه الملامح ذاتها ترتسم حتماً على وجوه مقاتلي حزب الله على الحدود الجنوبية، فهؤلاء المقاتلون لا ينظرون إلى الصراع مع “إسرائيل” باعتباره صراعاً حدودياً، أو من منطلق عدو اليوم صديق الغد، بل صراعاً وجودياً، وأنّ عدو الأمس واليوم هو عدو الأبد. ويقيناً أنّ جنود العدو رأوا نزراً يسيراً من هذه الملامح على مدار سِنيِّ الصراع. وفي النهاية وعلى سبيل الشماتة، فإنّ الإعلام العبري كما النفطي سيفتقد لحفلات اكتشاف “جيش المكتشفين” أنفاق لحزب الله، حيث يبدو أنّ الطريق من فوق الأرض أكثر يُسراً وأقلّ تكلفة وأسرع زمناً.

فيديوت متعلقة

مقالات متعلقة